باريس تؤكد أن سياسة فرنسا تجاه حزب الله لم تتغير بتغير الرئيس والحوار معه لم ينقطع

TT

«موقف فرنسا من حزب الله لم يتغير مع وصول رئيس جديد للجمهورية». هكذا اختصر مصدر فرنسي رسمي طبيعة العلاقة الحالية بين الحزب وفرنسا على خلفية الكلام عن «تحولات» في السياسة الفرنسية من الملف اللبناني. وجاء اللقاء بين وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ورئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون قبل ايام في باريس ليعيد مجددا طرح السؤال عن «ثوابت ومتغيرات» الدبلوماسية الفرنسية.

ويقول مصدر فرنسي رسمي إن باريس «ما زالت على موقفها» الرافض تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية وهي «ملتزمة» الموقف الأوروبي كما أن حزب الله ليس مدرجاً على اللائحة الأوروبية للمنظمات الإرهابية.

ورغم الكلام الذي سبق وقاله الرئيس الجديد في 16 يوليو (تموز) الماضي إبان الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحزب الله من أن حزب الله «المعتدي» وأن إسرائيل «المعتدى عليها» وقوله لاحقا وبمناسبات مختلفة منها خلال زيارة له الى الولايات المتحدة الأميركية في الخريف الماضي إن حزب الله «منظمة إرهابية»، فإن الموقف الفرنسي الرسمي لم يتغير. وتعتبر مصادر فرنسية أن كلام الرئيس ساركوزي السابق هو «كلام المرشح الساعي الى الفوز بالانتخابات» وهو «مختلف» عن كلام ساركوزي الرئيس «الأقرب» الى استمرارية السياسة الفرنسية في لبنان وإن «اختلف الأسلوب».

بيد أن المصادر الفرنسية الرسمية التي أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن الاتصالات مع قادة حزب الله «دورية ومنتظمة ومتواصلة» تذكر أن باريس لن تغير رأيها إزاء ضرورة أن يتخلى الحزب عن سلاحه بموجب ما تطلبه القرارات الدولية لكنها ترهن تحقيق هذا الهدف بالتوافق اللبناني. وفي السياق عينه، تدعو فرنسا الحزب الى «الانخراط الكامل في العمل السياسي اللبناني».

وتدور الاتصالات مع حزب الله في بيروت وباريس. وفي لبنان يتولاها دبلوماسيو السفارة الفرنسية. أما في باريس فتتم بمناسبة وجود مسؤولين من الحزب سواء كنواب في الوفود النيابية التي تزور العاصمة الفرنسية أو مع مسؤولين من حزب الله يأتون بشكل منتظم الى باريس. ومن المنتظر أن يجرى لقاء الأسبوع المقبل، وفق ما قالته مصادر لبنانية في باريس بين وزير مستقيل من حزب الله سيكون في العاصمة الفرنسية وبين مسؤولين في وزارة الخارجية. وكانت الخارجية قد أبدت موافقتها المبدئية على لقاء النائب عن حزب الله حسن حب الله الذي جاء الى باريس بمناسبة الاحتفال بتحرير الجنوب من القوات الإسرائيلية. لكن تعذر إيجاد موعد يلائم الطرفين.

وكان الوزير كوشنر قد قال إبان وجوده في بيروت الأسبوع الماضي إنه «مستعد للتحاور مع ممثلي كل القوى السياسية التي تتمسك بسيادة لبنان وباستقراره».

وأفادت المصادر الفرنسية أن باريس «منفتحة على الحوار مع حزب الله» لا بل إن حرصها على ذلك يمكن ربطه بدعوتها المستمرة الى التفاهم بين اللبنانيين الذي ترى فيه «هدفا رئيسيا» من الأهداف التي تسعى اليها في لبنان. وترى مصادر فرنسية أخرى أن باريس «لا يمكن أن تنسى أن لها 2000 جندي تقريبا في قوة اليونيفيل» الدولية وفي منطقة نفوذ حزب الله وبالتالي فإن حرصها على أمن قواتها يدفعها الى المحافظة على علاقة قوية مفتوحة مع الحزب وإن كانت مواقف الطرفين تختلف وتتضارب أحيانا بخصوص الأزمة السياسية التي يعاني منها لبنان. تجدر الإشارة الى أن الرئيس ساركوزي طلب من وزير خارجيته السفر الى لبنان بشكل عاجل إثر المعارك التي نشبت بين الجيش اللبناني وفتح الإسلام من أجل التأكيد على حرص فرنسا على أمن لبنان واستقراره ووقوفها الى جانبه.