بيريس في سن الـ 83 يرشح نفسه للمرة الثانية لمنصب رئيس إسرائيل

الحاصل على لقب «الخاسر الأزلي» عن جدارة في الانتخابات وأبو البرنامج النووي

TT

بعد اشهر من المشاورات والنقاشات، اعلن شيمعون بيريس نائب رئيس الوزراء وزير التنمية الاقليمية في حكومة ايهود اولمرت، في جلسة خاصة لنواب حزب «كاديما» الحاكم الذي ينتمي اليه، ترشيح نفسه لمنصب رئيس اسرائيل خلفا للرئيس موشيه قصاب الذي تنتهي فترة ولايته في 15 يوليو (تموز) المقبل، وهو الآن في إجازة مؤقتة بسبب اتهامه بالاغتصاب والتحرش بالعديد من الموظفات السابقات في مكتبه.

ويحظى بيريس بتأييد رئيس الوزراء وكذلك داليا ايتسيك رئيسة الكنيست القائمة باعمال رئيس الدولة. ووصفته ايتسيك بالمرشح الافضل. ووعده اولمرت، بان يعمل حزب «كاديما» بمجمله، ما بوسعه، لضمان حصول اسرائيل على الرئيس الذي تستحقه. ووعد بالعمل من دون كلل. واعتبر بيريس، 83 عاما، ان هذه هي الفرصة الاخيرة له لخدمة اسرائيل. وقال انه قرر القبول بالترشيح بعد ان تلقى التشجيع من العديد من الزملاء، من بينهم رئيس الوزراء ونواب والعديد من الاسرائيليين من مواقع تثير الاستغراب. ورغم اعترافه بان الرئاسة هي منصب بروتوكولي، الا انه اضاف ان اسرائيل بحاجة الى شخصية تتوحد البلاد خلفها. وتابع القول انه شخصيا ينشط في الحركة الصهيونية منذ الاربعينات، ويمكنه ان يقول ان وضع اسرائيل اليوم قوي. واعترف بيريس بانه تردد كثيرا قبل ان يتخذ هذا القرار أي الترشح للرئاسة للمرة الثانية. وقال «ليس سرا انني ترددت كثيرا، فانا لست النائب الاصغر سنا في الكنيست. لقد شغلت مناصب حكومية رفيعة كثيرة، وجربت الفشل، لكنني في الوقت نفسه حققت الكثير، وكلي امل في ان تساهم في رفاه هذا البلد ودفاعه». يذكر ان بيريس فشل في انتخابات الرئاسة الاخيرة عام 2000 التي فاز فيها قصاب مرشح حزب الليكود، رغم كل التوقعات التي كانت تؤكد فوزه. وحصل بيريس الذي كان في حينها بحزب العمل على 57 صوتا مقابل 63 لقصاب. وارجع سبب الهزيمة الى عدم التزام حزب شاس لليهود الشرقيين، بوعده بالتصويت لبيريس. وهزيمة بيريس في انتخابات الرئاسة عام 2000، لم تكن الاولى ولا الاخيرة، بل ضرب رقما قياسيا في الهزائم الانتخابية، منحته عن جدارة لقب «الخاسر الازلي»، كان آخرها خسارته في انتخابات زعامة حزب العمل امام عمير بيرتس عام 2005. وقبل ذلك، خسر في الانتخابات العامة لعام 1996، عندما كان رئيسا للوزراء خلفا لاسحق رابين الذين قتل برصاص يميني متطرف في نوفمبر (تشرين الثاني) 1995، امام بنيامين نتيناهو. وكان قد هزم ايضا في انتخابات 1977 و1981 و1984 و1988، غير ان هذه الهزائم لم تثبط عزيمته، بل كان ينهض بعد كل هزيمة ليواصل المعركة والمسيرة. وقد لا تختلف نتيجة هذه الانتخابات عن سابقاتها بالنسبة لبيريس. فرغم التأييد المعلن له داخل حزب كاديما الا ان اعضاء رفيعي المستوى في الحزب يعتقدون ان فوز بيريس بهذا المنصب غير مضمون، وانه قد يفشل في تجنيد العدد الكافي للفوز بمنصب الرئيس.

يذكر ان الرئيس في اسرائيل ومدة ولايته 7 سنوات، لا ينتخب مباشرة من الشعب بل عبر الكنيست الذي يضم 120 مقعدا يحتل منها حزب كاديما 29 مقعدا فقط بينما يحتل حزب العمل 19 مقعدا و12 مقعدا لليكود. وستجري الانتخابات في 13 يونيو (حزيران) المقبل، وينافسه فيها النائب من حزب الليكود المعارض روفين ريفلين والنائب من حزب العمل كوليت افيتال. ويحظى ريفلين بتأييد حزب الليكود الى جانب حزب «اسرائيل بيتنا» والحزب القومي الديني وكذلك حزب المتقاعدين. اما افيتال فانه يحظى بتأييد حزب العمل وكذلك «ميرتس ياحاد» اليساري ونائبة من كاديما وعدد من النواب العرب. وزعم مساعد لافيتال ان ما لا يقل عن 5 من حزب كاديما اعلنوا تأييدهم لبيريس، سيصوتون لها في عملية الاقتراع السري.

يذكر أن بيرييس تولى في السابق مناصب عدة من بينها رئيس الوزراء (في الثمانينات) ووزير الدفاع ووزير الخارجية ووزير المالية.

حاز بيريس مشاطرة مع رابين والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات جائزة نوبل للسلام عام 1994 لإسهامه في اتفاق أوسلو للسلام عام 1993. وقضى بيريس الشطر الأعظم من مشواره السياسي في حزب العمل لكنه انضم إلى حزب كاديما عند تأسيسه أواخر عام 2005، وتحديدا بعد هزيمته امام بيرتس في انتخابات زعامة العمل. ولد بيريس في مدينة فيشنيفا (بولندا) عام 1923، وهاجر مع والديه الى فلسطين، وهو في سن الحادية عشرة من العمر. وعين وهو في الـ 29 العمر مديراً عاماً لوزارة الدفاع، وذلك بعد اربع سنوات على لقائه بن غوريون رئيس اول حكومة اسرائيلية.

يقف بيريس وراء تأسيس شركات الاسلحة الكبرى وصناعات الطيران في اسرائيل ويعتبره الخبراء الاجانب «أب» البرنامج النووي الاسرائيلي الذي جعل من الدولة العبرية القوة الذرية السادسة في العالم، وهو متزوج من صونيا بيريز وله عدة احفاد.