تركيا: تقديم شكوى ضد أردوغان واعتقال 11 للاشتباه في علاقتهم بـ«القاعدة»

أنقرة تحشد دباباتها على الحدود العراقية.. وتحذر واشنطن من انتهاك مجالها الجوي مجدداً

TT

قدمت رئيسة المحكمة الدستورية التركية شكوى ضد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب اردوغان، متهمة اياه باستخدام اساليب تضعف هيبة المحكمة وسيادتها، وذلك على خليفة انتقاد اردوغان لقرار المحكمة مطلع الشهر الجاري الغاء الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية التركية. وقالت رئيسة المحكمة تولاى توغش فى مؤتمر صحافي نادر ان «تصريحات رئيس الوزراء تتجاهل سيادة القانون، وتحتوي على تهديدات، واهانة وعدائية، وتجعل المحكمة هدفا للهجمات». ويأتي ذلك فيما اعتقلت الشرطة التركية أمس 11 شخصا يشتبه في كونهم أعضاء بتنظيم «القاعدة» كانوا يخططون لشن هجوم في اسطنبول، بحسب ما نقلت وكالة انباء «الاناضول» التركية. فيما لم تؤكد الشرطة هذا التقرير. وكانت وكالة دوجان للانباء وقناة «سي.ان.ان ترك» التركية التلفزيونية قد ذكرتا في وقت سابق إن عشرة أشخاص اعتقلوا. الى ذلك، أعلنت السلطات التركية أنها اكتشفت اسلحة مخبأة في قطار محمل بمواد للبناء متجه الى سورية من إيران، وذلك بعد ان قام متمردون اكراد بتفجير القطار. وقالت السلطات التركية انها تحقق في الحادث بعدما اكتشفت الاسلحة بالصدفة خلال تفتيشها عربات القطار بعد الحادث، موضحة ان من بين الاسلحة التي تمت مصادرتها صواريخ ومنصات اطلاق صواريخ ومسدسات وذخيرة. ولم تذكر السلطات التركية الى اين كانت الاسلحة متجهة.

وتشك أنقرة في ان ايران ترسل أسلحة الى حزب الله فى لبنان عبر سورية مرورا بأرضيها. وبعد الحادث اجبرت السلطات التركية طائرة سورية قادمة من طهران على الهبوط لتفتيشها، غير انها لم تجد أسلحة.

وحول اعتقالات «القاعدة»، قالت وكالة أنباء الاناضول ان الشرطة عثرت على جوازات سفر مزورة ووثائق مرتبطة بـ«القاعدة» خلال مداهمات في عدة أحياء باسطنبول أكبر مدن البلاد. ونفذت الشرطة في تركيا عدة عمليات ضد أشخاص يشتبه في كونهم من المتشددين الاسلاميين منذ وقوع سلسلة تفجيرات في اسطنبول في نوفمبر (تشرين الثاني) 2003. وأعلنت خلية تابعة لـ«القاعدة» مسؤوليتها عن الهجمات. وتصاعدت التوترات في تركيا منذ أسفر عن هجوم انتحاري عن مقتل ستة أشخاص واصابة العشرات، الاسبوع الماضي، في هجوم على مركز للتسوق في العاصمة أنقرة. وحملت السلطات المتشددين الاكراد مسؤولية الهجوم. واعتقلت الشرطة عدة أشخاص يشتبه في كونهم أعضاء بحزب العمال الكردستاني المحظور خلال الايام الاخيرة.

الى ذلك، أرسلت تركيا مزيدا من الدبابات الى حدودها مع العراق امس في حشد عسكري يثير قلق الولايات المتحدة بشأن هجوم محتمل في شمال العراق ضد متمردين أكراد. وخرجت مجموعة من 20 دبابة محملة على شاحنات من ثكنات الجيش في ماردين بالقرب من سورية وتوجهت نحو الحدود العراقية في جنوب شرقي تركيا الذي كان بالفعل موقعا لهجوم كبير للجيش ضد متمردين من حزب العمال الكردستاني. وزادت التكهنات بشأن هجوم وشيك على العراق منذ ان قال رئيس الوزراء طيب أردوغان الاسبوع الماضي انه يتفق مع الجيش بشأن عمل عسكري محتمل رغم قلق الولايات المتحدة حليف تركيا في حلف شمال الاطلسي بشأن مثل هذا الإجراء. كما يوجد قلق على امتداد الحدود في جنوب شرقي تركيا حيث يشكل العديد من سكان القرى الكردية ميليشيات مدعومة من الدولة تقاتل الى جانب الجيش ضد متمردي حزب العمال الكردستاني.

وقال نادر كارادينيز، وهو مسؤول في قرية جوروملو، التي تقع بالقرب من قاعدة عسكرية على بعد بضعة كيلومترات فقط من الحدود «نحن ندعم العمليات في الجبال هنا لان حزب العمال الكردستاني جعلنا نعاني كثيرا. لقد فقدت عشرة من افراد عائلتي». لكن هناك تردد لنقل المعركة الى الجبال العراقية حيث يتمركز ألوف من مقاتلي حزب العمال الكردستاني في ضوء المعارضة من الزعيم الكردي العراقي مسعود بارزاني، وهو شخصية تتمتع بالاحترام بين اكراد تركيا.

وقال كارادينيز قبل ان تصل سيارة جيب عسكرية في القرية طلبت من الصحافيين مغادرة المنطقة «لا اعتقد انه سيكون من المستحسن الذهاب الى شمال العراق لان بارزاني قال انه لن يقبل جنودا اتراكا هناك». والعمليات العسكرية هناك مركزة على متمردين داخل الاراضي التركية. وقتلت قوات الامن عشرة مقاتلين من حزب العمال الكردستاني في اشتباكات في الجنوب الشرقي يوم الثلاثاء. وحثت الولايات المتحدة مرارا تركيا على عدم ارسال قوات الى العراق لانها تقول ان ذلك سيعقد الموقف فحسب. واتفق البلدان على الاجراءات المختلفة التي تشمل الاجراءات المالية في محاولة لكبح جماح حزب العمال الكردستاني. ويتركز القلق المحلي على اثار شن هجوم وهو ما سيضر بالعلاقات بين الاتراك والاكراد بالاضافة الى الاقتصاد في الاقليم الفقير المرتبط عن كثب مع شمال العراق من حيث التجارة والناحية العرقية. وقال محسن كونور رئيس بلدية سيلوبي التي تبعد 15 كيلومترا من بوابة الحدود الرسمية الى العراق «هذه العملية تعني معاناة عظيمة وخسارة عظيمة وضربة للانسجام بين الاتراك والاكراد». كما اثار احتمال تنفيذ هذه العملية توترا بين تركيا والولايات المتحدة. وطلبت تركيا رسميا من واشنطن تجنب أي انتهاك اخر لمجالها الجوي بعد ان حلقت طائرتان حربيتان اميركيتان من طراز اف ـ 16 في المجال الجوي التركي بالقرب من الحدود العراقية. وقال دبلوماسيون اميركيون ان ما حدث كان مجرد «حادث» لكن وسائل الاعلام التركية قالت انه كان رسالة الى أنقرة بعدم ارسال قواتها الى العراق. وعلى صعيد آخر، أعلن وزير خارجية الفاتيكان الكاردينال تارتشيتسيو بيرتوني في مقابلة نشرتها صحيفة «لاستامبا» الايطالية الاربعاء ان الكنيسة الكاثوليكية تؤيد انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي لان هذه الدولة «قطعت طريقا طويلة» و«تحترم القواعد الاساسية للعيش المشترك».

وردا على سؤال على هامش مؤتمر «المسيحية والعلمانية»، قال وزير خارجية الفاتيكان ان «تركيا دولة علمانية بالتأكيد». واضاف «في اوروبا، نشيد بالعلمانية بحد ذاتها وحتى بالعلمنة». واوضح «لكن تركيا قطعت ايضا طريقا طويلة ولا تزال تتابعها.. المواقف بالطبع مختلفة جدا لكن مع الشعوب والحكومات التي تحترم القواعد الاساسية للعيش المشترك، يمكننا التحاور والبناء في الفلك الاوروبي وفلك المجموعة الدولية». وسأله مراسل الصحيفة «بما يشمل الانضمام الى الاتحاد الاوروبي؟»، فرد «بما يشمل الوصول الى الانضمام الى اوروبا».