وفد أميركي من هيئة الحريات الدينية في زيارة للسعودية

TT

يبدأ وفد من هيئة الولايات المتحدة للحريات الدينية الدولية، بعد غد السبت، سلسلة لقاءات مع وزراء ومسؤولين حكوميين في السعودية، بعد أن وصل إلى البلاد الأحد الماضي في زيارة تستمر حتى يونيو (حزيران) المقبل.

وصدرت توجيهات رسمية من الحكومة السعودية، تقضي بتسهيل زيارة هذا الوفد، وتمكينه من الالتقاء بالمسؤولين الذين يرغب بلقائهم.

وتواجه السعودية، انتقادات عديدة، يعتبرها مسؤولون سعوديون «غير منصفة» في موضوع الحريات الدينية، لا يزال تقرير وزارة الخارجية الأميركية الذي صدر أخيرا، يصنف السعودية على أنها من الدول «ذات القلق الخاص». وعلمت «الشرق الأوسط» أن الهدف من هذه الزيارة، هو «الاطلاع على سياسات الحكومة السعودية حول الممارسات الدينية، والتسامح، وحماية الأديان، والسياسات والبرامج الأميركية لتعزيز الحرية الدينية عن طريق تقوية المجتمع المدني، وتشكيل مؤسسات تمثيلية، وضمان حكم القانون».

وقدمت هيئة الولايات المتحدة للحريات الدينية الدولية، عن طريق سفارة واشنطن في الرياض، قائمة لمسؤولين سعوديين ترغب بلقائهم خلال هذه الزيارة.

ومن الأسماء التي طرحها الوفد، الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية، الدكتور عبد الله آل الشيخ وزير العدل، الدكتور عبد الله العبيد وزير التربية والتعليم، إياد مدني وزير الثقافة والإعلام، إضافة إلى الشيخ إبراهيم الغيث الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ووصل وفد هيئة الولايات المتحدة للحريات الدينية الدولية الذي يتكون من 9 أعضاء، إلى مدينة جدة الأحد الماضي، حيث يعتزم الوصول إلى مدينة الظهران هذا اليوم، لعقد اجتماعات هناك، لم يفصح عن تفصيلاتها، قبل أن يغادرها متوجها إلى العاصمة الرياض.

وطلب الوفد الأميركي من الجهات الحكومية السعودية ذات العلاقة، ترتيب لقاءات مع المسؤولين في مجلس الشورى السعودي، هيئة حقوق الإنسان الحكومية، الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، رئاسة هيئة كبار العلماء في السعودية، رئاسة اللجنة الخاصة لتطوير المناهج، مؤسسة الملك فيصل الخيرية، وعدد من المنظمات غير الحكومية، والمؤسسات الخيرية.

وتجري استعدادت على قدم وساق في السعودية للتحضير للأجندات المزمع إثارتها في هذه الزيارة.

وقال الدكتور مفلح القحطاني، نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، وهي واحدة من الجهات التي يعتزم الوفد لقاءها، بأنهم سيعملون على الاستماع إلى ما لدى الوفد من تساؤلات حول موضوع الحريات الدينية، كما سيتم الإيضاح لهم في عدد من الأمور القانونية والشرعية المتعلقة بموضوع حرية الأديان.

وأكد القحطاني لـ«الشرق الأوسط» بأن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، ستعمل على نقل وجهة نظر السعودية من موضوع الحريات الدينية في جانبه المدني. وسبق أن تحفظت السعودية على بعض ما ورد في الاتفاقيات الدولية، خصوصا ما يتصل منها بحرية الاعتقاد. وأمام ذلك، شدد نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، على وجود قواعد دينية في الشريعة الإسلامية التي يقوم نظام الدولة السعودية عليها، لا يمكن الاجتهاد فيها أو تغييرها لسبب أو لآخر.

وسيستغل اعضاء الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، وجود الوفد الأميركي في السعودية، لإثارة موضوع عدم احترام سلطات معتقل غوانتانامو الأميركي لحرية أديان المعتقلين المسلمين داخل المعتقل، خاصة السعوديين.

وقال القحطاني في هذا الصدد، انهم سيثيرون خلال لقائهم بوفد هيئة الولايات المتحدة للحريات الدينية الدولية، موضوع الحريات الدينية في معتقل غوانتانامو، وأهمية احترام تلك الحريات، وغيرها من المسائل المتعلقة بمسألة إهانة القرآن الكريم في المعتقل سيئ السمعة.

وستعمل هيئة حقوق الإنسان الحكومية، على الترتيب والتنظيم لجدول لقاءات الوفد الأميركي مع المسؤولين السعوديين.

وأبلغت الهيئة الحقوقية عدداً من الإعلاميين السعوديين، بوجود اجتماع سيلتئم السبت المقبل في مقر هيئة حقوق الإنسان الحكومية مع وفد هيئة الولايات المتحدة للحريات الدينية الدولية، حيث يسبق هذا الاجتماع سلسلة من اللقاءات المزمع عقدها مع المسؤولين الحكوميين.