مسؤول أميركي لـ«الشرق الاوسط» : اتفقنا مع طهران على مواصلة الحوار .. وتوسيعه بشرط

إيران: مقتل 7 من الحرس الثوري في اشتباكات على حدود تركيا.. واتهامات بالتجسس للمعتقلين الأميركيين

TT

فيما تصاعدت أزمة اعتقال إيران لخمسة ناشطين وباحثين واعلاميين اميركيين من اصل ايراني، وذلك بتوجيه السلطات الإيرانية اتهامات لأربعة منهم امس بالتجسس والاضرار بالامن القومي الإيراني، قال مسؤول بارز بالخارجية الاميركية لـ«الشرق الاوسط» ان واشنطن لم تجر أي اتصالات رسمية مباشرة مع طهران بخصوص هؤلاء المعتقلين، موضحا ان بلاده قدمت طلبا رسميا عبر السفارة السويسرية، التي ترعى مصالح اميركا في ايران، يدعو لاطلاق سراحهم فورا. وحول المباحثات التي تمت بين إيران والعراق في بغداد يوم الاثنين الماضي، قال المسؤول الاميركي ان أهم ما تم التوصل اليه فى المباحثات الاتفاق على مواصلة الحوار بين الايرانيين والاميركيين، بدون تحديد موعد بعينه لاستئناف المفاوضات. ويأتي ذلك فيما قتل 7 من عناصر الحرس الثوري الإيراني في مواجهات مع عناصر وصفتهم طهران بـ«مناهضين للثورة الايرانية»، خلال حملة تطهير في مناطق حدودية مع تركيا، حيث توجد غالبية كردية. ولم توجه طهران اصابع الاتهام الى واشنطن ولندن كما تفعل عادة عندما تنشب مواجهات داخلية. وحول اللقاء الاميركي ـ الإيراني في العراق، قال مسؤول بالخارجية الاميركية لـ«الشرق الأوسط»: «أهم شيء تم الاتفاق عليه هو مواصلة الحوار في المستقبل. فكرة الاستمرار في الحوار أصبحت موجودة، بدون ان تكون على حساب العراقيين، لكن لم يتم تحديد موعد او تاريخ معين لاستئناف الحوار». وذكر المسؤول الاميركي الذي لا يستطيع الكشف عن هويته، ان توسيع الحوار بين واشنطن وطهران ليشمل قضايا اخرى بخلاف العراق مرتبط بوقف طهران لتخصيب اليورانيوم. وأضاف: «توسيع الحوار مرتبط بوقف التخصيب. هذا لا يعني وقفا كاملا أو للابد لكننا بحاجة لضمانات. فهناك صقور وحمائم في إيران، بعضهم يتحدث بطريقة ايجابية جميلة، وآخرون يتخذون خطا قاسيا امام الغرب. بالنسبة لواشنطن السؤال هو مع من نتحدث في إيران؟»، النية موجودة لحل وسط. لكن الملف النووي قضية شائكة، حتى العراق أسهل من الملف النووي». ونفى المسؤول الاميركي ان تكون واشنطن أجرت حتى الان اي اتصالات مباشرة مع طهران من اجل اطلاق سراح الباحثين والناشطين الاميركيين في إيران، موضحا ان هناك طلبا رسميا اميركيا قدم لاطلاق سراحهم عبر السفارة السويسرية. وتابع المسؤول الاميركي: «اعتقال هؤلاء ليس مبررا، فهم لم يرتكبوا أي مخالفة. الجميع طالب باطلاق سراحهم. المفكر والباحث اليساري نعوم تشومسكي الذي يعادي السياسة الخارجية الاميركية طلب مثلا اجراء سراحهم».

الى ذلك، ذكرت وكالة الانباء الايرانية (ارنا) ان 7 من عناصر الحرس الثوري الايراني، ونحو 10 متمردين قتلوا في المواجهات المستمرة منذ ليل الاثنين بين قوات الامن الايرانية و«مسلحين مناهضين للثورة» خلال حملة تطهير في مناطق حدودية مع تركيا، حيث توجد غالبية كردية. وأكد بيان للجيش الايراني بثته وكالة «اسنا» ان «الوحدات العاملة في قاعدة سيد الشهداء تمكنت الاثنين من قتل عشرة من المناهضين للثورة المسلحين في منطقة سلماس في اطار حملة لتطهير هذه المنطقة الحدودية واقرار الامن فيها».

وتقع منطقة سلماس على بعد عشرات الكيلومترات من الحدود التركية. وأكد البيان ان «عملية التطهير مستمرة في هذه المنطقة». وجرت اشتباكات عنيفة في فبراير (شباط) الماضي بين القوات المسلحة الايرانية ومتمردين اكراد في هذه المنطقة. وأعلنت ايران انذاك ان نحو 50 متمردا كرديا قتلوا في هذه الاشتباكات بين القوات المسلحة الايرانية ومقاتلي حزب بيجاك الكردي الايراني الانفصالي وحزب العمال الكردستاني التركي. وقتل 14 من عناصر الجيش النظامي وقوات الحرس الثوري بينهم ضابطان كبيران في سقوط مروحيتهم خلال العلميات.

ويضم اقليم اذربيجان الغربي الذي توجد له حدود مع تركيا والعراق اقلية كردية كبيرة. وهو يشهد منذ اكثر من عام اشتباكات مسلحة منتظمة مع الناشطين الاكراد ولاسيما اعضاء حزب بيجاك. وتتهم الحكومة الايرانية بانتظام الولايات المتحدة وبريطانيا بمساعدة الجماعات المسلحة للاقليات الدينية والعرقية التي تتركز في اقاليم ايران الحدودية. واعلنت ايران هذا الاسبوع كشف شبكة تجسس كبيرة على صلة بالقوات الاميركية والبريطانية في العراق تسعى الى جمع معلومات سرية وافتعال اضطرابات قومية ودينية في المناطق الحدودية، وفقا لمسؤول امني. وقال مدير مكافحة التجسس في وزارة الاستخبارات الايرانية اول من امس ان «هذه المجموعات تسعى الى اثارة توترات قومية ولاسيما باستخدام عناصر مناهضة للثورة». واضاف ان «الكثير من سكان المناطق الحدودية هدف (لاجهزة استخبارات اجنبية) تريد استخدامهم». واوضح ان هذه الشبكة التي تم كشفها كانت تنشط في مناطق اذربيجان وكردستان وكرمنشاه (غرب) وخوزستان (جنوب غرب) وطهران وهمذان.

وعلى صعيد قضية المعتقلين الاميركيين بايران، اعلنت طهران اعتقال مواطن ايراني اميركي آخر لاتهامه بانه «عميل للسي آي ايه» ضالع في عملية اميركية تهدف الى قلب النظام. كما وجهت تهمة مماثلة الى مواطن ايراني اميركي رابع لكن بدون اعتقاله. وذكرت صحيفة كيهان ان علي شاكري الذي يعمل لحساب منظمة اميركية غير حكومية تعنى بالسلام، يواجه التهم ذاتها التي ادت الى اعتقال الجامعية هالة اصفندياري وعالم الاجتماع كيان تاجبخش هذا الشهر. وكتبت الصحيفة ان «اعتقال علي شاكري، وهو الاعتقال الثالث لعملاء مخمليين خلال الشهر المنصرم، يمكن ان يكشف الروابط السرية القائمة بين المجموعات المعارضة الساعية الى قلب النظام والاصلاحيين المزعومين في هذا البلد». ورفض القضاء الايراني تأكيد توقيف شاكري بالرغم من ورود معلومات بهذا الصدد في وسائل اعلام اميركية وعبر منظمة «هيومن رايتس ووتش». واتهمت الصحيفة شاكري بانه «عميل في السي اي ايه»، وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، وبانه «يعتمد ماليا على منظمات اميركية». وشاكر رجل اعمال يوجد مقر نشاطاته في كاليفورنيا ويعمل ايضا لحساب المركز الاهلي لنشر السلام في جامعة كاليفورنيا «سنتر فور سيتزن بيسبيلدنغ»، وهي منظمة تهدف الى تدارك النزاعات والعنف في العالم. وسبق ان وجهت صحيفة «كيهان» اتهامات مماثلة الى اصفندياري وتاجبخش اكدها القضاء فيما بعد واتهمهما بـ«العمل ضد الأمن القومي والتجسس». كما وجهت اتهامات مماثلة الى الصحافية برناز عظيمة بدون اعتقالها.

وقد دانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الاعتقالات امس، مؤكدة ان هذا الاجراء يشكل «التفافا على قواعد القانون». كما قالت رايس ان التوقف عن مطالبة ايران بتعليق تخصيب اليورانيوم سيكون خطأ كبيرا، وطالبت بتكثيف الضغط على طهران حتى تتخلى عن برنامجها النووي. وتابعت «نحن متمسكون بالحاجة الى التعليق ونحن متمسكون بالحاجة الى الاستمرار في تكثيف الضغط»، على ايران.