الأمم المتحدة تعين سودانيا لرئاسة مكتب منع جرائم الإبادة الجماعية

فرانسيس دينق عراب اتفاقية نيفاشا والمرشح السابق لسفارة السودان في واشنطن يتولى المهمة

TT

يعود فرانسيس دينق الى السودان من بوابة دارفور بعد ان كان أبرز المرشحين لشغل منصب سفير السودان في واشنطن، وذلك عقب تعيينه من طرف بان كي مون الامين العام للامم المتحدة مستشاراً خاصاً لمنع جرائم الإبادة الجماعية.

واعلن بان كي مون الليلة قبل الماضية تعيين دينق في منصبه الجديد في تزامن مع قول الرئيس الاميركي جورج بوش استمرار «الابادة» في دارفور، واتخاذ واشنطن قرارات تهدف الى تشديد الحصار على الحكومة السودانية وعزمها على تأليب المجتمع الدولي ضدها بسبب ازمة دارفور واتخاذ قرارات اممية جديدة في هذا الاتجاه، كما اعلن عن ذلك الرئيس الاميركي في اجراءات قالها اول من امس امام المراسلين في البيت الابيض.

وسيتولى دينق منصبه الجديد في وقت تقول فيه المنظمات الانسانية إن اقليم دارفور يترنح الآن على شفير كارثة إنسانية. وعمل فرانسيس دينق من قبل في وظيفة رفيعة داخل الامم المتحدة، حيث شغل منصب الممثل الخاص للأمين العام للنازحين داخل بلادهم بسبب النزاعات، وذلك في الفترة من 1994 الى 2004 ، وكان قد تولى قبل ذلك عدة وظائف في الأمم المتحدة وكذا في الحكومة السودانية في عهد الرئيس جعفر نميري حيث عمل وزيراً في وزارة الخارجية وكذا سفير في الخارج. ويتحاشى دينق الذي يعمل حاليا رئيسا لقسم دعم السلام بالسودان بالمعهد الأميركي للسلام في واشنطن الحديث عن تلك الفترة.

ويفترض ان يعمل دينق الذي يخلف خوان مينديز، أول مستشار لمنع جرائم الإبادة الجماعية وكان قد عين في صيف عام 2004، في جمع المعلومات المتوفرة حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يمكن أن تؤدي إلى وقوع إبادة جماعية وتقديمها لمجلس الأمن. وعلى الرغم من الضغوط الاميركية على الامم المتحدة لتضييق الخناق على حكومة الرئيس عمر البشير، فإن المنظمة الدولية تواصل رميها بجهود السلام في أتون المزيد من الفوضى التي يعرفها حالياً إقليم دارفور.

وكان فرانسيس دينق، وهو يتحدر من منطقة أبيي المتنازع عليها حالياً بين الخرطوم وجوبا (عاصمة الجنوب)، عراب مشروع «نظامان في دولة واحدة» الذي اعتمدت عليها اتفاقية نيفاشا بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية بقيادة جون قرنق الذي لقي مصرعه بعد فترة وجيزة من توقيع تلك الاتفاقية في حادثة سقوط طائرة عمودية في الجنوب.

ورشحت الحركة الشعبية دينق بعد توقيع تلك الاتفاقية لتولي منصب سفير السودان في واشنطن لكن فرانسيس دينق لم يذهب الى الخرطوم للحصول على الموافقة بتعيينه رسمياً، كما نأى بنفسه عن الجدل الذي دار بعد ذلك حول اسباب عدم ذهابه الى السودان. واختارت الحركة الشعبية احد قادتها وهو جون أكيج ليكون أول سفير جنوبي يتولى هذا المنصب في العاصمة الاميركية.

وطلب الأمين العام للامم المتحدة من فرانسيس دينق، أن يتفرغ لمنصبه الجديد، وقال بيان اصدره مكتب بان كي مون الامين العام للامم المتحدة يأمل أن يجد طرقا إضافية لتعزيز مكتب منع جرائم الابادة الجماعية، وهو ما يعني انه سيغادر منصبه في المعهد الاميركي للسلام. ويتحدث فرانسيس دينق العربية بطلاقة، اضافة الى الانجليزية.