منظر «القاعدة» في رسالة فاكس من سجن العقرب لـ «الشرق الأوسط» «وثيقة ترشيد الجهاد» ابتغاء مرضاة الله وطلب أموال كان اجتهادا من آخرين

TT

قال الدكتور «فضل»، الذي يعرف باسم سيد إمام عبد العزيز الشريف مؤسس جماعة «الجهاد» المصرية من داخل محبسه في سجن العقرب بمصر في رسالة تلقتها «الشرق الاوسط» عبر الفاكس انه كتب ما كتب «ابتغاء مرضاة الله ومن باب النصيحة الواجبة لعموم المسلمين». وقال انه كتب عدة كتب اسلامية ضخمة من قبل ولم يتقاض عنها اجرا. وأوضح الدكتور فضل في رسالته ان الحديث عن بيع حقوق كتابه الاخير حدث بدون علمه وإنما كان باجتهاد من آخرين. واعتبر الدكتور فضل كتاب المراجعات الفقهية بمثابة نقد لكل أعمال تنظيم «القاعدة» في مخلتف دول العالم العربية والأجنبية بدون ذكر لاسم «القاعدة». وكان الدكتور فضل، الصادر ضده حكم بالسجن المؤبد في قضية «العائدون من البانيا» عام 1999 ادان الصور المستحدثة من القتال التي انطوت على مخالفات شرعية، ودعا كافة الحركات الجهادية والإسلامية في العالم اجمع الى ترشيد عملياتها الجهادية وفق الضوابط الشرعية، خاصة بعد ظهور صور مستحدثة من القتل والقتال باسم الجهاد انطوت على مخالفات شرعية في كثير من البلدان، كالقتل على الجنسية وبسبب لون البشرة أو الشعر أو القتل على المذهب. من جهته فسر قيادي جماعة «الجهاد» المصرية اسامة ايوب رئيس المركز الإسلامي، في مدينة منستر وطالب اللجوء السياسي في ألمانيا ما حدث الى تلقيه عرضا من جهات اجنبية ومحطات تلفزيونية لشراء حقوق «وثيقة ترشيد الجهاد في مصر والعالم» الذي يقع في 90 صفحة من مقاس A4 تقريبا. وأوضح ان مبلغ المليون استرليني كان عرضا من احدى تلك الجهات الاجنبية، الا انه اشار الى حدوث «لبس»، لان الدكتور فضل لم يطلب اموالا من قبل في هذا الكتاب او عن مؤلفاته السابقة مثل «العمدة في اعداد العدة» و«الجامع في طلب العلم الشريف» التي نشرت وترجمت جميعها الى لغات عدة لوجه الله. وأكد ان الدكتور فضل لم يطلب اموالا مقابل نشر إنتاجه العلمي.

وقال الدكتور فضل، أول أمير لجماعة الجهاد في مصر في بيان سابق نشرته «الشرق الأوسط» بداية الشهر الجاري: «لا يحل لنا العدوان، حتى وان كان أعداء الإسلام يفعلون، كما وصفهم الله بقوله: «لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة، وأولئك هم المعتدون» ـ التوبة. في الوقت الذي يعكف فيه قيادات تنظيم الجهاد الأصولي داخل السجون المصرية على إعداد مبادرة وقف العنف التي يزمع التنظيم إطلاقها على غرار مبادرة الجماعة الإسلامية عام 1997.

و«فضل» هو الاسم الحركي لسيد إمام عبد العزيز الشريف، المكنى باسم عبد القادر بن عبد العزيز الذي أصدر أهم كتاب لفقه الجهاد في الربع قرن الأخير وهو «العمدة في إعداد العدة»، الذي يعتبر دستور الجماعات الجهادية، ويرجع إليه جميع الباحثين في تأسيس فقه القتال لدى جميع الحركات الجهادية، ويعتبره تنظيم «القاعدة»، الآن دستوره في القتال، بالإضافة الى كتاب آخر اكثر اهمية للحركات الأصولية اسمه «الجامع في طلب العلم الشريف»، وكلاهما مترجم الى معظم لغات العالم. وكشف الإسلامي المصري أسامة أيوب قيادي جماعة «الجهاد» وأحد الـ14 المطلوبين من قبل السلطات المصرية ان الدكتور فضل، وصفته جماعة «الجهاد» المصرية في إحدى مطبوعاتها عام 1993 بأنه «مفتي المجاهدين في العالم». وقال أيوب «ان هناك استحسانا من الفصائل الجهادية في مصر لوثيقة الدكتور فضل الذي تسلمته القاهرة من اليمن عام 2004، وتبنيها كأساس للتوجه السلمي لوقف الصدام بينها وبين الحكومة حقنا للدماء وتحقيقا لمصالح شرعية»، مشيرا الى ان المئات من الجهاديين المصريين قد وقعوا على هذه الوثيقة. وقال أيوب «إن الوثيقة الجديدة ليست لجماعة بعينها ولم تتناول احدا بعينه بالنقد، وإنما هي مجموعة من المسائل لاجتناب المخالفات الشرعية في الجهاد». وكشف ايوب ان الدكتور فضل يتابع جريدة «الشرق الاوسط» يوميا في محبسه.