صحافي إيراني يغامر بصحيفة جديدة بعد 11 عمل فيها وأغلقتها السلطات

صحف الإصلاحيين ترفع من مستوى النقد وتحاول عدم تجاوز الخطوط الحمراء

TT

طهران ـ رويترز: عمل محمد قوشاني في 11 صحيفة أغلقت من جانب السلطات الايرانية ولم يفتح معظمها أبوابه مرة اخرى من ثم لا يمكنه ان يتنبأ الى متى سوف تستمر الصحيفة اليومية التي دشنها في الشهر الماضي.

وقال الصحافي البالغ من العمر 30 عاما من مكاتب صحيفة «هام ميهان» (المواطن) الرئيسية في طهران (يعتمد الأمر على القضايا السياسية وكيفية عمل الصحيفة). بالنسبة لصحف مثل «هام ميهان» التي تدعم أفكار معسكر الاصلاح الذي يميل نحو التحرر، يتطلب تفادي الاغلاق توازنا دقيقا، بحيث ترفع مستوى النقد وفي ذات الوقت لا تتجاوز خطوطا حمراء غير واضحة تتعلق بالسياسة. وهناك فروق أكبر مما تبرزه الصورة التي يرسمها منتقدو ايران في الغرب لنظام يقمع جميع الآراء النقدية. وهناك معلقون إيرانيون يرون دلائل على عودة ضعيفة لمطبوعات اصلاحية.

ولكن صحافيين يقولون ان الوقوع تحت طائلة السلطة لا يزال يسيرا وبصفة خاصة منذ تولي الرئيس محمود احمدي نجاد الحكم في عام 2005 وخطاباته ضد الغرب، ومن يرى انهم يتحدون قيم الثورة الاسلامية التي اندلعت في عام 1979.

وأغلقت صحيفة «شرق» التي عمل فيها قوشاني من قبل في سبتمبر (ايلول) بسبب العديد من الاتهامات من بينها تحدي طلب تغيير مدير التحرير الذي اتهم بعدم احترام المقدسات وإهانة المسؤولين. في ذلك الوقت اعتبر بعض الصحافيين هذه الخطوة محاولة لإسكات المعارضة، وهو ما رفضه المسؤولون قائلين ان الحكومة ترحب بالنقد.

وفي البداية أطلق عدد كبير من صحافيي «شرق» صحيفة باسم «جديد» سيرا على نهج بدأ في أواخر التسعينات، حين اغلقت عشرات الصحف الاصلاحية وأعيد فتحها بأسماء مختلفة، ولم يستمر البعض سوى ايام.

وسريعا ما رأت السلطات ان الصحيفة الجديدة نسخة مستترة من «شرق» وأغلقتها. ورفعت «شرق» دعوى أمام القضاء وكسبتها وبدأت العمل من جديد في مايو (أيار). وقال مدير التحرير مهدي رحمنيان، 40 عاما، الذي كانت السلطات تطالب بإقالته في البداية «سنبذل قصارى جهدنا حتى لا نواجه مشاكل قانونية. سنحترم تلك الخطوط الحمراء التي يمكن ان نعيها ولن نتجاوزها». وقال «ان الخلاف النووي بين إيران والغرب من القضايا التي تتطلب تغطية حساسة ودقيقة. الاخبار القضائية نتناولها بشيء من العناية». وتقلقه الموضوعات الخاصة بالجيش، وتشكو وزارات اخرى من تجاوز خطوط حمراء. وأضاف «ولكن مشكلتنا أننا أحيانا لا نعلم ما هي المناطق المحرمة». ويقول صحافيون آخرون إن جميع الصحف على قدم المساواة. ويؤكد أمير محبيان المعلق السياسي في صحيفة «رسالات» المحافظة بصفة عامة قائلا: لدينا حرية نشر أفكارنا سواء ...اصلاحية او محافظة. وحتى دون تحد متمثل في وجود مناطق محظورة، فان المعركة للفوز بقراء صعبة؛ فصحيفة «همشهري» أكثر الصحف الايرانية توزيعا، تبيع 400 ألف نسخة يوميا مقارنة مع 70 ألف نسخة لصحيفة «شرق» في بلد يبلغ تعداد سكانه حوالي 70 مليون نسمة.