الحكومة السودانية ترفض مبادرة فرنسية لحل دارفور: لا وقت لخطط جديدة

وزير الخارجية الفرنسي حث مسؤولين سودانيين في الخرطوم على نشر قوات دولية والتعاون مع لاهاي

TT

رفضت الحكومة السودانية مبادرة فرنسية لحل الازمة في دارفور، تشمل عقد اجتماع موسع في العاصمة باريس حول الازمة. وقالت الخرطوم انها غير مستعدة الان للدخول في مبادرات جديدة وإنما مشغولة بدراسة «خريطة طريق» لحل الازمة سياسياً، مطروحة من قبل مبعوثين من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي. في وقت حث وزير الخارجية الفرنسي الذي يزور الخرطوم المسؤولين السودانيين على قبول القوات الدولية المقترحة لحفظ السلام، كما حثهم على التعاون مع محكمة الجنايات الدولية بلاهاي حول مجرمي الحرب في الاقليم.

وامضى وزير الخارجة الفرنسي برنارد كوشنير يوما طويلا في السودان امس في اول زيارة يقوم بها للسودان منذ توليه المنصب، وثاني وزير خارجية فرنسي يزور السودان منذ تفجر المشكلة في اقليم دارفور، وشملت مباحثاته الرئيس عمر البشير، وكبير مساعديه مني اركو مناوي الذي يتزعم احد الفصائل الموقعة على اتفاق السلام في الاقليم في العاصمة النيجيرية ابوجا العام الماضي، ومستشار الرئيس الدكتور غازي صلاح الدين العتباني، فضلا عن وزير الخارجية السوداني الدكتور لام اكول. وشدد البشير علي ضرورة استكمال اتفاق سلام دارفور بالضغط علي الحركات الرافضة للاتفاق للجلوس لمائدة التفاوض والامتناع عن الاشارات والمواقف السالبة التي تشجع الحركات لعدم الاتجاه نحو السلام ومن بينها العقوبات الاحادية التي فرضتها الولايات المتحدة على السودان. وأكد الرئيس البشير حرص السودان علي علاقاته مع فرنسا واستدل علي ذلك بالعديد من الشواهد والمواقف التاريخية التي تعكس حرص الخرطوم على تعزيز علاقاتها مع باريس. من جانبه، قال وزير الخارجية أكول للصحافيين إن حكومته تنتظر خريطة طريق أعدها وسطاء من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ينتظر إعلانها قريبا، وبالتالي فإن أي مبادرة أخرى يمكن أن تثير ارتباكا. وقال مناوي كبير مساعدي البشير عقب لقائه كوشنير أن قضية دارفور لا تعالج الا بالحوار والتنمية والخدمات واصفا لقاءه بكوشنير بأنه كان جيداً. وقال المسؤول الفرنسي انه طرح على السودانيين مبادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حول تنظيم اجتماع في الخامس والعشرين من يونيو الجاري في باريس لبحث الوضع وانتهاج طريق لوقف اطلاق النار وتنفيذ قرارات الامم المتحدة، وأضاف: نحن على استعداد لبذل الجهود لمعالجة قضية دارفور.

ودعا الوزير الفرنسي خلال لقائه المسؤولين السودانيين بالخرطوم حكومة الرئيس البشير إلى القبول بنشر قوات دولية في الإقليم، وعكس اهتمام فرنسا وزير الخارجية الفرنسي اهتمام بلاده بالاوضاع في السودان وقال «ليس لدينا اي اجندة سياسية سوى تحقيق الامن والسلام والاستقرار ووحدة السودان». وكان علي الصادق الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية استبق زيارة المسؤول الفرنسي بالقول ان الحكومة ستطرح علي المسؤول الفرنسي نتائج آخر الجهود فيما يتعلق بالحوار السياسي الذي يهدف الى ضم رافضي أبوجا للاتفاقية. وابلغ الصادق «الشرق الاوسط» ان بلاده تفضل الانتظار الي حين معرفة ما سيخرج به اجتماع مبعوثي الامم المتحدة والاتحاد الافريقي ومصير خريطة الطريق التي طرحاها في اجتماع مجلس الامن الدولي الاسبوع الماضي.