القيادات الدينية والسياسية تدعو للتهدئة وضبط النفس

السيستاني يحض على عدم «الانتقام من الأبرياء» * الكتلة الصدرية تعلق عضويتها في البرلمان حتى إعادة بناء المرقد

TT

فيما استنكرت القيادات الدينية والسياسية العراقية امس تفجير منارتي مرقد الامامين العسكريين في سامراء، داعية الى التهدئة، قررت الكتلة الصدرية بزعامة مقتدى الصدر تجميد عضويتها في البرلمان حتى اعادة بناء المرقد.

وحض المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني «المؤمنين» على «ضبط النفس» وعدم القيام بأي عمل «انتقامي ضد الأبرياء». وقال في بيان وزعه مكتبه إن «المرجعية الدينية (...) تناشد المؤمنين الأعزاء أن يتحلوا بمزيد من الصبر وضبط النفس وتجنب القيام بأي عمل انتقامي يستهدف الأبرياء والأماكن المقدسة للآخرين». وأضاف أن المرجعية "تعبر عن غضبها واستنكارها البالغ لهذا الاعتداء الاثم وتبدي اسفها الشديد لتلكؤ السلطات المسؤولة عن القيام بواجبها (...) ونأمل أن تبادر الحكومة الى تنفيذ وعودها باتخاذ خطوات سريعة (...) وإجراءات لإعادة تشييده».

من جهته، ندد الرئيس جلال طالباني بالتفجير «الاجرامي» داعيا الى «الهدوء وضبط النفس واحباط النوايا الآثمة للمجرمين». واتهم «قوى الارهاب والفتنة والشر» باستهداف المرقد، مؤكدا «اننا ندين بشدة هذه الجريمة النكراء».

بدوره، قال نائب الرئيس طارق الهاشمي الامين العام للحزب الاسلامي العراقي، ان «الفئة الضالة المجرمة تعاود الكرة مرة اخرى، في محاولة يائسة لضرب لحمة الشعب واعادة الاحداث السوداء، التي شهدها العراق ابان حادث التفجير الاجرامي الاول». واضاف «نجدد ادانتنا الشديدة لهذا العمل الارهابي الجبان وندعو أبناء شعبنا الى التزام الهدوء ووحدة الصف وضبط النفس، لتفويت الفرصة على اعداء العراقيين في تحقيق مآربهم ومخططاتهم الخبيثة».

من جهتها، قررت الكتلة الصدرية بزعامة مقتدى الصدر تعليق عضويتها في مجلس النواب العراقي. وقال النائب عن الكتلة صالح العكيلي «تعلن الكتلة الصدرية تعليق عضويتها في مجلس النواب، حتى تتخذ الحكومة الاجراءات الواقعية والحقيقية لاعادة اعمار جميع المساجد السنية والشيعية، وعلى رأسها مرقد الاماميين العسكريين». واضاف «نطالب الحكومة بسحب قوات الاحتلال من سامراء واجراء تحقيق مع قوات الطوارئ المسؤولة والداخلية المكلفة حماية المرقد واستبدال القوة الموجودة بقوات عراقية جديدة». واتهم الصدر امس «ايادي الاحتلال الخفية التي تريد بنا السوء»، بتفجير المرقد معلنا الحداد ثلاثة ايام. واضاف في بيان «نهيب بالشعب العراقي المجاهد ان يدحض ويفشل المخطط الاميركي الاسرائيلي البغيض الذي يهدف الى بث الفتنة وزرع البغضاء بين المسلمين». وتابع «اعلم ايها الشعب العراقي ان ما من سني يمد يده على مرقد يضم مثل هذين المعصومين (...) على جميع القوى الدينية والسياسية توحيد الجهود من اجل بناء المرقدين، لكي نبعد شبح الحرب الطائفية الاهلية».

وقال عباس البياتي النائب في البرلمان العراقي عن قائمة الائتلاف العراقي الموحد، ان دعوة المرجعيات الدينية العليا والقيادات السياسية والانضباط الشعبي في الشارع يؤكد على ان «الشعب العراقي في هذه المرة سيتجاوز الوضع الحساس وما يسعى اليه الارهابيون». وطالب عبد الخالق زنكنة عضو البرلمان العراقي عن قائمة التحالف الكردستاني كل الاطراف والقوى السياسية بـ«سد الطريق امام اعداء الشعب في الداخل والمنطقة والعالم الذين هدفهم خلق فوضى في البلد». كما استبعد مواطنون تحدثت اليهم «الشرق الأوسط» ان يجر الحادث الى مواجهات طائفية جديدة. وقال فالح جابر (51 عاما) «نحن اليوم اقرب في معرفة نوايا واهداف اعداء العراق الذين يريدون التفرقة بين ابنائه، وهذه المرة لم تكن مثل سابقتها». واكد احمد علي (46 عاما) «ان العراقيين اليوم واعون اكثر من اي وقت مضى للمخطط الذي يحوكه اعداء العراق».

وسار مئات في تظاهرة انطلقت من امام الحوزة الشيرازية في كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) ونددت بـ«الجهات التكفيرية والقاعدة» محملة اياهم مسؤولية «العمل الارهابي». كما انطلق مئات المتظاهرين في النجف من امام مقر المجلس الاعلى الاسلامي العراقي باتجاه المدينة القديمة، حيث تجمعوا امام مكتب السيستاني. ورفعوا اعلاما عراقية ولافتات كتب عليها «نعزي صاحب العصر والزمان بالجريمة البشعة» قبل ان يتفرقوا.