المفتي قباني: إطلاق النار من المساجد مؤامرة لإثارة الفتنة

حرب «فتح الإسلام» ضد الجيش اللبناني في يومها الـ25

TT

استمرت امس، ولليوم الخامس والعشرين على التوالي، الاشتباكات بين الجيش اللبناني ومسلحي تنظيم «فتح الاسلام» الاصولي في مخيم نهر البارد الفلسطيني بشمال لبنان. واتخذت العمليات العسكرية طابعا عنيفا تارة ومتقطعا تارة اخرى، وذلك تبعا لتقدم الجيش في عملية تمشيط واسعة للمواقع التي أجبر المسلحون على الانسحاب منها في الجهة الشمالية الغربية للمخيم. وقد تم تنظيف هذه المواقع ومحيطها من الالغام والافخاخ التي زرعها المسلحون قبل تراجعهم.

في غضون ذلك، تمكنت فرق الاسعاف من اجلاء 216 مدنيا فلسطينيا من المخيم خلال ليل الثلاثاء ـ الاربعاء. ورأى متابعون ميدانيون في ذلك اشارة لبدء العد العكسي لحل هذه المشكلة كونها ترافقت مع تراجع المسلحين عن مراكزهم الحصينة بعدما الحق الجيش خسائر كبيرة بهم. واعلنت القيادة العسكرية عن مقتل رقيب في معارك اول من امس وجنديين في مواجهات الامس.

وفيما اعلن قائد الجيش العماد ميشال سليمان، لدى تفقده الجرحى العسكريين ان «دماء العسكريين والمدنيين وجروحهم وآلامهم هي عامل وحدة الوطن وتسمو على اي توظيف سياسي» أسف مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني لـ«انتهاك جماعة العبسي المسلحة حرمة المساجد» واصفا ذلك بانه «مؤامرة مكشوفة لاستدراج الجيش والادعاء بأنه يقصف المساجد لإثارة الفتنة الطائفية وتقويض السلم الاهلي في البلاد».

ميدانيا، خيم الهدوء الحذر ظهر امس على مختلف محاور المواجهات العسكرية في المخيم. وكان الجيش وسع ليل امس الاول دائرة سيطرته على عدد من المواقع الاساسية لمعاقل «فتح الاسلام». وتمكن من احكام سيطرته على الواجهة البحرية بالكامل. وتولت وحدات الهندسة تنظيف وتفكيك الافخاخ والالغام التي كان مقاتلو «فتح الاسلام» قد زرعوها في عدد من الابنية والمواقع التي كانت تحت سيطرتهم وتخلوا عنها تحت ضغط المواجهات مع الجيش. وسجل تدخل للمدفعية الثقيلة التي استقدمها الجيش اللبناني حديثا الى مسرح العمليات في دك التحصينات التي يحتمي بها المسلحون.

واوردت «الوكالة الوطنية للاعلام» ان «العد التنازلي لازمة نهر البارد قد بدأ» بعد تراجع المسلحين نتيجة الخسائر الكبيرة التي الحقها بهم الجيش الذي تمكن من السيطرة على عدد من مواقع «فتح الاسلام» والتمركز فيها، لاسيما المدخل الشمالي حتى الجهة الشمالية ـ الشرقية. وشوهدت آليات وجنود الجيش تتمركز في تلك المنطقة المطلة على البحر. وأفيد عن اعتقال عدد من عناصر «فتح الاسلام»، بالإضافة الى وقوع عدد من القتلى في صفوفهم. وكان الجيش صد خلال الليلة ما قبل الماضية عددا من محاولات التسلل وخصوصا على المحور الجنوبي. واشارت الوكالة الى ان رقيبا في الجيش يدعى جان جرجس الياس (34 سنة من بلدة حردين ـ قضاء البترون) قضى في معارك نهر البارد اول من امس.

وعلى صعيد ذي صلة، صدر عن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني البيان الآتي: «من المخزي والمؤسف ان مجموعة العبسي المسلحة التي تنتحل اسم فتح الاسلام في الشمال وتنتهك بالاعمال الاجرامية والارهابية التي تقوم بها في مخيم نهر البارد كل القيم الدينية والانسانية والاخلاقية، لم تكتف بتحويل اهلنا واخواننا اللاجئين الفلسطينيين الى دروع بشرية، بل عملت وتعمل على تحويل المساجد التي يذكر فيها اسم الله وبكل ما ترمز اليه من قداسة وحصانة الى متاريس ومواقع يطلقون النار منها على الابرياء من المدنيين والعاملين في الاسعاف والدفاع المدني، وخاصة على الجيش اللبناني والامن الداخلي من ابنائنا الذين يقتلون كل يوم».

واضاف: «ان هذا العمل الاجرامي الذي تنتهك به جماعة العبسي المسلحة حرمة المساجد في مخيم نهر البارد هو مؤامرة مكشوفة لاستدراج الجيش اللبناني والادعاء بأنه يقصف المساجد لاثارة الفتنة الطائفية وتقويض اركان السلم الاهلي في البلاد. وهو اسوأ انواع الفساد في الارض. ولذلك فان دار الفتوى تحذر المجرمين الذين يقتلون النفس الانسانية التي حرم الله قتلها بغير حق في مخيم نهر البارد في الشمال، وينتهكون حرمة المساجد ويحولونها الى مرابض لاطلاق النار منها على الجيش والابرياء من مغبة هذه الاعمال الاجرامية المشينة. وتحملهم ومن وراءهم مسؤولية ما يلحق بهذه المساجد من ضرر وأذى».