جنازة السيناريست الراحل عبد الحي أديب تجمع للمرة الأولى بين مرشد الإخوان وجمال مبارك

TT

بينما كانت الأوساط السياسية والفنية والثقافية في مصر، تشيع أمس جثمان السيناريست عبد الحي أديب بالعاصمة المصرية، وسط حضور نخبوي ملحوظ، بدا لافتا أن الجنازة التي تم تشييعها من مسجد مصطفي محمود، جمعت وربما لأول مرة في مناسبة واحدة كل من جمال مبارك نجل الرئيس المصري، الأمين العام المساعد لشؤون السياسات بالحزب الوطني الحاكم مع محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وعدد من القيادات البارزة بالجماعة علي رأسهم الدكتور عصام العريان.

ورغم أن عاكف وجمال مبارك، لم يلتقيا وجها لوجه أثناء الجنازة إذ يبدو أن هناك ترتيبات ما منعت حدوث ذلك، إلا أن الموقف بدا لافتا بالنظر لتصاعد المواجهة بين الحكومة المصرية، وجماعة الإخوان المسلمين، خاصة في الآونة الأخيرة التي شهدت إجراء انتخابات مجلس الشورى التي فشلت الجماعة في أول محاولة لها لخوض هذه الانتخابات في الحصول علي أي مقعد، وسط حديث من جانبها بوقوع عمليات تزوير تمت من جانب الحكومة لصالح مرشحي الحزب الحاكم.

وجاء هذا الموقف الذي جمع بين عاكف وجمال مبارك في محاولة من الجانبين لمواساة الإعلامي عماد الدين أديب نجل السيناريست الراحل، الذي يتمتع بعلاقات رفيعة علي مستويات عدة، وتصفه بعض الدوائر السياسية بأنه «أحد المقربين من الحكومة، خاصة بعد إجرائه حوارا مع الرئيس المصري حسني مبارك قبل فترة وخاض فيه في مناطق وقضايا شخصية لم يكن من المعتاد الطرق إليها من قبل».

ومن المعروف أن هناك حالة من العداء الشديد بين جماعة الإخوان والحزب الحاكم، خاصة جمال مبارك الذي تستغل الجماعة كل فرصة للتأكيد علي أن السيناريوهات السياسية التي تحدث في مصر منذ عدة سنوات تتجه لإعداد المسرح من أجل توريث الحكم لنجل الرئيس في المستقبل، بينما يؤكد مبارك الابن في كل مناسبة «أنه لا يسعى للرئاسة علي الإطلاق».

وشهدت كذلك الجنازة حضورا من مختلف التيارات السياسية والوزراء ورجال الدولة علي رأسهم الأمين العام للحزب الحاكم ورئيس مجلس الشورى صفوت الشريف ولفيف من الفنانين والكتاب والمثقفين ورجال الأعمال، بعضهم ارتبط بالراحل نفسه الذي نعته كافة الأوساط وبعضهم الآخر ارتبط بأبنائه الثلاثة عماد الدين أديب، والإعلامي عمرو أديب الذي يقدم برنامج القاهرة اليوم علي قناة الأوربت والمخرج عادل أديب.