باراك.. من الجيش لرئاسة الحكومة.. ومن التجارة إلى وزارة الدفاع

TT

تغلب الجنرال في الجيش ايهود باراك، الليلة قبل الماضية، على منافسه المارشال البحري عامي ايالون في انتخابات زعامة حزب العمل الاسرائيلي. ويرى أنصاره اليوم أنه يشكل آخر فرصة لإنقاذ الحزب من الضياع والانهيار بعدما كان حزب السلطة الطبيعي والرسمي في البلاد.

وسبق لباراك وتعني بالعربية «برق»، أن تولى منصبين باتا أهم المناصب في إسرائيل هما: رئاسة الحكومة ورئاسة أركان الجيش. ولد إيهود باراك في كيبوتس ميشمار هشارون الصغيرة عام 1942. والتحق بسلاح المدرعات بالجيش عام 1959، وهو يحمل شهادة بكالوريوس علوم في الرياضيات والفيزياء من الجامعة العبرية في القدس عام 1968، وشهادة الماجستير في العلوم تخصص تحليل أنظمة من جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة عام 1987. قاتل باراك في حرب 5 يونيو (حزيران) 1967. وفي عام 1973 قاد عملية اغتيال ثلاثة من قادة المقاومة الفلسطينية في بيروت. وفي حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 قاد كتيبة دبابات في الجبهة الجنوبية في سيناء. وفي يونيو 1976 قاد «عملية عنتيبي» لانقاذ ركاب طائرة ركاب فرنسية مختطفة. في مطلع عام 1982، حصل باراك على رتبة جنرال وعيّن رئيس قسم في هيئة الأركان العامة. ورئيسا للأركان العامة عام 1991.

عارض اتفاقات اوسلو لكنه طبقها بحكم موقعه العسكري. وقبل أن ينهي خدمته في الجيش عام 1995 التقى مرتين برئيس الأركان السوري في واشنطن في إطار المحادثات الثنائية بين إسرائيل وسورية.

عيّن وزيرا للداخلية في حكومة رابين عام 1995، وبعد اغتيال رابين في نوفمبر (تشرين الثاني) من نفس العام أسندت إليه حقيبة وزارة الخارجية في حكومة شيمعون بيريس. انتخب باراك عضوا في الكنيست عام 1996، وبعد فشل بيريس في انتخابات رئاسة الحكومة، أعلن خوضه المنافسة على رئاسة حزب العمل، وبالتالي ترشحه عنه لرئاسة الحكومة. وفي 4 يونيو 1997 فاز في المنافسة على المنصب متغلباً على منافسيه يوسي بيلين وشلومو بن عامي وإفرائيم سنيه. وفي الانتخابات التي أجريت للكنيست (الخامسة عشرة) ولرئاسة الحكومة في السابع عشر من مايو (أيار) 1999، فاز باراك بـ56.08 % من الأصوات، متغلباً على منافسه اليميني بنيامين نتنياهو. وفي 6 يوليو (تموز) 1999 قاد حكومة ائتلافية شارك فيها حزبا «شاس» والمفدال الدينيان. وبعد عام من توليه رئاسة الحكومة سحب الجيش من جنوب لبنان عام 2000 كما وعد.

ولكن نجاحات باراك العسكرية لم تنعكس على مسيرته السياسية، وظل أسيراً لشكوكه وتحفظاته على سلام حقيقي ذي معنى. وعلى خلفية مباحثات كامب ديفيد التي دعا إليها الرئيس الأميركي بيل كلينتون بين باراك والرئيس الفلسطيني عرفات في يوليو (تموز) 2000، انسحبت أحزاب «شاس» والمفدال و«يسرائيل بعالييه» من الائتلاف. وكانت كتلة حزب «ميرتس» اليسارية قد خرجت من الحكومة، قبل ذلك بأسبوعين، على خلفية الخلافات في الآراء مع «شاس».

وعقب فشل مباحثات كامب ديفيد واستمرار انتفاضة الأقصى التي اندلعت في سبتمبر (ايلول) بسبب زيارة آرييل شارون زعيم الانتفاضة في حينه، الاستفزازية للحرم القدسي وتشكيل أغلبية لإسقاط الحكومة، وافق باراك على إجراء انتخابات مبكرة.

في فبراير (شباط) 2001 خسر باراك انتخابات رئاسة الحكومة أمام شارون مرشح اليمين، وغادر يوم 7 مارس (آذار) منصبه، مبتعداً عن السياسة ليعمل في التجارة حتى عاد أمس لقيادة حزب العمل.