أسفر اصطدام بين مركب للصيد الساحلي وباخرة تجارية عابرة للقارات، وقع أول من أمس قبالة مدينة طنجة (شمال المغرب)، عن مصرع بحار واحد وفقدان 6 آخرين، وكلهم من طاقم المركب المغربي، الذي غاص كليا في أعماق البوغاز. فيما لم تصب العبارة بأية خسائر بشرية أو مادية.
ولم ينج من هذا الحادث، سوى بحارين اثنين، استطاعا أن يصمدا وسط البحر إلى أن التحقت بهما مراكب كانت متواجدة بالمنطقة، وحملتهما إلى ميناء طنجة، حيث نقلا مباشرة إلى المستشفى لتلقي الاسعافات. وذكر ربان باخرة صيد مغربية، أن الحادث وقع بالمياه الإقليمية المغربية، على بعد 7 أميال عقدة بحرية (أي 14 كيلومترا تقريبا)، وذلك حينما كان مركب الصيد «تكريت»، المسجل بمدينة آسفي (جنوب)، يسير في اتجاه المصايد البحرية الموجودة بالمنطقة، حيث لحقت به باخرة تجارية تحمل العلم البنمي، وصدمته من الخلف على مستوى خط العوم. وحمل نفس الربان، الذي ساهم في إنقاذ الناجين، مسؤولية الحادث لقائد الباخرة البنمية، لكونه لم يتمكن من ضبط القياس الفاصل بين الباخرة والمركب، موضحاً أنه بذلك تسبب في الاصطدام وتصدع الهيكل الخشبي للمركب، الذي فقد التوازن فوق الماء، وهوى عموديا في اتجاه عمق البحر، خصوصا بعد أن غمر الماء قعره واستحالت معه عملية الإنقاذ. وهرعت مروحية وباخرتان مغربيتان للإنقاذ، الأولى تابعة للبحرية الملكية والثانية للدرك الملكي، وكذا فرق إسبانية من ميناء طريفة (جنوب)، إلا أن كل الجهود التي بذلت لانتشال جثت المفقودين باءت بالفشل، ولا تزال عملية البحث مستمرة في عرض البحر. إلى ذلك، رست الباخرة البنمية في ميناء طنجة للتحقيق في ملابسات الحادث، بناء على القانون البحري الجاري به العمل في المغرب (مدونة التجارة البحرية لسنة 1919). ومن المنتظر أن يقوم رئيس المنشأة الملكية لإنقاذ الأرواح البشرية في البحر بفتح تحقيق في الموضوع وإنجاز محاضر استماع للناجين والشهود، قصد إحالتها على المصالح الأمنية المختصة لتحديد المسؤوليات.
وكانت قوات مغربية، مكونة من الدرك الملكي والقوات المسلحة والوقاية المدنية، قامت خلال شهر مايو (أيار) الماضي بتمرين ميداني بعرض شواطئ مدينة طنجة، جرى خلاله التدريب على عملية تدخل سريع لإنقاذ مصابين في حادث بحري مفترض. واستهدف الاختبار، الذي تم بتنسيق مع مديرية التجارة البحرية والسلطات الإسبانية في ميناء طريفة (جنوب إسبانيا)، تقييم فعالية التنسيق والتعاون بين القوات المغربية والقطاعات الحكومية المعنية، بغاية رفع القدرات البشرية والتقنية للتدخل في حالة حدوث كوارث بحرية طارئة.