مقتل 4 سودانيين في مظاهرة ضد إقامة سد على النيل

في اشتباك مع الشرطة

TT

لقي اربعة اشخاص مصرعهم، واصيب ثلاثة اخرون في مصادمات بين الشرطة ومتظاهرين، يرفضون بناء سد في منطقة كجبار شمال السودان، بعد ان وعدت الحكومة بوقف بنائه وسحب الالات منذ شهرين. غير ان المواطنين لاحظوا اقدام ادارة السدود التابعة لرئاسة الجمهورية على تجريف الاراضي الزراعية، مما دفعهم الى تنظيم مسيرة سلمية لايقاف الاجراءات الجديدة.

وابلغ المتحدث باسم اللجنة الشعبية العليا لمناهضة سد كجبار، نبيل عبد المطلب «الشرق الاوسط» في اتصال هاتفي من قرية فريَِِق شمال السودان، ان اربعة مواطنين لقوا مصرعهم برصاص من شرطة السد، واصيب ثلاثة اخرون، جراح احدهم خطيرة، وتم نقلهم الى مستشفى دنقلا، عاصمة الولاية الشمالية لتلقي العلاج.

وقال ان «اللجنة والمواطنين قرروا تسيير مظاهرة الى مقر اقامة المهندس المقيم في منطقة فريق، بعد ان بدأت الآلات في جرف الاراضي الزراعية كالتي نشاهدها في الفضائيات من قبل اسرائيل على الاراضي الفلسطينية»، واضاف «عندما بدأت المظاهرة كان المواطنون على بعد اكثر من خمسة كيلومترات من آلات ادارة السد»، وتابع «لكن الشرطة هي التي اندفعت وحضرت الى حيث يقف المتظاهرون واطلقت الغاز المسيل للدموع واردفتها باطلاق الرصاص، مما ادى الى مصرع الاشخاص الاربعة، وجرح اخرين»، متوقعا ان تبدأ السلطات القيام بشن حملة اعتقالات عليهم. مشيرا الى ان حريقا هائلا في المزارع شب وما زال مستمرا، متهما السلطات بانها وراء اشعال الحرائق في تلك المزارع.

واشار عبد المطلب الى ان المواطنين تجمهروا امام المستشفى بعد نقل القتلى والجرحى، ولم يصل اي مسؤول، وقال «حتى الان لم يتصل مسؤول سواء من الولاية او الخرطوم او الحضور الي المنطقة»، مؤكدا تمسك مواطني كجبار النوبية برفض انشاء السد وترحيلهم من ارض اجدادهم. واضاف ان «الحكومة خدعت الاهالي بنيتها انشاء فندق عالمي في المنطقة، بعد رفضهم انشاء السد منذ عام 1994»، وتابع «لكن الحكومة عادت بعد ان اتفقت معنا على سحب الالات».

ويعتبر سد كجبار السد الثاني بعد سد مروى تحت التشييد، الذي يثير الخلافات بين بعض السكان في الولاية الشمالية من جهة والسلطات المحلية والاتحادية من الجهة الاخرى. ويتخوف سكان كجبار وهم من النوبة، من ان يتكرر ما يسمونه مأساة تهجيرهم الى مناطق اخرى داخل السودان في الستينات، عندما اقيم السد العالي على نهر النيل على الحدود مع مصر.