اعتقال «أبو دجانة» الإندونيسي.. ضربة موجعة للجماعة الإسلامية في آسيا

اسمه ياسرون محمودي وكان مطلوباً فيما يتصل بتفجيري سفارة أستراليا وفندق ماريوت في جاكرتا

TT

وجهت الشرطة الاندونيسية مجددا ضربة شديدة الى الجماعة الاسلامية التي تعتبر اهم شبكة اصولية في جنوب شرقي آسيا، اثر توقيف واحد من كبار قادتها وصفته بانه «ناشط رئيسي» في المنظمة المسؤولة عن تنفيذ اعتداءات دامية.

واعتقل ابو دجانة السبت مع اسلاميين آخرين في وسط جزيرة جاوة في اطار حملة للشرطة التي انتظرت بعد ذلك اياما عدة لتأكيد عملية الاعتقال. ويشتبه بان هذا الاندونيسي البالغ من العمر 37 عاما يتولى قيادة جناح مسلح للجماعة الاسلامية، وهي شبكة اقليمية معروفة بارتباطها بتنظيم القاعدة، كما صرح المتحدث باسم الشرطة سيسنو اديوينتو في مؤتمر صحافي.

وكان ابو دجانة مطلوبا فيما يتصل بعدة تفجيرات قاتلة منها تفجير سفارة استراليا عام 2004 وتفجير سيارة ملغومة في فندق ماريوت في جاكرتا قبل ذلك بعام، ولعب دورا ايضا في تفجيرات بالي عام 2002.

واوضح اديوينتو ان «الرجل الذي اعتقل السبت اسمه ياسرون محمودي لكنه يستخدم اسماء اخرى من بينها ابو دجانة». واضاف ان الشرطة كانت تعتقد ان الشخص الموقوف هو احد المقربين من ابو دجانة الذي يشتبه بانه جمع اسلحة ومتفجرات للجماعة الاسلامية. وقال المسؤول نفسه ان «ابو دجانة معروف بانه اهم من نور الدين محمد توب وازهري»، في اشارة الى قائدين اسلاميين مهمين للجماعة هما الماليزي أزهري حسين، خبير المتفجرات الذي قتلته الشرطة الاندونيسية في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) 2005 بينما ما زال توب هاربا.

وتتهم الشرطة ابو دجانة بانه وفر ملجأ لنور الدين توب. وافادت الشرطة انها قد توجه اليه تهما اخرى تبعا لنتائج التحقيق معه حول ارتكاب اعمال ارهابية وحيازة متفجرات واسكان اشخاص مطلوبين وبالتآمر الاجرامي.

وألقت وحدة مكافحة الارهاب الاندونيسية القبض على عدد من المشتبه بهم في مداهمات في جاوة الوسطى مطلع الاسبوع. وقال اديوينتو ان التحقيقات أظهرت أن ابو دجانة استخدم عدة اسماء ولكن اختبارات الحمض النووي وبصمات الاصابع اثبتت ان الرجل المقبوض عليه هو المطلوب.

وقالت الشرطة انه اصيب برصاصة في فخذه عند القبض عليه يوم السبت. ولم تشهد اندونيسيا أي هجمات خطيرة بالقنابل منذ عام 2005 ولكن الشرطة تقول ان البلاد ما زالت تواجه تهديدا كبيرا من المتشددين.

وقالت سيدني جونز، الخبيرة في شؤون الاسلاميين في جنوب شرقي آسيا لوكالة فرانس برس «انه ناشط مهم جدا. فهو ليس القائد الاعلى (للجماعة الاسلامية) لكنه جزء من المنظمة منذ بدايتها، وكان في عداد القيادة المركزية منذ البداية عمليا كما كان على علم بكل التغيرات في الهيكلية والتقنيات العملية».

واضافت «نعتبر ايضا انه يقود وحدة مسلحة خاصة داخل الجماعة الاسلامية، وهو بدون ادنى شك من اكبر «الاسماك» التي اصطادتها (الشرطة) منذ زمن طويل». وشكلت اندونيسيا في السنوات الاخيرة هدفا لهجمات عدة شنها متطرفون يُعتقد انهم مرتبطون بالجماعة نفسها.

وبعد موجة هجمات على كنائس اثناء عيد الميلاد عام الفين (19 قتيلا)، واجهت اندونيسيا اعتداءات اخرى في بالي في 12 اكتوبر (تشرين الاول) 2002 (202 قتيلا)، وفي الاول من اكتوبر 2005 (20 قتيلا)، وفي جاكرتا في 5 اغسطس (اب) 2003 (12 قتيلا في فندق ماريوت) و9 سبتمبر (ايلول) 2004 (12 قتيلا امام السفارة الاسترالية).

لكن الجماعة الإسلامية التي تنشط لاقامة «خلافة» على جزء من جنوب شرقي آسيا تكبدت ضربات قاسية منذ 2002 كما اعتقل مئات من ناشطيها. واشار المعهد الدولي للأزمات (كرايزس غروب) في تقرير اصدره أخيرا الى ان الجماعة الاسلامية ما زالت تحتفظ بأكثر من 900 من اعضائها كما لا تزال تشكل تهديدا خطيرا، خصوصا مع تطوير استراتيجيتها المتعلقة بالاعتداءات.

وكان المعهد قد اكد ان الشبكة الاسلامية هي «في مرحلة البناء والترسيخ»، مما يجعلها غير مهتمة بتنفيذ اعتداءات مكلفة يمكن ان تؤدي الى مقتل سكان محليين واعاقة تجنيد ناشطين.