بوش وسياسيون أميركيون يربطون بين الشيوعيين والإسلاميين المتطرفين

أمام نصب تذكاري لضحايا الشيوعية في واشنطن

TT

هاجم الرئيس الاميركي جورج بوش وسياسيون اميركيون، خلال حفل افتتاح «النصب التذكاري لضحايا الشيوعية» في واشنطن، «الاسلاميين المتطرفين والارهابيين». وقال بوش ان «انتصار اميركا على المعسكر الشيوعي يجب ان يذكر الشعب الاميركي بأن الشر حقيقي، ويجب ان يواجه».

وصادف خطاب بوش الذكرى العشرين لخطاب الرئيس ريغان في برلين الغربية، سنة 1987، في مواجهة حائط برلين. في ذلك الوقت، خاطب ريغان الرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشوف، وقال له: «اهدم هذا الحائط». وبعد الخطاب بسنتين، سقط النظام الشيوعي في روسيا، وتفكك الاتحاد السوفياتي، وانهارت الكتلة الشيوعية في شرق اوروبا.

بدأ التخطيط لإقامة النصب التذكاري قبل اكثر من عشر سنوات، ويتكون من مجسم مصغر لتمثال الحرية، سمي «آلة الديمقراطية». وحضر الحفل مدعوون من دول شيوعية سابقة مثل كمبوديا، وبولندا، والمجر، وبلغاريا، وجمهورية التشيك. وربط بوش وآخرون، تحدثوا في الحفل، بين عداء اميركا للشيوعية وعدائها للاسلاميين المتطرفين، واستعملوا اوصافا مختلفة، منها «اسلاميون متطرفون» و«ارهابيون»، و«اشرار». وقال بوش: «هاجم الارهابيون والمتطرفون وطننا، وهم، مثل الشيوعيين، يتبعون فكرا دمويا، ويكرهون الحرية، ويسحقون اعداءهم، ويريدون التوسع، ويريدون تأسيس انظمة شمولية». واضاف بوش: «يعتقد اعداؤنا الجدد ان قتل الابرياء مقبول في سبيل تحقيق رؤيا متطرفة».

واشار بوش الى دروس من سنوات مواجهة الشيوعية، ونهاية الحرب الباردة. وقال «انها اساس السياسة الاميركية: اولا، الحرية غالية ولا بد من التضحية في سبيلها. ثانيا، الشر ليس نظرية او خرافة، لكنه حقيقي ولا بد من القضاء عليه. ثالثا، يقدر المتطرفون على غسل ادمغة الناس، وخاصة الشباب، لارتكاب جرائم لا يمكن وصفها».

وربط توم لانتوس، عضو الكونغرس (ديمقراطي من ولاية كاليفورنيا)، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، بين الشيوعيين والاسلاميين المتطرفين. وتحدث عن نجاته من «الهولوكوست» (مذبحة هتلر لليهود)، وعما اسماه نضاله ضد النازية والشيوعية. وقال: «يشرفني أن اعلن امامكم اليوم انني جندي محارب ضد الارهاب الاسلامي الذي يريد ان يعيدنا ثلاثة عشر قرنا الى الخلف».

وكتب فيليب كنيكوت، كاتب عمود في جريدة «واشنطن بوست»: «خلال الحفل، استعمل سياسيون اميركيون، بمن فيهم الرئيس بوش، المناسبة للانتقال من الهجوم على الشيوعية الى الحرب الجديدة ضد ما اسموه الارهاب الاسلامي المتطرف. فعلوا ذلك في سهولة، وبطريقة عدائية. انهم يريدون بيع هذه النظرية الجديدة الى الشعب الاميركي. هذه حرب لا نهاية لها».

وخص كنيكوت بالنقد النائب توم لانتوس، وقال: «هذا المهاجر من المجر شن هجوما عنيفا على كل شيء. على اميركا، وقال انها لم تكن جادة في تخليص المجر، وغيرها من دول شرق اوروبا، من الاحتلال الشيوعي». وشن هجوما عنيفا على شرودر، مستشار المانيا السابق، ووصفه بأنه مثل العاهرة، لأنه رفض الاشتراك في غزو العراق. وهو الغزو الذي ادى الى احتلال مرفوض. وشن هجوما عنيفا على الاسلام. كان هجومه على الاسلام لا يقل عن هجومه على الشيوعية.