الخلافات الروسية ـ الأميركية تسيطر على نقاش معاهدة القوات التقليدية بأوروبا

الموفد الأميركي حذر من العودة إلى سباق تسلح

TT

بدت المواقف الروسية والاميركية متباعدة مع انطلاق اعمال اجتماع استثنائي يعقد في فيينا بطلب من موسكو لإعادة درس معاهدة القوات التقليدية في اوروبا التي تحدد حجم هذه القوات وتجهيزاتها منذ الحرب الباردة وتعتبر موسكو انها تعيق تحركاتها. وقال رئيس الوفد الاميركي دان فريد للصحافيين اثر انتهاء اليوم الاول من الاجتماعات المغلقة، ان الروس لم يعلقوا مشاركتهم في المعاهدة كما هدد اخيرا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وان «الحلفاء في حلف شمال الاطلسي طلبوا منهم عدم القيام بذلك بلهجة معتدلة».

وكان صرح قبل بدء اللقاء ان الولايات المتحدة «تحاول تفهم القلق الروسي» الا انها ترفض «العودة الى خطاب حول السباق على التسلح». وقال «لا جدوى من العودة الى سباق تسلح نظري وللجميع مصلحة في ابقاء وتعزيز هذا النظام الناجح جدا في مراقبة وضبط التسلح» حسب ما نقلت وكالة اسوشيتد برس.

ويستمر الاجتماع حتى الجمعة. وقد طالبت به روسيا رسميا لتتمكن من تحريك قواتها العسكرية بشكل افضل. الا ان انعقاده يأتي وسط توتر روسي غربي بسبب المشروع الاميركي لنشر درع اميركية مضادة للصواريخ في اوروبا، وتمسك الغرب بتبني قرار في مجلس الامن الدولي حول استقلال كوسوفو، وهما امران ترفضهما موسكو.

وقال رئيس الوفد الروسي، أناتولي انتونوف، ان روسيا طالبت «بحرية تحريك قواتها على ارضها» حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

واخذ على الاميركيين والاوروبيين عدم المصادقة على المعاهدة المعدلة في 1999. إلا ان الغربيين يرفضون المصادقة على هذه المعاهدة قبل انسحاب روسيا نهائيا من جورجيا ومولدافيا، الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين. وتحدد المعاهدة حجم القوات المسلحة والمعدات التقليدية للكتلتين في اوروبا وتتضمن اجراءات لتعزيز الثقة مثل الاعلان عن المناورات الكبرى والشفافية عن طريق عمليات تفتيش متبادلة.

وسمحت هذه المعاهدة منذ دخولها حيز التنفيذ عام 1992 بتدمير ستين الف دبابة وقطعة مدفعية ومروحية. وكان الغرب قد اقترح على روسيا في الخامس من يونيو (حزيران) في بروكسل قبول نشر قوة دولية متعددة الجنسيات في ترانسدينستريا الكيان الانفصالي الموالي لروسيا في مولدافيا. وقال المندوب الروسي ان مؤتمر فيينا ليس المكان المناسب لمناقشة هذه القضية. من جهته، قدم المندوب الاميركي طرحا آخر مؤكدا ضرورة ان تنفذ موسكو التزاماتها في جورجيا ـ وهذا ما تم بشكل كامل تقريبا ومولدافيا. لذلك جاء اقتراح نشر القوة المتعددة الجنسيات.

واضاف ان الدول الغربية ستكون بعد ذلك مستعدة للتقدم باتجاه المصادقة على المعاهدة ثم اجراء مراجعة جديدة لانتشار قواتها على التخوم، على ان تؤخذ في الاعتبار مخاوف دول اخرى مثل تركيا، ترفض «تعزيزات عسكرية بدون سقف على حدودها».

وتنتقد موسكو القواعد الاميركية الجديدة في بلغاريا ورومانيا اللتين كانتا حليفتين للاتحاد السوفياتي السابق ونشر قوات فيهما.

ونفى فريد نائب مساعد وزيرة الخارجية هذا الاتهام. وقال «في بلغاريا ورومانيا سيكون هناك وجود ضئيل او لن يكون هناك وجود دائم لقوات، سنواصل هذا المشروع المتواضع حتى نهايته وهو لا يشكل تهديدا لروسيا».

من جانب اخر، اتهمت موسكو الدول الغربية بـ«التحرك في اطار لجنة مصغرة للإعداد بشكل منفرد» لاستقلال كوسوفو، واعتبرت هذا التصرف «غير مقبول» حسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية. وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية، ميخائيل كامينين، في بيان ان «المحادثات التي تجري في اطار لجنة مصغرة توحي بالاعداد لسيناريوهات متفردة حول استقلال كوسوفو».

وأضاف البيان ان «هذه المقاربة غير مقبولة من قبل روسيا التي لم تدع» للمشاركة في اجتماع لمجموعة الاتصال حول كوسوفو في باريس.

وكانت دول مجموعة الاتصال حول كوسوفو التي اجتمعت في باريس من دون روسيا، اعربت عن رغبتها في «التوصل الى قرار» صادر عن الامم المتحدة يؤكد خطة الموفد الدولي الخاص الى كوسوفو مارتي اهتيساري التي نصت على استقلال الإقليم بإشراف دولي.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية ان ممثلين عن المانيا والولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا وبريطانيا «أكدوا ارادتهم المضي من دون تأخير في المفاوضات داخل مجلس الأمن الدولي من اجل التوصل الى قرار يسمح بوضع اقتراحات مارتي اهتيساري موضع التنفيذ».