الجيش اللبناني يقترب من القضاء على «فتح الإسلام» ومقتل ثلاثة جنود في انفجار أحد الأفخاخ

17 شاحنة من المساعدات السعودية لإغاثة النازحين

TT

في اليوم الثلاثين لحرب «فتح الاسلام» ضد الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد الفلسطيني في شمال لبنان، بدا امس ان الوحدات العسكرية تقترب من حسم الوضع ميدانياً بعد نهار تميز بالمواجهات العنيفة التي بدأت منذ ساعات الفجر الاولى وكانت لا تزال مستمرة حتى المساء. واشارت المعلومات الميدانية الى ان الجيش احرز تقدماً على محور بحنين على الضفة اليسرى لنهر البارد بعدما كان دمر خلال ليل الاحد ـ الاثنين موقع صامد وهو مقر قيادة «فتح الاسلام» واقواها تحصيناً وتسليحاً. ودارت منذ ساعات الفجر الاولى معارك عنيفة بين المسلحين والجيش الذي مهد لهجومه الصباحي بقصف مدفعي مركز مستهدفاً بشكل اساسي مجمع ناجي العلي والتعاونية والشارع الرئيسي للمخيم القديم حيث اقام المسلحون دشماً، بالاضافة الى استهداف بعض الابنية المرتفعة عند الطرف الجنوبي للمخيم بمدفعية الدبابات ولاسيما بناية خالد عارف التي استخدمها المسلحون لاطلاق النار على مواقع الجيش. ولم يتبق من المعاقل الاساسية لمسلحي «فتح الاسلام» ومن يساندهم داخل المخيم الجديد سوى مبنى التعاونية الذي بدأت وحدات الجيش تتقدم في اتجاهه عبر ثلاثة محاور من الجهة الشمالية ـ الغربية عبر مركز «صامد» الذي دمره الجيش ليل أمس الاول ورفع العلم اللبناني على ما تبقى منه، ومن المدخل الرئيسي الشمالي للمخيم، ومن الجهة الشرقية عبر شارع المحمرة القديم.

وافيد ان عددا كبيرا من الجثث لا يزال في الشوارع والازقة الداخلية المتفرعة من الشارع الرئيسي للمخيم القديم، ولا سيما في محيط مركز صامد ومدارس «الاونروا» واستراحتي النورس والوحش الى الجهة الشمالية الغربية للمخيم. وقد عثر الجيش على المقابر الجماعية التي قامت «فتح الاسلام» بدفن قتلاها فيها بالقرب من ساحة مسجد مركز «صامد».

وقد تخطى الجيش في تقدمه مسجد القدس. وركز رماياته المدفعية على طول المنطقة الممتدة من موقع «صامد» في اتجاه مبنى التعاونية وصولاً الى مجمع ناجي العلي الطبي. وتمكن من رفع العلم اللبناني على بناية العتر وموقع الصاعقة القديم داخل المخيم.

وتصاعدت حدة الاشتباكات بين الجيش والمسلحين عند الجهة الغربية للمخيم من ناحية التعاونية ومفرق المحمرة. وذكرت «الوكالة الوطنية للاعلام» ان مسلحي «فتح الاسلام» يتحصنون داخل مسجدي الحاووز والشيخ علي في المخيم القديم ويعمدون على إطلاق النار وقذائف الهاون من عيار 60 ملم على الجيش اللبناني.

وأفاد مراسل «الشرق الاوسط» في شمال لبنان ان الجيش كثف قصفه المدفعي العنيف من مرابض متفرقة وبقذائف ذات فاعلية عالية على مختلف مواقع المسلحين ولاسيما مركز التعاونية والابنية المحيطة به بعدما استطاع عزل مركز ناجي العلي تمهيدا لرفع العلم عليه. كما تم رفع العلم اللبناني على المركز القديم لتنظيم الصاعقة في الجبهة الجنوبية للمخيم لجهة بلدة بحنين. وقامت جرافات تابعة للجيش بجرف مبان كانت تعيق تقدم الاليات الى منطقتي الصفوري والحاووز. واستهدف الجيش بنيران الرشاشات الثقيلة والمتوسطة محيط المسجد الجديد. وفي حين تردد عن توقيف مسلحين متسللين، تابعت وحدات الهندسة في الجيش تنظيف المباني من المتفجرات. وتسبب انفجار احد الافخاخ بمقتل ثلاثة جنود، في وقت تحدثت المعلومات عن سقوط عشرة جرحى في مواجهات امس التي تعتبر الاعنف.

وعلى صعيد المساعي والاتصالات، لم يتمكن «تجمع علماء فلسطين» من ارسال وفد منه الى داخل المخيم في فترة قبل الظهر لمقابلة المسؤول العسكري في «فتح الاسلام» شاهين شاهين نظرا الى عنف المواجهات.

الى ذلك، عقد اعضاء المجلس الوطني الفلسطيني في لبنان اجتماعاً بدعوة من ممثل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطيني في بيروت عباس زكي. وتم البحث في الوضع في مخيم نهر البارد والاحداث في غزة. على صعيد عمليات اغاثة النازحين المدنيين من مخيم نهر البارد واصلت «الحملة الشعبية السعودية لاغاثة الشعبين اللبناني والفلسطيني» بتوجيه من وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبد العزيز، تقديم مساعداتها الى النازحين الفلسطينيين في مخيم البداوي والمناطق المجاورة له، والى اللبنانيين المتضررين في المناطق المحيطة بمخيم نهر البارد، حيث وزعت امس حمولة 17 شاحنة تتضمن مواد غذائية وملابس وادوات كهربائية ومنزلية. واكد مدير الحملة في لبنان يوسف الرحمة «استمرار دعم المملكة العربية السعودية للشعبين اللبناني والفلسطيني». وقال: «ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قدم هبة للاخوة النازحين من مخيم نهر البارد بقيمة 12 مليون دولار يجري الآن التحضير لتوزيعها على ابناء الشعب الفلسطيني بمعدل مليوني ليرة لبنانية لكل عائلة، وذلك بالتنسيق مع الجهات الرسمية اللبنانية والاونروا».

وفي السياق ذاته، هبطت في مطار بيروت ظهر امس طائرة عسكرية كويتية تنقل مواد اغاثة مقدمة من حكومة دولة الكويت الى الحكومة اللبنانية.