عزل قطاع غزة.. شارون وأولمرت حلما به.. وحماس حققته

لانتهاج سياسة مماثلة لجنوب أفريقيا إبان نظام الفصل العنصري

TT

القدس(المحتلة) ـ أ.ف.ب: بعد سنتين على انسحاب إسرائيل الأحادي من غزة، تحقق على ما يبدو حلم أرييل شارون وإيهود أولمرت بعزل هذا القطاع من خلال اعتمادهما سياسة تقضي بإضعاف محمود عباس. ومسارعة الإسرائيليين والأميركيين أخيرا الى تأكيد نيتهم تقديم مساعدة مالية لرئيس السلطة الفلسطينية، إنما تؤكد هذه الرغبة الاسرائيلية في التخلص من قطاع غزة بعد ان بات تحت سيطرة حركة حماس.

وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، عبر الإذاعة العامة الإسرائيلية «نريد التوصل الى اتفاق مع عباس ومع الفلسطينيين المعتدلين».

وعكست تصريحات وزير البنى التحتية، بنيامين بن اليعازر، الموقف ذاته إذ أكد على وجوب عزل قطاع غزة. وذكر المحلل السياسي، عكيفا إلدار، أن «هذا كان حلم شارون وأولمرت»، مشيرا بهذا الصدد الى سياسة مماثلة انتهجتها جنوب أفريقيا إبان نظام الفصل العنصري وقضت بإقامة معازل للسود.

وأوضح إلدار لوكالة الصحافة الفرنسية «تعتقد إسرائيل أنها ستنجح في عزل غزة عن الضفة الغربية، والقدس الشرقية وغور الأردن عن باقي الضفة الغربية. تلك كانت الفكرة الرئيسة غير المعلنة رسميا خلف الانسحاب من قطاع غزة». وهو مشروع كان الفلسطينيون يخشونه منذ زمن طويل، وقد حرصت حكومة الطوارئ الفلسطينية منذ اجتماعها الأول الاثنين على إعلان عزمها على العمل من اجل «تجسيد الوحدة الجغرافية بين الضفة الغربية وقطاع غزة». لكن يبقى من المستبعد بعد 40 عاما على حرب أكتوبر (تشرين الأول) التي أدت الى إعادة توحيد فلسطينيي غزة والضفة الغربية الذين كانوا مشتتين بين مصر والأردن، أن تنجح اسرائيل في تفريقهم مجددا.

وكتب جدعون ليفي في صحيفة هآرتس «ان الفوضى المتفشية في قطاع غزة هي النتيجة المباشرة لانهيار السلطة الفلسطينية» بسبب سياسة اسرائيل. وأضاف ان «حماس اندفعت لملء هذا الفراغ الذي ترافق مع الجوع واليأس».

وحذر مناحيم كلاين من ان «الفوضى في غزة تخدم مصلحة إسرائيل ولكن الى حد ما، لأن الإسرائيليين يفكرون بمنطق تكتيكي وليس استراتيجي بشأن عزل غزة. كل هذا سيعود ويرتد علينا».

ورأى ان «اسرائيل تتجه شيئا فشيئا الى حملة عسكرية في غزة لإتمام العملية التي تعتقد انها بدأت، والقاضية باثارة انهيار حماس في قطاع غزة ومساعدة محمود عباس على العودة اليه». لكنه أضاف «طالما ان عباس لا يوافق على مبدأ قيام قوة مسلحة تكون في خدمة اسرائيل وتتولى إحلال النظام في الأراضي الفلسطينية، فان الإسرائيليين لن يقدموا له مساعدة حقيقية». وهذا ما قامت به إسرائيل في جنوب لبنان عبر تشكيل وتمويل ميليشيا جيش لبنان الجنوبي الموالية لها او ممارسة ضغوط على السكان لإرغام حزب الله على الاعتدال حيالها. وختم كلاين «هذا لم ينجح في لبنان، ولن ينجح في غزة».