واشنطن تتحدث عن «الضفة الغربية أولاً».. وأولمرت يتراجع عن اقتراح بنشر قوات دولية

الإدارة الأميركية ترفع الحظر وتطلب من أولمرت «تعاوناً ايجابياً» مع حكومة فياض

TT

قررت واشنطن رفع الحظر الاقتصادي والدبلوماسي على الحكومة الفلسطينية الجديدة التي شكلها سلام فياض، بتزامن مع محادثات اجراها امس رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت في العاصمة الاميركية، في وقت تعتزم فيه الادارة الاميركية انتهاج سياسة جديدة على أساس «الضفة الغربية أولاً» لتقديم نموذج للدولة الفلسطينية المرتقبة.

واجرى اولمرت امس محادثات مع ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي وكوندوليزا رايس وزيرة الخارجية وروبرت غيتس وزير الدفاع وستيفن هادلي مستشار الرئيس الاميركي للأمن القومي، وسيلتقي اليوم (الثلاثاء) مع جورج بوش، الذي استبق هذا اللقاء بإجراء اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عبر فيه عن دعمه للخطوات التي اتخذها الرئيس الفلسطيني. وقالت مصادر واشنطن إن الادارة الاميركية حثت اولمرت على استئناف مفاوضات السلام مع السلطة الفلسطينية التي ظلت مجمدة منذ عام 2000 والتعامل «ايجابياً» مع حكومة سلام فياض.

وقال مصدر في الخارجية الاميركية إن رايس ستعلن عن خطوات حاسمة خلال هذا الاسبوع بشأن الدعم الاميركي للسلطة الفلسطينية. واضاف المصدر لـ«الشرق الاوسط» الاعلان سيشمل الغاء الحظر الذي فرض بعد تشكيل حماس للحكومة الفلسطينية». وقالت مصادر يعتد بها في واشنطن إن الاميركيين يعتزمون تبني سياسة جديدة تحت شعار «الضفة الغربية أولاً» حتى تصبح الضفة نموذجا للدولة الفلسطينية المرتقبة. وحول موعد رفع هذا الحظر قال المصدر «قبل نهاية الاسبوع الحالي ستكون الامور قد اتضحت تماماً» وهو ما يشير الى ان الحظر سيرفع بالكامل هذا الاسبوع. وقال المصدر إن واشنطن أطلعت اللجنة الرباعية على ما تعتزم اتخاذه من خطوات لدعم السلطة الفلسطينية، وتضم هذه اللجنة كلا من روسيا والامم المتحدة ومفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي ووزير خارجية المانيا رئيسة الدورة الحالية للاتحاد واميركا. ويعتبر الاوروبيون والاميركيون حركة حماس «منظمة ارهابية»، ولن يكون هناك ارتباط بين الموقف الاميركي والموقف الاسرائيلي في شأن موضوع الحظر، لكن المرجح ان واشنطن تريد بعد زيارة اولمرت تعاوناً اسرائيلياً وثيقاً في التعامل مع حكومة فياض. ويحظى فياض، وهو الوزير الفلسطيني الوحيد الذي كان قد التقى رايس في وقت سابق في واشنطن اثناء اجتماعات البنك الدولي، بتقدير خاص في واشنطن. وفي هذا السياق قال السيناتور جوزيف بايدن «أظن ان فياض شخص جدي مع قدرات حقيقية ويجب علينا ان ندعمه، وأظن ان الاسرائيليين سيفعلون الشيء نفسه».

وصرح اولمرت في نيويورك قبل انتقاله امس الى واشنطن بأن اسرائيل ستكون «شريكاً صادقاً» للحكومة الفلسطينية الجديدة.

من جهة اخرى, قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي إن هدف إسرائيل في المرحلة الحالية يتمثل في دعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعزل حركة حماس، مشددة على ضرورة عدم إضفاء أية شرعية على الواقع الجديد في قطاع غزة بعد سيطرة حماس عليه. وفي تصريحات للإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية صباح امس، حذرت ليفني من خطورة نجاح حماس في مشروعها على اعتبار أنها حركة تستند الى أيديولوجية دينية متطرفة، وترفض وجود إسرائيل ارتكازاً على قناعات دينية. واعتبرت ليفني أنه بعد سيطرة حماس على قطاع أصبحت محاربتها «اكثر سهولة»، مشيرة الى أن المجتمع الدولي اصبح اكثر قناعة بالعمل على عزل الحركة ودعم ابومازن. واضافت ليفني «نريد التوصل الى اتفاق مع عباس والفلسطينيين المعتدلين ولا بد من المرور بمراحل مختلفة لضمان ان الدولة الفلسطينية المستقبلية لن تصبح دولة إرهابية». واشار الى أن إسرائيل تجري عملية استخلاص للعبر والدروس مما حدث في غزة، قائلة «سنظل متيقظين واصابعنا على الزناد وسنواصل معركتنا ضد الإرهابيين». من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «هآرتس» في عددها الصادر امس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت قرر عدم قطع المياه والكهرباء عن قطاع غزة واستئناف تزويد القطاع بالغاز، الى جانب السماح بتدفق المساعدات عبر المنظمات الانسانية. ونقلت الصحيفة عن اولمرت قوله لامين عام الامم المتحدة بان كي مون خلال لقائهما امس أن «الاحداث الاخيرة في غزة قد برهنت بان اسرائيل كانت محقة دائما في نهجها تجاه حكومة الوحدة الفلسطينية» مطالبا بالا تقع الاسرة الدولية في اغراء حلول وقف اطلاق النار التي تعيد حماس وفتح الى نفس الحكومة، في اشارة الى سابقة اتفاق مكة الذي افضى الى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.