رجل شرطة فلسطيني يتساءل: من هو رئيس وزرائي

سكان غزة يواجهون معضلة الانقسام السياسي

TT

من هو رئيس وزرائي.. هذا السؤال الغريب الذي طرحه رجل شرطة يائس في غزة هو نفسه الذي يدور في خلد الفلسطينيين في هذا القطاع الساحلي بعدما نصب رئيسهم رئيسا جديدا للوزراء أول من امس بينما تدعم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) رئيس الوزراء القديم.

وعين الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتزعم حركة فتح، سلام فياض وهو اقتصادي تلقى تدريبه في الغرب رئيسا للوزراء بعدما أقال الحكومة التي ترأسها حماس في أعقاب سيطرة الحركة الاسلامية على غزة بالقوة.

ونددت حماس التي حققت نصرا ساحقا على فتح في الانتخابات الفلسطينية في العام الماضي بتعيين الحكومة الجديدة ووصفته بأنه انقلاب. وتتمسك ببقاء إسماعيل هنية رئيسا للوزراء.

ولكن سكان غزة وتعدادهم 1.5 مليون نسمة يواجهون ما هو اكثر من معضلة سياسية لانهم مهددون بفقد وظائفهم مهما كان خيارهم.

قال ماجد وهو رجل شرطة من غزة عرف نفسه بالاسم الاول فقط «حماس تريدني ان اذهب الى العمل. فتح تقول اذا فعلت ذلك فأنت مفصول.. سأفصل في الحالتين. ما الذي يجب أن أفعله». وتلقى ماجد وعشرات الآلاف من الموظفين الفلسطينيين تعليمات متضاربة. وأصدر كمال الشيخ قائد الشرطة الموالي لعباس تعليمات من مكتبه في مدينة رام الله بالضفة الغربية لرجال الشرطة في غزة بعصيان حماس والبقاء في منازلهم. ولكن قائد الشرطة الذي عينته حماس في غزة وهو من أعضاء فتح أمر رجاله بالعودة للعمل.

ودعا خالد ابو هلال المتحدث باسم وزارة الداخلية التي تهيمن عليها حماس قوات الامن للتوجه لاماكن عملها أو التعرض للفصل. وأضاف ان الوطن يطلب من جميع الشرفاء المحافظة على أمنه وقال ان حماس تدعو كل الرجال الشجعان للعودة للعمل وهدد بفصل من لن يفعل.

وذكر بعض الموظفين في الوزارات المدنية انهم تلقوا تأكيدات بصرف رواتبهم اذا امتنعوا عن العمل. وتدور أسئلة لا تنتهي في اذهان الفلسطينيين بشأن وجود سلطتين واحدة في غزة والاخرى في الضفة الغربية. ويتساءل كثيرون كيف ستدير حماس شؤون الفلسطينيين الذين يحتاجون للذهاب لاسرائيل او مصر للعمل او الدراسة او للعلاج الطبي.

ويقول ماجد «مثل كل سكان غزة أشعر أني أقف في منتصف الطريق بين حماس وفتح وان كل طرف يشدنا الى جانبه». وأضاف «سيتدلى حبل فتح وحماس في النهاية ويخنق سكان غزة».

وأوقفت اسرائيل التي لا تعترف بوجودها حماس جميع التعاملات مع قطاع غزة ولا يزال معبر رفح البوابة الوحيدة لعبور الفلسطينيين للعالم الخارجي عبر مصر مغلقا. ومع استمرار اغلاق معبر المنطار التجاري وهو الاكبر بين غزة واسرائيل تهاتف الفلسطينيون على شراء الخبز والمؤن لتخزين المواد الغذائية تحسبا لاغلاق المعابر لفترات طويلة. واصطف سائقو سيارات الاجرة والمواطنون لشراء الوقود.

ويقول علي صالح سائق سيارة اجرة، 37 عاما، «غزة هالكة. يريد الاميركيون والإسرائيليون والأوروبيون والعرب وبعض الفلسطينيين ان يصبح سكان غزة عبيدا او عملاء».

وقال صالح ان اقالة عباس الحكومة المنتخبة التي تقودها حماس اعطى الضوء الاخضر للعالم ليحرم المواطنين من الغذاء حتى «يموتوا جوعا».