الأمم المتحدة: إطلاق الصواريخ على إسرائيل تهديد لاستقرار لبنان وخرق فاضح للقرار 1701

جنبلاط اعتبره محاولة لتوريط لبنان في صراع مع إسرائيل

TT

ساد امس الهدوء الحذر مناطق الحدود اللبنانية المقابلة لمستوطنات شمال اسرائيل، بعدما كان التوتر خيم على هذه المناطق اول من امس اثر اطلاق مجهولين صواريخ «كاتيوشا» من محيط بلدة العديسة اللبنانية على مستوطنة كريات شمونة في شمال اسرائيل. وقد كثف الجيش اللبناني دورياته في المنطقة الحدودية. فيما اتخذت القوات الدولية (يونيفيل) تدابير استثنائية وخففت من تحرك دورياتها.

واشارت «الوكالة الوطنية للاعلام» في معلومات لمراسليها في منطقة العرقوب الى ان الجيش الاسرائيلي وضع في حال تأهب قصوى في مواقعه الامامية على طول جبهة مزارع شبعا المحتلة وذلك على خلفية اطلاق الصواريخ. ولوحظ ان الجنود الاسرائيليين لازموا مواقعهم وتحصيناتهم، وحدوا من دورياتهم الروتينية المعتادة بمحاذاة «الخط الازرق» وذلك في ظل تحليق مكثف للطيران المروحي الذي نفذ طلعات على ارتفاعات متوسطة فوق مزارع شبعا، وصولاً الى خط التماس مع المناطق المحددة في العرقوب. واستحدثت القوات الاسرائيلية ثلاث نقاط مراقبة الى الجنوب، في مزرعة شانوح والجل الاحمر وجنوب بركة النقار.

في المقابل، كثف اللواء العاشر في الجيش اللبناني دورياته الراجلة والمؤللة على محاور القطاع الشرقي كافة، وخصوصاً في النقاط القريبة والمتاخمة للخط الازرق. كما اقام عدداً من الحواجز الثابتة والمتحركة عند المفترقات الرئيسية في العرقوب، تولى عناصرها تفتيش السيارات والتدقيق في هويات ركابها. في وقت غابت الدوريات المعتادة لقوات الـ «يونيفيل» المعززة في المنطقة، الا في الحالات الاضطرارية. كذلك سير الجيش دوريات في بلدات كفركلا، العديسة، حولا، ميس الجبل وبليدا. واقام عدداً من الحواجز الثابتة عند مداخل القرى والبلدات ودقق في هويات العابرين. واقام كمائن عند المفترقات وفي الاودية خشية ان يسلك مطلقو الصواريخ طرقاً ترابية. وسيرت الكتيبتان الاسبانية والاندونيسية العاملتان في اطار القوات الدولية دوريات في مناطق انتشارهما في مرجعيون ـ الوزاني، كفركلا، العديسة، حتى نقطة العباد عند الاطراف الشرقية لبلدة حولا الحدودية. وشوهدت ملالة تابعة للكتيبة الاسبانية عند بوابة فاطمة، المدخل الشمالي لبلدة كفركلا. وراقب افراد طاقمها السيارات المارة في المنطقة. وتمركزت ملالة اخرى للكتيبة ذاتها عند المدخل الشمالي لبلدة العديسة، على مسافة 500 متر من حاجز ثابت للجيش اللبناني.

وكان حادث اطلاق الصواريخ موضع بحث في اجتماع عقد امس بين ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسن والامين العام لوزارة الخارجية اللبنانية السفير هشام دمشقية. وقال الاول عقب الاجتماع «نزور الخارجية اللبنانية عادة للبحث في الاوضاع. لكن اليوم طبعاً ركزنا على تطبيق القرار 1701. وكما تعلمون اننا نحضر لتقرير جديد من الامانة العامة حول تطبيق هذا القرار. وبالامس (الاحد) شهدنا خرقاً خطيراً للخط الازرق. وهو الاخطر منذ نهاية الحرب في الصيف الماضي، ومحاولة لتهديد استقرار لبنان. وبفضل التعاون الممتاز بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، نظن انه سيكون بامكاننا وقف مثل هذه الاستفزازات. ولاحظنا ايضاً التصريح الواضح للرئيس فؤاد السنيورة بانه من الجانب اللبناني ستقومون بكل ما يمكن لوقف مثل هذه الامور». وسئل اذا كان التصعيد في الجنوب مرتبطاً باحداث مخيم نهر البارد، فأجاب: «لاحظنا ايضاً وجود محاولات لزعزعة استقرار لبنان في الشمال، وايضاً اغتيال النائب وليد عيدو والتفجيرات في مناطق مختلفة في بيروت، وايضاً ما حصل بالامس في الجنوب. هناك من يحاول زعزعة الاستقرار في لبنان. ويجب الا ندعهم ينجحون في ذلك. وعلينا التركيز على وحدة لبنان».

بدوره، علق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط على حادث اطلاق الصواريخ في اطار موقفه الاسبوعي الذي تنشره اليوم صحيفة «الانباء» الناطقة باسم الحزب. ومما قال: «صواريخ الكاتيوشا، المعروفة المصدر والهوية، تصب في اطار محاولة توريط لبنان في صراع متجدد مع اسرائيل وفي اطار ارباك الجيش اللبناني ودفعه في اتجاه معركة لا يشارك هو في تحديد ظروفها وشروطها وأهدافها، وذلك في سبيل استنزاف طاقته وتشويه دوره الوطني. وهنا، لا بد من توجيه كلمة شكر الى القوى السياسية (حزب الله) التي أوضحت انها ليست مصدر الصواريخ. وهي مناسبة لتذكيرها بمقررات مؤتمر الحوار الاجماعية والتي كانت إحدى ابرز نقاطها مسألة معالجة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، لأنه في معظمه سلاح يوظف لخدمة أغراض اقليمية لا تتلاقى مع المصلحة الوطنية اللبنانية. وللتذكير، فإن هذه القوى هي نفسها التي وافقت على بقية مقررات الحوار، ومنها المحكمة الدولية وتحديد الحدود وترسيمها والعلاقات الدبلوماسية مع سورية. وهي أيضا وافقت على القرار 1701 وعلى النقاط السبع».

ووصفت نائبة الناطق الرسمي باسم القوات الدولية العاملة في الجنوب ياسمين بومزيان حادث اطلاق صواريخ الكاتيوشا بـ«الخرق الفاضح للقرار 1701 وقرار وقف العمليات العدائية» داعية جميع الاطراف الى ضبط النفس. واشارت الى ان القوات الدولية «لمست انه ليست لدى تلك الاطراف اي رغبة في التصعيد».

وفي صيدا سئل مسؤول ميليشيات حركة «فتح» في مخيم عين الحلوة الفلسطيني خالد عارف عما تردد عن الاشتباه بوقوف تنظيم فلسطيني وراء اطلاق الصواريخ في جنوب لبنان فأجاب: «استطيع ان اجزم واؤكد ان ليس لدى اي فصيل فلسطيني اي مشروع لفتح اي جبهة في كل دول الطوق وتحديداً من الاراضي اللبنانية. وكل المسؤولين الفلسطينيين اعلنوا اكثر من مرة ان النضال الفلسطيني يجب ان يبقى داخل ارض فلسطين. وان هذه التهمة والذي قيل مفبرك ولا علاقة لا للمخيمات الفلسطينية ولا للفصائل الفلسطينية به».