إجلاء جرحى بين العالقين في معبر إيريز وإسرائيل تطلب ضمانة عباس لإدخالهم

أصوات في إسرائيل تطالب بالإفراج عن البرغوثي لدعم عباس

TT

نفذت القوات الإسرائيلية توغلا قصيرا أمس داخل قطاع غزة قرب معبر ايريز حيث ما زال نحو مائتي فلسطينيا بينهم نساء وأطفال فروا من القطاع، عالقين في الممر المؤدي الى المعبر بين القطاع والأراضي الإسرائيلية، في حين ترفض إسرائيل الإذن لهم بالعبور.

وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي إن «الدبابات دخلت غزة لحماية معبر أيريز» بعد أن قتل أول من أمس ضابط أمن تابع للرئيس الفلسطيني محمود عباس وأصيب آخرون.

وشوهدت جرافة إسرائيلية تزيل متاريس إسمنتية عند المعبر الذي يشهد هجمات متكررة من جانب ناشطين فلسطينيين. وألقي عدد من زجاجات المياه من دبابة إسرائيلية لفلسطينيين ينتظرون في المعبر إما هربا من سلطة حماس أو للعلاج داخل إسرائيل.

وصرح الكولونيل نير بريس، قائد وحدة الاتصالات مع الفلسطينيين، للإذاعة الإسرائيلية العامة ان «نحو مائتي لاجئ موجودون في ايريز ونقدم لهم يوميا طعاما وشرابا» حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأعلن متحدث عسكري أن الجيش الإسرائيلي سمح لسيارات إسعاف تابعة لجمعية نجمة داود الإسرائيلية بإجلاء فلسطينيين جرحى من معبر ايريز.

وقال متحدث باسم الجيش مسؤول عن منطقة غزة إن «اثني عشر فلسطينيا اصيبوا بجروح في تبادل اطلاق النار عند معبر ايريز يتم اجلاؤهم حاليا الى اسرائيل».

من جهتها، اشارت الاذاعة العسكرية الى اجلاء خمسة عشر فلسطينيا الى مستشفى بارزيلاي في مدينة عسقلان التي تبعد حوالى 20 كلم شمال قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي انه سمح لإحدى عشرة شاحنة محملة بالطعام والأدوية والمواد الطبية بدخول قطاع غزة من اسرائيل عبر احد المعابر الجنوبية.

وأغلقت اسرائيل كافة المعابر مع قطاع غزة منذ ان سيطرت عليه حركة حماس. ولجأ موظفون مقربون من حركة فتح وعناصر من اجهزة الأمن الفلسطينية الى معبر ايريز منذ الجمعة أملا في ان يسمح لهم الجيش الاسرائيلي بالعبور الى الضفة الغربية هربا من انتقام حماس.

وشوهد عشرات من الفلسطينيين يجلسون او يرقدون على الأرض في معبر إيريز. وجلس الاطفال الى جوار الأمتعة بينما احتمى البعض الآخر بأحضان أمهاتهم.

وقالت أم محمود «هذا خامس يوم لنا في المعبر. لن نستطيع العودة الى غزة. الاقتتال الداخلي طاردنا الى ايريز بعد ان هربنا من غزة. هربنا من غزة لأننا لسنا آمنين... الكل في خطر». وحوصر هؤلاء وسط تبادل اطلاق نار بين ناشطين فلسطينيين والجيش الاسرائيلي.

وقال توفيق الياغي الذي كان يسعى لإدخال زوجته الى اسرائيل لتلقي علاج كيميائي «بالأمس اطلق الجيش الاسرائيلي قنبلة مسيلة للدموع سقطت الى جواري، وكدنا نختنق. انها حالة انسانية ويجب ان يسمح لي بالدخول. زوجتي تحتضر».

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية عن ضباط كبير في قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي أن الجيش لا يسمح للعالقين على معبر ايريز بالمرور للضفة لأنه يخشى أن يتسلل مع هؤلاء عناصر من كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح التي تنفذ عمليات ضد الأهداف الإسرائيلية، مشيرا الى ان الجيش لا يعرف بالضبط هوية الفلسطينيين الموجودين عند المعبر. وقال وزير الدولة الاسرائيلي، جدعون عيزرا، إن اسرائيل قد تسمح للعالقين بالمرور في حال حصلت على تعهد من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن يتم استيعابهم في الضفة الغربية. من جانب آخر، قال مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى ان اسرائيل تعتزم فرض حظر اقتصادي كامل على غزة لتحرم حكومة حركة حماس من أي تمويل بما في ذلك عائدات الضرائب التي تحول الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقال المسؤول الاسرائيلي لوكالة «رويترز» انه بالإضافة الى حظر عائدات الضرائب الفلسطينية من الوصول الى غزة لتشغيل المؤسسات الحكومية ودفع الرواتب، تفكر اسرائيل في حظر التحويلات الخاصة للأفراد في غزة من خلال شركة تحويل الأموال «وسترن يونيون» والمؤسسات المالية الأخرى.

الى ذلك, دعا وزير الدولة الإسرائيلي جدعون عيزرا حكومته الى الإفراج عن أمين سر حركة فتح المعتقل في سجون اسرائيل من أجل تعزيز موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مواجهة حركة حماس. واضاف عيزرا، الذي سبق ان تولى منصب وزير الأمن الداخلي ونائب رئيس جهاز المخابرات الداخلية «الشاباك» في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية صباح امس، أن لا سبب يبرر عدم قيام اسرائيل باطلاق سراح البرغوثي «لتعزيز قوة المعتدلين» في الجانب الفلسطيني، مشيراً الى أن إسرائيل سبق أن أطلقت سراح الكثير من الشخصيات الفلسطينية التي شاركت في عمليات «إرهابية» ضد اسرائيل، منوهاً الى أن هذه الشخصيات أصبحت شخصيات معتدلة بعد إطلاق سراحها.

وكان الرئيس الإسرائيلي المنتخب حديثاً شيمعون بيريس قد أبلغ عدداً من النواب العرب واليساريين في الكنيست بأنه لن يتردد في التوقيع على قرار بالعفو عن البرغوثي في حال تقدمت الحكومة به. ويؤيد عدد من وزراء الحكومة موقف عيزرا، ومن بينهم وزير الاسكان مئير شطريت وعدد من وزراء حزب العمل.

من ناحيته، يرفض وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي ديختر الإفراج عن البرغوثي الذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد اربع مرات، بعد أن ادانته محكمة مدنية اسرائيلية باصدار الأوامر لتنفيذ عمليات أسفرت عن مقتل اسرائيليين في مطلع انتفاضة الأقصى في نهاية سبتمبر 2000.