«تجمع علماء فلسطين» يعرض على قيادة الجيش آلية لاستسلام مسلحي «فتح الإسلام» وتسليم الأسلحة الثقيلة

نهر البارد: الجيش اللبناني يسيطر على 95 % من مسرح العمليات

TT

في اليوم الحادي والثلاثين لحرب تنظيم «فتح الاسلام» الاصولي على الجيش اللبناني اكملت الوحدات العسكرية سيطرتها امس على 95% من مساحة المخيم الجديد في نهر البارد الذي كان المسلحون الاصوليون يسيطرون عليه بالكامل يوم بدء عدوانهم على العسكريين اللبنانيين في العشرين من الشهر الماضي.

وبعد ساعات من القتال المتقطع، سيطر الجيش على مركزي ناجي العلي والتعاونية. وهما آخر موقعين حصينين لمسلحي «فتح الاسلام». ولوحظ ان الجنود استخدموا مدفعية من نوع جديد بدليل ان اصوات قذائفها لم تكن تسمع من قبل. كما لوحظت كثافة نيران هذه المدفعية بحيث كانت تطلق بين الخمس والست قذائف في بضع ثوان.

وقد سرَّعت التطورات الميدانية في اتجاه الحسم من تحرك وفد «تجمع علماء فلسطين» الذي تمكن من دخول المخيم مساء أول من أمس والتقى الناطق باسم التنظيم الاصولي شاهين شاهين ورئيسه شاكر العبسي بعد غياب عن الانظار استمر اياما عدة. واشارت مصادر الوفد الى انه ينتظر موقف قيادة الجيش من الاقتراحات حول آلية تسليم عناصر «فتح الاسلام» لقوة تتولى امر المخيم بعد توقف الاشتباكات وتكون امرتها بحركة الجهاد الاسلامي، على ان يسلم المطلوبون والأسلحة الثقيلة الى الجيش وتتولى الحركة نقل المسلحين الآخرين الى خارج لبنان.

وفي انتظار حسم الوضع ميدانيا، بدأ رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة اعداد مشاريع اعادة اعمار المخيم ووضعها على طاولة البحث مع لجنة تنسيق الاغاثة لتنفيذها عند انتهاء العملية العسكرية.

وفي تفاصيل الوضع الميداني، لاحظ المراسلون الصحافيون ان القتال لم يكن شاملا امس، وان القصف العنيف المتواصل تركز على المحور الغربي حيث تجمع مدارس «الاونروا» امتدادا الى حي المهجرين. وافيد ان ملاجئ مباني «الاونروا» المؤلفة من ثلاث طبقات تحت الارض، تشكل مخابئ للمسلحين وقادتهم. وقد اجبروا على اخلائها والتجأوا الى المخيم القديم حيث احتموا بالسكان المدنيين. وقد نعى الجيش اللبناني اثنين من عناصره سقطا في المعارك امس. وهما: الرقيب اول وسام محمد شاكر والرقيب خضر علي حروق.

العمليات العسكرية ظلت على وتيرة مرتفعة منذ صباح امس وخصوصا لجهة عمليات القصف المدفعي البعيد المدى حيث لاحظ المراقبون ان الجيش استخدم نوعا جديدا من المدافع التي تطلق خمس او ست قذائف خلال ثوان.

وتركز القصف امس على محاور التعاونية ومركز ناجي العلي اللذين باتا بحكم الساقطين عسكريا، الى جانب استهداف مدارس «الاونروا» في المنطقة الشمالية ـ الغربية للمخيم والتي دمرت واجهتها في حين لجأ المسلحون الذين يتحصنون في ثلاثة ابنية من اصل ستة منها الى ملاجئ تحت الارض. وقد تأكد انهيار مبنى مدرسة الصبيان بالكامل.

وعلى صعيد المساعي، نجح وفد «تجمع علماء فلسطين» في دخول المخيم مساء اول من امس حيث التقى المتحدث باسم المسلحين المدعو شاهين شاهين ورئيس التنظيم شاكر العبسي. وقد تحدث احد اعضاء الوفد الشيخ مصطفى داود عن تجاوب شاهين مع مطالب الجيش لجهة تسليم المطلوبين والأسلحة الثقيلة، الامر الذي لم يؤيده المسؤول العسكري ابو هريرة.

وفي انتظار الاقتراحات التي ستعرض على قيادة الجيش بالتفصيل في الساعات المقبلة، تردد ان ابرزها تشكيل قوة تتولى امن المخيم وتكون قيادتها لحركة «الجهاد الاسلامي» التي يفترض ان تتسلم الجرحى من المسلحين والأسلحة الثقيلة، وتتولى تأمين نقل المسلحين الى خارج لبنان. لكن كل هذه الاقتراحات تبقى رهن موافقة قيادة الجيش التي لم تعط حتى الان اي فرصة للمسلحين لالتقاط انفاسهم.

واشار عضو «رابطة علماء فلسطين» المكلف التفاوض مع «فتح الاسلام» الشيخ محمد الحاج الى انه «تم وضع برامج تفصيلية لهذه الحلول حيث سيتم لقاء مع قيادة الجيش لوضعها في نتائج الاتصالات. كما سيكون لقاء مع قيادة الفصائل الفلسطينية لتشكيل اللجنة الامنية الفلسطينية».

وعلى صعيد التحضيرات لاعادة اعمار المخيم، بدأ رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بوضع مشاريع الخطط والافكار على طاولة البحث في اجتماعاته مع لجنة تنسيق الاغاثة التي تضم ممثلي المنظمات الدولية ورئيس لجنة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني السفير خليل مكاوي والامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء يحيى رعد.

وعن مصادر تمويل اعادة البناء ومدى جهوزية الدول المانحة، كشف السنيورة انه تبلغ من مدير «الاونروا» في لبنان ريتشارد كوك ان 21 دولة مانحة طلبت تقريرا عن وضع نهر البارد وسألت عن كلفة اعادة الاعمار.