حادث دبلوماسي في واشنطن بين السفير السوداني ورئيس البعثة الدبلوماسية للجنوب

أكيج أنسحب من ندوة صحافية.. وأزيكل يقول: أشك في أنه موال للحركة الشعبية

TT

انسحب السفير السوداني في واشنطن من ندوة صحافية كان يفترض أن يشارك فيها مع رئيس بعثة حكومة جنوب السودان للحديث عن قضية الحظر الذي أعلنه الرئيس الاميركي جورج بوش ضد السودان ومشكلة دارفور والعلاقات بين الشمال والجنوب. وقال السفير جون أكيج وهو يعلن انسحابه من الندوة الصحافية إنه لم يكن يعلم بانه سيكون على المنبر نفسه مع ازيكل لول غاتكوث (رئس بعثة حكومة جنوب السودان في واشنطن)، وقال موجهاً حديثه لمنظمي الندوة الصحافية «انتم تريدون التلاعب بصفتي الدبلوماسية». وكانت رابطة الصحافيين العرب في واشنطن، وجهت الدعوة الى اعضائها للمشاركة في ندوة صحافية مع السفير السوداني ورئيس بعثة حكومة الجنوب في العاصمة الاميركية في المركز الفلسطيني (يقع قبالة مبنى وترغيت في وسط واشنطن).

والسودان هو الدولة الوحيدة في العالم التي تمثلها عملياً بعثتين في واشنطن، الأولى السفارة وهي بعثة دبلوماسية بدرجة قائم بالاعمال يرأسها السفير جون أكيج وهو من السفراء الذين عينوا في إطار حصة الجنوب من الدبلوماسيين طبقاً «لاتفاقية نيفاشا» بين الشمال والجنوب على اعتبار انه من الكوادر المتقدمة للحركة الشعبية، أما الثانية فهي بعثة جنوب السودان، التي افتتحت مقراً لها في العاصمة الاميركية السنة الماضية، وهي بعثة ليست لها حصانة دبلوماسية كاملة لكنها تعامل مثل «سفارة» بالنسبة للاتصالات التي تجريها مع الادارة الاميركية، وفتحت مكاتبها بموجب وثائق قانونية اصدرتها الادارة الاميركية.

وحضر في البداية الى مقر المركز وفي الموعد المحدد، ازيكل لول غاتكوث رئيس بعثة الجنوب ترافقه جيهان دينق مديرة مكتبه، ثم حضر بعد ذلك السفير أكيج يرافقه الملحق الإعلامي في السفارة سيف الدين عمر وتبادل الرجلان التحايا، وبعد كلمة ترحيب من طارق راشد باسم رابطة الصحافيين العرب بكليهما، اشار الى ان كل من الرجلين سيتحدثان بضع دقائق ثم بعد ذلك يفتح باب الأسئلة والأجوبة، واقترح ازيكل ان يجرى الحوار بالانجليزية. هنا بادر السفير اكيج الى التساؤل حول دوافع دعوته للندوة الصحافية في حضور رئيس بعثة حكومة الجنوب، مشدداً على انه هو السفير الوحيد الذي يمثل السودان (الجنوب والشمال) في اميركا، وقال إنه لذلك لا يعرف في أي إطار سيشارك في الندوة الصحافية وما هي اغراض رابطة الصحافيين العرب من تنظيمها بهذه الكيفية. وعقب طارق راشد على تساؤله بان السفارة السودانية كانت تعلم طبقاً للاتصالات التي أجرتها الرابطة والرسائل الالكترونية بانه سيشارك مع رئيس بعثة جنوب السودان في ندوة صحافية. ورد السفير أكيج بانه لم يخطر بذلك، وقال «لا يمكن ان تسعون الى خلق المشاكل بيننا»، واضاف تعقيباً على دردشة سبقت بدء الندوة رسمياً حول ان السودان وفلسطين هما الآن الدولتان العربيتان اللتان توجد بهما حكومتان «لا يمكنني أن اقبل مزاحكم ... انتم تعالجون الامور بكيفية سيئة»، وزاد وقد استشاط غضباً «انا لا اقبل ما يحدث لذلك سأنسحب».

وبالفعل خرج السفير من القاعة يرافقه الملحق الإعلامي للسفارة، في حين بقي ازيكل لول، وعندما طلب منه التعليق على الموضوع، اشار الى ان «اتفاقية نيقاشا» نصت على تمثيل حكومة الجنوب في عدد من العواصم ببعثات لاعلاقة لها بالسفارات 18 بعثة، وقرأ فقرات الاتفاقية التي تشير الى ذلك. وشكك في انتماء السفير أكيج للحركة الشعبية (الحزب الحاكم في الجنوب) وقال إنه لم يكن هناك (في الجنوب) الا لفترة محدودة اثناء الحرب، وزاد «اتساءل اذا كان هو بالفعل موال للحركة الشعبية».

وتحدث أزيكل عن الحظر وقال إنه فرض بسبب سياسات أطراف داخل السودان (حزب المؤتمر الوطني الحاكم) وهم في حكومة الجنوب ليست لهم علاقة بهذا الموضوع لكنهم اتصلوا بالادارة الاميركية ليبينوا ان الحظر سيخلق مشاكل في الجنوب الذي يأمل في توظيف مداخيل النفط لإعمار المنطقة. وذكر ازيكل ان السودان يستخرج يومياً من آبار النفط في الجنوب 500 الف برميل، وان حكومة الجنوب يفترض ان تحصل على نصف هذه الحصة، لكنه لمح الى ان ذلك لا يتم.

وقال أزيكل حول الوضعية الدبلوماسية للبعثة، إنها تجري اتصالات مع البيت الأبيض ووزارة الخارجية، وان لديه موعداً بعد الندوة الصحافية مع جون نغربونتي نائب وزير الخارجية (الليلة قبل الماضية)، لكنه رفض توضيح الامور التي سيجري بحثها مع الشخصية الثانية في الخارجية الاميركية. وقال «سنناقش كل الامور ولا يمكنني الدخول في التفاصيل». وكرر ازيكل موقف حكومة جنوب السودان من قضية دارفور وقال إنهم يؤيدون ومنذ البداية نشر قوات أممية في الاقليم المضطرب.