توقع جولة جديدة من المحادثات بين المغرب والبوليساريو

الوفدان تحادثا عن الطقس والإبل بعيدا عن مواضيع النزاع خلال وجبات الأكل

TT

انتهت الجولة الأولى من المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو بخصوص الصحراء الغربية أمس، حيث تجري في نيويورك برعاية الأمم المتحدة، بإصدار بيان، قالت مصادر قريبة من المفاوضات مسبقاً، إنه قد يمهد لإجراء جولة أخرى من المحادثات المباشرة بين الطرفين وتحت رعاية الأمم المتحدة.

وذكرت المصادر التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط» أن اليوم الأول من المحادثات (اول من أمس) ساده جو ودي وخال من التشنج وكيل الاتهامات. واتسم اليوم الأول بطابعه التمهيدي اذ استعرض خلاله الوفد المغربي موقفه، مؤكدا على خيار الحكم الذاتي كحل وسط لحل النزاع. وفي المقابل استعرض وفد البوليساريو موقفه وتصوره لحل النزاع، مؤكدا على المبادرة التي قدمها اخيراً الى المنظمة الدولية والتي تشدد على إجراء استفتاء لسكان الصحراء ليقرروا الاستقلال أو الانضمام أو الحكم الذاتي.

وبالرغم من أن جولة اليوم الأول من المحادثات لم يتمخض عنها ما يشير إلى كسر الجليد، فإن شيئاً من التفاؤل ساد المحادثات، اذ تم تبادل حديث بين خليهن ولد الرشيد عضو الوفد المغربي وأعضاء وفد جبهة البوليساريو. وبالرغم من أن كلا من الجانبين شدد مواقفه من حل النزاع، فإن الحديث، كما أفادت المصادر، اعتبر مؤشرا سياسيا مهما. وقالت المصادر «إنه يؤكد على وجود وجهات نظر متباينة لحل النزاع».

وذكرت مصادر الأمانة العامة أن أعضاء الوفدين، قد اختلطوا فيما بينهم أثناء وجبتي الغداء والعشاء، وتحدثوا عن أمور عامة مثل الطقس والإبل في الصحراء دون أن يتطرق أي واحد لأي موضوع يخص المفاوضات والنزاع. وتجري المحادثات بين ممثلين عن المغرب وبوليساريو، بحضور مندوبين عن الجزائر وموريتانيا، كما حضر ممثلون من مجموعة اصدقاء الصحراء الغربية التي تضم فرنسا وبريطانيا واسبانيا والولايات المتحدة وروسيا. لكن هؤلاء لا يشاركون في المفاوضات. كما حضر جلسة الافتتاح الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لين باسكو ممثلا عن بان كي مون. وقالت المتحدثة باسم الامم المتحدة ميشال مونتاس نقلا عن باسكو في بداية الاجتماع «اليوم بدأت مرحلة جديدة من البحث عن حل» لقضية الصحراء الغربية. ودعا باسكو الاطراف الى «العمل بحسن نية واحلال جو من الثقة المتبادلة والتعبير»، معبرا عن «التزام ثابت من الأمم المتحدة لمساعدة المفاوضات». واكد المسؤول نفسه ان «هذا النزاع يجب ان ينتهي بحل متفق عليه ويضمن حق تقرير المصير لأهل الصحراء الغربية». واضاف «حان الوقت للتوصل الى حل. نتمنى لكم النجاح ونؤكد التزامنا مساعدة هذه العملية بكل شكل ممكن». ويفترض ان يقدم الأمين العام للأمم المتحدة تقريرا الى مجلس الامن حول تقدم المفاوضات في 30 يونيو (حزيران) الحالي. ويقود الوفد المغربي وزير الداخلية شكيب بنموسى ووفد البوليساريو رئيس «البرلمان» الصحراوي محفوظ علي بيبا.

وتأتي هذه المفاوضات، بعد ان دعا مجلس الأمن الدولي في 30 ابريل (نيسان) الماضي المغرب والبوليساريو الى بدء مباحثات مباشرة برعاية الأمم المتحدة بلا شروط لتسوية نزاع الصحراء الغربية. وعرض المغرب في الشهر ذاته خطة تقضي بمنح «حكم ذاتي واسع» للصحراء في ظل السيادة المغربية وهو مشروع رفضته البوليساريو. وكان محمد خداد احد المفاوضين الصحراويين، صرح اول من امس ان البوليساريو لن تقدم «اي تنازل بشأن مبدأ تقرير المصير» بالصحراء الغربية اثناء المفاوضات. وقال خداد من نيويورك ردا على اسئلة الاذاعة الجزائرية ان «حق تقرير المصير يعود للشعب الصحراوي، ولا احد يمكنه تقديم تنازلات بشأن هذه المسألة التي ترتبط بالسيادة. الشعب الصحراوي وحده يمكنه التقرير بهذا الشأن». واضاف: «اذا ما اصر المغرب على ان يكون مشروعه (للحكم الذاتي) هو منطلق المفاوضات فإنه سيحكم عليها بالفشل».

وكان بنموسى صرح ان هذه المحادثات تشكل «لحظة تاريخية»، مؤكدا ان المغرب يمد «يدا اخوية» الى البوليساريو من اجل تسوية نهائية للنزاع.