جزر القمر: حاكم أنجوان يتمرد على الرئيس سامبي ويشكل حكومة محلية

قوات أفريقية تتأهب للقيام بعملية عسكرية وشيكة ضده

TT

تصاعدت أمس حدة الأزمة السياسية فى جزر القمر، بعدما شكل العقيد محمد بكر رئيس جزيرة أنجوان حكومة محلية للجزيرة متحديا قرار الرئيس القمري عبد الله سامبي بإقالته من منصبه، فيما تتهيأ قوات من الاتحاد الأفريقي للقيام بعملية عسكرية وشيكة لإنهاء تمرد بكر.

وأجرى الرئيس القمري ـ الملقب بـ(آيات الله) ـ سلسلة من الاتصالات أمس مع عدد من الزعماء والقادة العرب بالإضافة إلى عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية وألفا عمر كوناري رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي.

وقال السفير إبراهيم عبد الله إبراهيم مسؤول الشؤون العربية بوزارة الخارجية القمرية لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس سامبي طلب من موسى دعم الحكومة الشرعية في جزر القمر في مواجهة تمرد حاكم أنجوان.

وكان سامبي قد طلب رسميا من الاتحاد الأفريقي سرعة التدخل العسكري إلى صالحه لإخماد هذا التمرد. وعلى صعيد متصل، عقدت لجنة الاتحاد الأفريقي حول جزر القمر اجتماعا عاجلا لها أمس في مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا برئاسة وزيرة خارجيتها نكوسوزانا دلاميني زوما.

وقالت وزارة الشؤون الخارجية الجنوب أفريقية في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن زوما ترأست اللجنة التي تضم جزر القمر وتنزانيا والسيشل وموريشيوس ومدغشقر وكينيا وموزمبيق، موضحة إن الاجتماع الذي حضره نائب الرئيس القمري ومفوض الاتحاد الأفريقي للسلم والأمن السفير سعيد جنيت يأتي في إطار جهود الاتحاد الأفريقي لتعزيز السلام والأمن والمصالحة الوطنية في جزر القمر.

وأشار البيان الى أن الاجتماع ناقش الوضع السياسي في جزر القمر والاستجابة لطب سامبي بالتدخل العسكري، موضحا أن نتائج الاجتماع ستعرض على قمة الإنجاد الأفريقي المقرر عقدها الشهر القادم في أكرا بغانا. وقال السفير إبراهيم عبد الله العربية في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من العاصمة القمرية موروني «إن الوضع ما زال متوترا فى البلاد، ما لم يتم إنهاء محاولة التمرد التي يقوم بها بكر حاكم أنجوان الذي منع مطلع هذا الشهر إجراء انتخابات نزيهة فى الجزيرة لانتخاب حاكم جديد لها».

وقالت مصادر عربية وقمرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» أن جزر القمر تعيش هواجس انقلاب عسكري جديد يعيد إلى الأذهان مسلسل الانقلابات العسكرية البالغ عددها 25 محاولة على مدى ربع قرن، والتي شهدتها تلك الدولة المطلة على المحيط الهندي والتي تعد من أصغر وأفقر الدول الأعضاء فى الجامعة العربية.

وتجدر الإشارة إلى أنه وكان مقررا وفقا لاتفاق رعته الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي الشهر الماضي أن يلتزم بكر بتخليه عن منصبه طبقا للقرار الذي اتخذه سامبي مقابل موافقته على الدخول في انتخابات بين مرشحين متعددين على رئاسة الجزيرة.