واشنطن تعبر عن قلقها من الأزمة السياسية في إسلام آباد

قصوري يقول إن مشرف «سـيمتثل للدستور»

TT

واشنطن ـ أ ف ب: أعربت واشنطن، على لسان وزيرة خارجيتها كوندوليزا رايس، عن قلقها من الأزمة السياسية التي تشهدها باكستان، مؤكدة ضرورة اجراء انتخابات «حرة ونزيهة» في البلاد.

وقالت رايس قبل لقاء نظيرها الباكستاني خورشيد قصوري في مكتبها في وزارة الخارجية في واشنطن مساء اول من أمس: «بالتأكيد نحن قلقون من الوضع في باكستان. في كل مرة تحدث اعمال عنف نشعر بالقلق». وكانت وزيرة الخارجية ترد على سؤال عن التظاهرات العنيفة ضد الرئيس برويز مشرف، حليف الولايات المتحدة في «الحرب على الارهاب»، منذ إقالته رئيس المحكمة العليا افتخار محمد تشودري في التاسع من مارس (اذار).

واندلعت أخطر أزمة يشهدها مشرف منذ توليه السلطة في انقلاب ابيض عام 1999، إثر اقالة تشودري التي تسببت بمواجهات بين مؤيدي مشرف وانصار تشودري أدت الى مقتل اكثر من اربعين شخصا. وتؤكد شخصيات في المعارضة ان مشرف أقال تشودري لتسهيل اعادة انتخابه رئيسا مع بقائه عسكريا، هذه السنة، على الرغم من ان الدستور ينص على ضرورة تخليه عن هذا الدور المزدوج نهاية 2007. وكان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جون نيغروبونتي ومساعده ريتشارد باوتشر قد التقيا مشرف الاسبوع الماضي في مكتبه في مقر قيادة الجيش. وقال باوتشر اخيراً ان واشنطن تتوقع اجراء انتخابات «حرة وعادلة وشفافة» تحترم المعايير الدولية. ولكنه اكد عدم ممارسة ضغوط ليحتفظ مشرف بدوره العسكري. واكدت رايس ايضا الحاجة الى انتخابات حرة، قائلة: «هناك عدد من الاستحقاقات المهمة مقبلة عندما تجرى الانتخابات في باكستان، ومن المهم ان تكون هذه الانتخابات حرة وعادلة من اجل اسس اكثر ديمقراطية» في هذا البلد.

ولكن لم توجه رايس انتقادات شديدة لمشرف وحرصت على اظهار التطور في باكستان تحت رئاسته، واشارت الى انه اجرى «اصلاحات» مهمة في باكستان. وقالت: «علي الاعتراف بأن باكستان قطعت طريقا طويلا منذ 2001 في تحقيق التزامها محاولة اجتثاث التطرف والقيام بإصلاحات في قطاع التعليم وفي ما يتعلق بالنساء». واضافت ان واشنطن تود مواصلة العمل من اجل مزيد من الاصلاحات، موضحة: «سنواصل الضغط من اجل انفتاح في باكستان ومن اجل حقوق المعارضة وانتخابات حرة وعادلة عندما يتم اجراؤها في باكستان».

ومن جهته، صرح قصوري في مقابلة مع محطة «سي إن إن»، ورداً على سؤال عن تخلي مشرف عن منصبه العسكري ليبقى رئيساً، بأن «ما قاله الرئيس في عدة مناسبات هو انه سيمتثل للدستور». وذكر قصوري ان حرية الاعلام هي من بين الاصلاحات التي دفع مشرف باتجاهها، قائلاَ: «عندما تولى السلطة كانت هناك قناة تلفزيونية واحدة هي (باكستان تليفيشن) والآن هناك قنوات لا تحصى وإعلامنا مستقل جدا». واضاف ان «الاعلام مستقل بمعنى ان ليس هناك ما لا يمكن المس به خلافاً لبعض الدول ـ ومن بينها اميركا ـ التي تقول ان وسائل الاعلام الاميركية تتبنى مواقف لينة في مسائل الامن والسياسة الخارجية».

ورفض قصوري، العضو في القيادة الوطنية الباكستانية، المخاوف من انتقال اسلحة من الترسانة النووية الباكستانية الى ايدي ارهابيين في حال اقصي مشرف، مؤكداً ان هناك «مؤسسات قوية» لضمان أمن هذه الاسلحة. واضاف «مهما حدث فهناك أمر واحد واضح وهو ان الاسلحة النووية الباكستانية في ايد امينة». وتابع «نتشاور مع اصدقائنا ونتبع كل الاجراءات التي تضمن سلامة اسلحتنا».