أول عملية توغل إسرائيلية في القطاع منذ سيطرة حماس

الزهار: لن نكون حماة الحدود الإسرائيلية

TT

شن الجيش الاسرائيلي عملية توغل داخل قطاع غزة، كما نفذ ضربات جوية استهدفت منصات لإطلاق الصواريخ في أول عملية من نوعها منذ سيطرة حركة حماس على القطاع. وقتل في العمليات الإسرائيلية التي شملت الضفة الغربية أيضا سبعة فلسطينيين. وإلى الشرق من قرية القرارة وسط القطاع، توغلت اللية قبل الماضية دبابات الجيش الاسرائيلي التي تقل عناصر لواء المشاة «غفعاتي» مسافة كيلومتر، وشرع الجنود في عمليات تفتيش واسعة في العديد من المنازل التي تقع في التخوم الشرقية للقرية. وقد تصدى الناشطون الفلسطينيون للجنود ودار اشتباك أسفر عن مقتل أحمد عوني العبادلة، 20 عاما، وخالد الفرا، 18 عاما، وهما من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وسليمان أبو خشان، 19عاماً، وهو أحد ناشطي ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، وعيد سامي شعث من سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي. ولم يتم التعرف على هوية القتيل الخامس. من ناحيتها، أعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن إطلاق ست قذائف آر بي جي وتفجير عبوة ناسفة خلال محاولتها التصدي للدبابات الإسرائيلية المتوغلة. وقال متحدث عسكري اسرائيلي إن «جنديا اسرائيليا اصيب بجروح خطيرة برصاص أطلقه فلسطينيون خلال عملية توغل لمئات الأمتار داخل قطاع غزة غرب معبر كيسوفيم» بين هذه المنطقة والأراضي الإسرائيلية.

واوضح أن الجندي «تلقى إسعافات أولية في المكان ونقل بمروحية الى مستشفى في بئر السبع». وفي أقصى شمال الضفة الغربية، قتل ناشطان من كتائب «الشهيد أبو عمار»، التابعة لحركة فتح، والآخر من سرايا القدس، برصاص الجنود الإسرائيليين في قرية كفردان غرب مدينة جنين. وذكرت مصادر فلسطينية أن عشرات الآليات توغلت في القرية وخاضت اشتباكاً عنيفاً مع مسلحين، ما أدى الى مقتل الشابين إبراهيم العابد، 33عاما، من فتح، وزياد بلايشة، 30عاما، من سرايا القدس. وقال الجيش الاسرائيلي انه اعتقل ليل الثلاثاء/ الأربعاء 15 فلسطينيا مطاردين في الضفة الغربية. وقد افاد شهود عيان ان طائرة استطلاع اسرائيلية اطلقت صاروخا على منصة اطلاق صواريخ شرق بيت حانون بدون ان يسفر ذلك عن وقوع اصابات، بينما اعلنت سرايا القدس انها اطلقت صاروخا من نوع قدس على مدينة سديروت.

وهي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق صواريخ على إسرائيل منذ سيطرة حماس على القطاع.

كما أفاد مصدر في الجيش أن سلاح الجو الاسرائيلي شن غارة على شمال قطاع غزة ردا على اطلاق صواريخ على جنوب اسرائيل. وأفاد شهود فلسطينيون ان الغارة استهدفت منطقة بيت حانون. من جانب آخر, قال القيادي في حركة حماس محمود الزهار إن حماس تريد ان تبقي الامن في قطاع غزة إلا انها لن تقوم بدور «الحامي» للحدود الاسرائيلية.

وقال القيادي البارز الذي يعتقد انه سيتولى قيادة الحركة في المرحلة الراهنة في مقابلة مع وكالة اسوشييتد برس إن الحركة مستعدة لإعلان وقف إطلاق نار مع اسرائيل إذا اوقفت عملياتها في الضفة والقطاع.

وقال «عندما نقرر ذلك سنفعل، الا اننا لن نتحول الى الحامي للحدود الاسرائيلية».

وقال الزهار إنه واثق من ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيوجه قسما من المساعدات الى قطاع غزة معلقا «اذا استخدم هذه الاموال فقط من اجل الضفة الغربية لن يكون بامكانه ان ينطق بكلمة واحدة كممثل للشعب الفلسطيني في غزة».

وقال الزهار إن اولوية حماس هي الان لاعادة اعمار القطاع قائلا انه مستعد للتفاوض مع قادة فتح الا ان البعض منهم، بمن فيهم الرجل القوي سابقا في القطاع محمد الدحلان، سيكون ممنوعا عليه العودة الى القطاع.

وفي حادث منفصل، ذكرت مصادر طبية فلسطينية أمس ان فلسطينيا قتل برصاص مجهولين في حي الزيتون شرق مدينة غزة.

وقالت المصادر إن «منير دغمش وهو في الثلاثين من عمره قتل على أيدي مسلحين مجهولين في حي الزيتون شرق مدينة غزة». ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن مقتله.

من جانب آخر، أمر وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، الجيش امس بالسماح للفلسطينيين الجرحى المحاصرين عند الجانب الفلسطيني لمعبر ايريز بدخول اسرائيل للمعالجة، على ما اعلنت متحدثة باسم وزارته.

وقالت هذه المتحدثة إن «باراك أعطى الأمر للجيش ولمنسق الأنشطة الإسرائيلية في قطاع غزة بتأمين مساعدات طبية عاجلة في المستشفيات الإسرائيلية للفلسطينيين الجرحى المحاصرين عند معبر ايريز». وأضافت «انه إجراء إنساني يتعلق بالحالات الطارئة».

وبحسب شهود عيان لا يزال نحو سبعين فلسطينيا محاصرا عند معبر ايريز، يقوم الجيش الاسرائيلي بالتدقيق في هوياتهم قبل ان يقرر ما إذا كان سيسمح لهم الدخول الى اسرائيل.

من جهته اشار مساعد المدير العام لسلطات المرافئ الإسرائيلية، يورام شابيرو، للإذاعة الإسرائيلية إن «المؤن والمواد الأساسية والمعدات الطبية بالإضافة الى علف الماشية لا تزال ترسل من اسرائيل الى غزة عبر معبر كرم شالوم (كرم ابو سالم)». وأعلن وزير البنى التحتية الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر إن إسرائيل ستواصل «في الوقت الحاضر» امداد قطاع غزة بالكهرباء والمياه والوقود.

وقال مكتب بن اليعازر في بيان ان «امداد قطاع غزة بالمياه والكهرباء والوقود سيتواصل بشكل طبيعي في الوقت الحاضر لأسباب إنسانية».