أكدت مصر أمس بصورة قاطعة أنها «لن تقبل لاجئين فلسطينيين على أراضيها»، لكنها قالت توضيحا لما قيل بشأن إقامة مخيمات في سيناء لاستقبال فلسطينيين فارين أو تقطعت بهم السبل: «قد نستقبل فارين من غزة في مخيمات على الحدود مع القطاع، تمهيدا لإعادتهم إلى أراضيهم حين تسمح الظروف بذلك»، فيما رفضت بشدة «أي وصاية خارجية على الفلسطينيين وبخاصة في قطاع غزة».
بينما قام عبد الحكيم عوض القيادي في حركة فتح عضو مجلسها الثوري، المتحدث باسمها في قطاع غزة والموجود حاليا بالقاهرة بزيارة أمس إلى مدينة العريش بشمال سيناء القريبة من الحدود مع قطاع غزة، وقال عوض لـ«الشرق الأوسط» إن عدد الفلسطينيين من حركة فتح والقوى الأمنية بلغ نحو 300 في كل من العريش ورفح من بينهم 135 تقرر نقلهم للقاهرة ومعهم مدير جهاز الأمن الوقائي بغزة يوسف عيسى بعد أن انتهت مشكلة جوازات السفر الخاصة بهم، بينما الباقون يجري استكمال أوراقهم لاستخراج جوازات سفر لهم، بعد أن تركوا جوازاتهم في غزة خلال الأحداث الدامية التي جرت هناك.
وأوضح أن الأسلحة التي كانت بحوزة عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية القادمة من غزة موجودة في عهدة المصريين، مشيراً إلى أن عدد المصابين من بين الذين دخلوا الأراضي المصرية يتراوح بين 7 إلى 10، إصاباتهم ما بين طفيفة ومتوسطة.
وعن الفارين لمصر، وعما إذا كانوا سيبقون فيها أم يعودون إلى الضفة الغربية أو الأردن، قال عوض «إن هذا الأمر لم يتحدد فلسطينياً بعد».
وعن استعداد الجانب المصري القبول بمزيد من الفلسطينيين الفارين من غزة، أوضح أن المصريين يرحبون بنا لكننا لا نريد تفريغ غزة، مشيراً إلى الجهود المصرية لتذليل العقبات التي تعترض الفلسطينيين بالعريش ورفح ومن يجري نقلهم للقاهرة.
وقال الدكتور مجدي راضي المتحدث باسم الحكومة المصرية في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» عقب اجتماع مجلس الوزراء أمس «إن الحكومة المصرية ليس لديها خطط لاستقبال نازحين فلسطينيين، لكن إذا وصل الحدود المصرية فلسطينيون فارون من غزة، سنستقبلهم في مخيمات على الحدود لحين إعادتهم إلى وطنهم مرة أخرى».
وشدد راضي على رفض الحكومة المصرية لأي وصاية على الفلسطينيين، في الضفة الغربية أو في قطاع غزة بصفة خاصة من خلال التمويل او التسليح (فيما بدا أنه إشارة إلى إيران دون أن يذكرها بالاسم).
وتتحدث تقارير إعلامية نُشِرَتْ خلال الأيام الماضية عن دعم إيراني لحركة حماس، كما وجه قادة فلسطينيون من حركة فتح «اتهامات لإيران بدعم حماس بالسلاح، مما ساعدها في السيطرة على قطاع غزة».
وأشار راضي إلى أن مجلس الوزراء ناقش في اجتماعه الأسبوعي تقريرا قدمه وزير الخارجية أحمد أبو الغيط حول جهود مصر للتعامل مع الأوضاع في فلسطين، مجددا ترحيب مصر ودعمها للحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة الدكتور سلام فياض، وأنه في هذا الإطار تم سحب البعثة الدبلوماسية المصرية من غزة، ونقلها إلى رام الله تأكيدا لشرعية السلطة الوطنية».
وأوضح «أن أبو الغيط أشار في تقريره إلى الاجتماع الطارئ الأخير لمجلس وزراء الخارجية العرب»، قائلا «إن مصر هي التي دعت لعقد ذلك الاجتماع، وأنها ساهمت في صياغة قراره المؤيد للشرعية الفلسطينية برئاسة أبو مازن».
وعما إذا كانت الحكومة المصرية ناقشت خلال اجتماعها أمس احتمالات اجتياح إسرائيل لقطاع غزة، قال راضي «إن مجلس الوزراء لم يناقش هذا الموضوع».