عمدة نيويورك بلومبرغ يترك الحزب الجمهوري ويطلق تكهنات بترشيحه للرئاسة

يعلن نفسه مستقلا ويرفض تحديد مستقبله السياسي

TT

أعلن عمدة نيويورك الميلياردير مايكل بلومبرغ، انسحابه من الحزب الجمهوري، ما يطلق التكهنات حول طموحاته الرئاسية التي لطالما نفاها.

ونفى بلومبورغ أمس نيته الترشيح للرئاسة، قائلاً ان الذين يتحدثون عن امكانية ترشيحه «يضيعون وقتهم»، موضحاً: «لست مرشحاً» للرئاسة الاميركية. وأضاف انه ينوي البقاء في منصبه عمدة لنيويورك حتى انتهاء ولايته نهاية عام 2009.

وفي بيان مقتضب، قال مايكل بلومبرغ انه اصبح مرشحاً مستقلاً «لا ينتمي الى أي حزب»، لكن من دون أن يشير الى احتمال ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية عام 2008. وأضاف: «بالرغم من ان خططي للمستقبل لم تتغير، اعتقد أن هذا يعني ان انتمائي (السياسي) يتطابق مع الطريقة التي أدير بها وسأستمر في ادارة شؤون مدينتنا».

ومايكل بلومبرغ، وعمره 65 عاماً، مؤسس امبراطورية اعلامية تحمل اسمه، وتقدر ثروته الشخصية بمليارات الدولارات. وانتقال بلومبرغ من الحزب الجمهوري الى صف المستقلين، يأتي بعد سنوات من تركه الحزب الديمقراطي الذي كان ينتمي اليه قبل ان ينضم الى صفوف الحزب الجمهوري عندما كشف نيته الترشح لمنصب رئيس بلدية نيويورك عام 2001. يذكر انه لا يمكن لبلومبرغ الذي اعيد انتخابه في 2005، الترشح لولاية ثالثة على رأس بلدية نيويورك عام 2009.

وقال بلومبرغ في البيان الذي نشره مساء اول من أمس «احرزنا تقدماً حقيقياً من خلال تجاوز انقساماتنا التي غالباً ما تضع المصالح الشخصية فوق المصلحة العامة».

ومن شأن هذا الاعلان ان يحرك التكهنات حول طموحات بلومبرغ الرئاسية الذي بات يفرض نفسه اكثر واكثر في القضايا الوطنية الكبرى، وحتى المسائل المطروحة على الساحة الدولية مثل مراقبة التسلح ومكافحة الاحتباس الحراري. وقد أشارت تقارير اخبارية عدة الي بلومبرج على انه مرشح مستقل محتمل في انتخابات الرئاسة الامريكية في 2008، لكنه يقول انه ليس لديه خطط للترشح.

وبينما تتواصل التكهنات حول اسماء المرشحين الرئاسيين، يواجه البيت الابيض برئاسة الرئيس جورج بوش المزيد من الاستقالات مع اقتراب فترة ولايته، اذ يبحث موظفيه على فرص جديدة حتى لا تنتهي حياتهم السياسية مع انتهاء رئاسة بوش. واصبح المدير المكلف الميزانية في البيت الأبيض روب بورتمان آخر شخصية بارزة في البيت الأبيض يقدم استقالته. وقال بورتمان الذي عين في هذا المنصب في ابريل (نيسان) من العام الماضي، انه قدم استقالته ليتمكن من تكريس وقت اكبر لاسرته. وقال: «بعد سنوات امضيتها في رحلات الذهاب والاياب بين واشنطن وسينسيناتي كل اسبوع، حان الوقت لأعطي الأولوية لأسرتي». وتأتي استقالة بورتمان بعد استقالة مسؤول الاتصالات دان بارتليت احد اقرب مستشاري بوش واشد الموالين له. الا ان البيت الأبيض يرفض أن يرى في هذه الاستقالات تخليا عن الادارة في فترة صعوبات، ويوضح ان بوش طلب من مساعديه ان يقرروا من الآن ما اذا كانوا سيبقون حتى انتهاء ولايته او يريدون الرحيل.

واهتمت الصحافة الأميركية أمس بخبر انسحاب بلومبورغ من الحزب الجمهوري، متوقعة ان يكون ذلك مؤشراً على ترشيحه للرئاسة. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» ان مساعدي بلومبورغ «يعملون خلف الكواليس لتطوير فكرة ترشيخ العمدة، ويبحثون امكانية خوض حملة انتخابية مستقلة». ولفتت «واشنطن بوست» الى أن في حال ترشيح بلومبرغ «سيضطر المرشحين من كلا الحزبين اعادة النظر في استراتيجيتهم» لأنه قادر على أخذ أصوات من اليمين واليسار، بسبب انتمائه السابق للحزبين. وتعتبر ثروة بلومبورغ احدى ابرز ميزاته التي قد تمكنه من خوض الانتخابات الرئاسية، من دون دعم احد الحزبين الرئيسيين. يذكر أن بلومبرغ صرف أكثر من 155 مليون دولار على حملته الانتخابية لعمدة نيويورك، وثروته التي تقدر بـ5 مليارات دولار، تؤهله لصرف مبالغ طائلة لتحقيق حلمه بالرئاسة، اذا اختار ذلك. يذكر ان نظام الانتخابات الاميركية تجعل من الصعب جداً للمستقلين الفوز بالرئاسة. ففي عام 2000، ادى تشريح المستقل رالف نادر الى خسارة الديمقراطي ال غور اصوات الناخبين القريبين من الحزب الديمقراطي واللبراليين، مما ساعد في فوز جورج بوش. وفي حال رشح بلومبرغ نفسه للرئاسة، سينضم الى شخصيتين بارزتين من نيويورك تتنافس على الرئاسة، السناتور عن نيويورك هيلاري كلينتون، وعمدة المدينة السابق رودولف جولياني.