خادم الحرمين ورئيس وزراء إسبانيا بحثا الأوضاع الإقليمية والدولية

الرياض ومدريد توقعان اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي

TT

بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ورئيس وزراء اسبانيا خوسيه لويس ثباتيرو، جرى في مقر رئاسة الوزراء الأسبانية بمدريد مساء أول من أمس، التوقيع على اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي بين المملكة وأسبانيا في شأن الضرائب على الدخل، وعلى رأس المال ولمنع التهرب الضريبي، وقعها عن الجانب السعودي وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف، فيما وقعها عن الجانب الأسباني وزير الشؤون الخارجية والتعاون ميغل أنخل موراتينوس.

وجرى التوقيع على مذكرة للتفاهم في المجالات الصحية بين وزارة الصحة في المملكة، ووزارة الصحة والاستهلاك في مملكة أسبانيا، وقعها عن الجانب السعودي وزير الثقافة والإعلام إياد بن أمين مدني، ووقعتها عن الجانب الأسباني وزيرة الصحة والاستهلاك إلينا سالجادو.

وكان رئيس الوزراء الإسباني، قد استقبل في مقر الحكومة الأسبانية أول من أمس، خادم الحرمين الشريفين حيث عقدا جلسة مباحثات رسمية جرى خلالها بحث مجمل المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تطورات الأحداث في الأراضي الفلسطينية، وعملية السلام في المنطقة، والأوضاع في العراق ولبنان، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين الصديقين، وسبل دعمها وتعزيزها، بما يخدم مصالحهما المشتركة .

وكان رئيس وزراء أسبانيا، قد أقام حفل عشاء مساء أول من أمس، في مقر رئاسة الوزراء بمدريد، تكريماً لخادم الحرمين الشريفين، والوفد المرافق له.

وفي بداية الحفل، ألقى رئيس وزراء أسبانيا، كلمة فيما يلي نصها: خادم الحرمين الشريفين:

اسمحوا لي أن أعرب لكم عن ترحابنا الحار بحلولكم في أسبانيا، في هذه الزيارة التي شرفتمونا بها، والتي نحن واثقون بأنها ستعزز الأواصر الأخوية التي تربط بين بلدينا وشعبينا، كما أنها ستمكننا من إعطاء زخم نوعي لعلاقتنا الثنائية الجيدة.

خادم الحرمين الشريفين:

إن أسبانيا الحديثة قد ورثت ثمار التعايش الثري بين مختلف الشعوب التي صهرت هويتنا. ونحن لسنا فحسب غير مستعدين للتخلي عن ثمار الحضور العربي والإسلامي في أسبانيا على مدى عدة قرون، بل إننا فخورون به أشد الفخر، وانسجاماً مع ذلك قمنا مؤخراً بتدشين مؤسسة «البيت العربي» في كل من مدريد وقرطبة، التي ستضحى وتداً دائماً بين أسبانيا والعالم العربي والإسلامي، من أجل تشجيع تعارف وتبادل ثقافي أحسن بين الجانبين.

إن ماضينا المشترك وحاضرنا الذي يتسم بروابط مميزة مع العالم العربي، يلقيان على عاتق أسبانيا مسؤولية الانخراط بدينامية من أجل تشجيع السلام في الشرق الأوسط، وفي هذا الصدد يطيب لي أن أحيي جهودكم الحثيثة الرامية إلى تجاوز الوضع المأساوي، الذي يسود في الوقت الراهن كلاً من لبنان والعراق، وبشكل خاص فلسطين.

إن استمرار مظاهر الظلم والعنف في فلسطين، يمثل عاملاً من شأنه زعزعة الاستقرار في المنطقة، ويستدعي حلولاً عاجلة ولذلك فإننا ندعم «مبادرة السلام العربية»، التي سددتم في إطلاقها خلال القمة العربية بالرياض، والتي تمثل بارقة أمل، في مشهد إقليمي يكتنفه الغموض والمأساوية، ويبعث على القلق الشديد، ورغم المصاعب الراهنة، فإنه لمن الضرورة الملحة المثابرة في بذل قصارى ما بوسعنا من أجل وضع حد للعنف الذي يهدد بإعادتنا إلى عدة عقود إلى الوراء، وأن تحرز العودة إلى المفاوضات بهدف اقامة دولة فلسطينية مجاورة وممكنة ومستقلة، تعيش في كنف السلام والأمن بجوار اسرائيل، وتجمعها حدود معترف بها ومتفاوض عليها باتفاق الجميع بناء على التي كانت في عام 1967.

بعد ذلك ألقى خادم الحرمين الشريفين الكلمة التالية:

دولة الصديق رئيس وزراء أسبانيا أشكركم يا دولة الرئيس على كلماتكم الرقيقة، وإنه لمن دواعي سعادتي أن أكون هذا المساء هنا لاستكمال ما بدأه جلالة الملك خوان كارلوس في الرياض لتطوير التعاون الثنائي بيننا.

دولة الرئيس..

اسمحوا لي أن أرحب بالمبادرات والأفكار الرائدة التي طرحها دولتكم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2004، والداعية إلى إجراء حوار حضاري يعقبه تحالف بين الحضارات، وتحقيق المصالحة بين الغرب والعالم الإسلامي. إننا من جانبنا نعلن رفضنا لفكرة الصدام بين الحضارات، ونحن مستعدون لبذل كل الجهد لإحلال الصداقة والتعاون محل النزاع بين الحضارات، كما أنني يا دولة الرئيس أشاطركم الرأي أنه لا ينبغي الربط بين الإرهاب وبين الإسلام، وهنا أود أن أؤكد لدولتكم ولكل الأصدقاء ولكل العالم، أن الإسلام نفسه هو هدف الإرهابيين الأول، فقد سعوا إلى تشويه سمعته وتحريف مبادئه النبيلة، ولم يفرق إجرامهم الدموي بين المسلمين وغير المسلمين.

دولة الرئيس..

اسمحوا لي أن أشيد بموقف أسبانيا المشرّف من قضية فلسطين وبما بذلته الحكومة الأسبانية وتبذله من جهود للوصول إلى حل منصف ينهي النزاع الدامي الدائر في المنطقة، وإننا نهيب بالمجتمع الدولي أن يقوم بمسؤولياته الكاملة في إحياء العملية السلمية وتفعليها، وإننا على ثقة تامة ـ إن شاء الله ـ أننا سنجد أسبانيا الصديقة في مقدمة الدول المناصرة للعدالة الداعية إلى سلام متوازن يحمي حقوق كافة الأطراف المشروعة.

دولة الرئيس..

في الختام أرجو قبول شكري على كل ما لمسناه في بلدكم المضياف من حفاوة ورعاية، كما يسعدني أن أوجه إليكم الدعوة لزيارة المملكة العربية السعودية، حيث تتاح لنا الفرصة للترحيب بدولتكم وبزملائكم، واستكمال ما بدأناه خلال هذه الزيارة.

وشكراً جزيلاً.