العاهل الأردني: سيطرة حماس على القطاع ضربة في صميم وحدة الفلسطينيين

عباس: حماس تقوم بأكثر مما هو معروف لدى الإعلام > أبو الغيط يناقش مع رايس وليفني ترتيبات قمة شرم الشيخ

TT

أكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني دعم بلاده الكامل للشرعية الفلسطينية ممثلة بالسلطة الوطنية الفلسطينية، معتبرا أن سيطرة حماس على قطاع غزة تشكل ضربة في صميم وحدة الشعب الفلسطيني، ومعربا عن امله في ان تشكل قمة شرم الشيخ مناسبة لاستئناف محادثات السلام المتوقفة مع اسرائيل.

وجاء في بيان للديوان الملكي الاردني ان الملك عبد الله الثاني شدد خلال مباحثات اجراها امس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان، على أن ما جرى في قطاع غزة «يشكل ضربة في صميم وحدة الشعب الفلسطيني ومفصلا خطيرا في تاريخه».

وبين رفض الأردن لإحداث انشقاق في المجتمع الفلسطيني، مؤكدا ضرورة «ترتيب أوضاع البيت الداخلي الفلسطيني وتوحيد الصفوف وتغليب المصلحة العليا للشعب الفلسطيني لتجاوز التداعيات الخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية».

وحث الملك عبد الله الثاني المجتمع العربي والدولي على تقديم جميع أشكال الدعم للشعب الفلسطيني في هذه المرحلة وتكثيف الجهود لتحريك العملية السلمية استنادا لصيغة حل الدولتين التي تحظى بقبول عربي ودولي.

وقال إن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة كانت وما زالت أولوية أردنية مثلما هي أولوية فلسطينية، مبينا أن الأردن مستمر بمساندة الشعب الفلسطيني لبناء مستقبل أفضل وتحقيق تطلعاته في التحرر والاستقلال.

وحسب البيان فقد تناول الملك عبد الله الثاني وعباس خلال اللقاء الترتيبات الجارية لعقد قمة رباعية في شرم الشيخ اليوم لبحث الوسائل الممكنة لدعم الشعب الفلسطيني ورفع الحصار عنه واستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وإحياء عملية السلام.

وبين أهمية اغتنام الفرصة التي ستوفرها القمة الرباعية «للخروج بتصورات واضحة المعالم ضمن إطار زمني محدد للبدء بعملية تفاوضية تحظى بدعم جميع الأطراف المعنية بعملية السلام».

وفي تصريحات للصحافييين، قال الرئيس الفلسطيني إنه بحث مع العاهل الاردني تطورات الوضع في غزة والقضايا التي سيتم مناقشتها في القمة الرباعية ومنها القضايا المالية والإنسانية وقضية الأسرى والمعابر الداخلية.

وأكد الرئيس الفلسطيني للصحافيين عقب لقائه العاهل الأردني أمس ضرورة البحث عن أفق سياسي خلال المرحلة المقبلة على أساس الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام ورؤية الرئيس الأميركي جورج بوش.

وحول ما إذا كانت إسرائيل مستعدة لتقديم شيء خلال القمة، بين عباس أنه تلقى وعودا من أطراف أميركية وإسرائيلية، لكن الأهم أن يتم تطبيق هذه الوعود على أرض الواقع. وأكد الرئيس الفلسطيني أنه لا مجال للحوار مع ما وصفهم بـ«الإنقلابيين»، مبينا أن «حماس تقوم بأكثر مما هو معروف لدى وسائل الإعلام في الخفاء فهي تقتل وتدمر وتنكل بالناس ومستعدة لأن تقوم بكل الأعمال ومنها التفجيرات».

وأطلع عباس العاهل الاردني على تطورات الوضع في الأراضي الفلسطينية خصوصا في أعقاب استيلاء حركة حماس على قطاع غزة والتداعيات الخطيرة والأضرار الجسيمة لهذا الأمر على مستقبل القضية الفلسطينية.

كما ثمن الرئيس الفلسطيني مواقف الأردن الداعمة لوحدة الصف الفلسطيني وحرصه لتقديم جميع أشكال الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني والتي كان آخرها تسير قافلة مساعدات عاجلة لأبناء قطاع غزة للتخفيف من الصعوبات التي تواجههم جراء النقص الحاد في عدد من المواد الأساسية.

وفي القاهرة، بحث وزراء خارجية مصر، وإسرائيل، والولايات المتحدة أمس ترتيبات القمة الرباعية المقرر عقدها اليوم بمنتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر، والتي ستجمع الرئيس المصري حسني مبارك والملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية أيهود أولمرت، فيما أبلغت القاهرة، واشنطن رفضها أي شروط سياسية على المعونة الأميركية. وقال السفير علاء الحديدي، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أن الوزير أحمد أبو الغيط أجرى اتصالا هاتفيا أمس مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، فيما تلقى اتصالا من نظيرته الإسرائيلية تسيبي ليفني، وناقش معهما تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية.

وأوضح علاء الحديدي في تصريحات صحافية أن أبو الغيط ورايس تناولا بالتشاور الوضع الفلسطيني، والعلاقات الإسرائيلية ـ الفلسطينية، والجهود المصرية الحالية لتحقيق تحريك للوضع وتحسين المناخ بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي توطئة لعودتهما للمفاوضات التي تستهدف إقامة دولة فلسطينية تعيش إلى جوار إسرائيل في أمن وسلام. وقال الحديدي «أن النقاش تناول موقف مجلس النواب الأميركي في مسألة المساعدات الأميركية لمصر التي قرر مجلس النواب الأميركي حجب 200 مليون دولار منها»، مشيرا إلى أن الوزير المصري أبلغ نظيرته الأميركية بالموقف المصري الرافض لأي شروط سياسية أو غيرها في هذا الشأن.

وأشار إلى أن الاتصال الهاتفي تطرق أيضا إلى الزيارة القادمة التي سيقوم بها أبو الغيط لواشنطن وجدول أعمالها والمسائل الملحة المطروحة أمامهما.

وأشار السفير علاء الحديدي إلى أن الاتصال الهاتفي الذي تلقاه وزير الخارجية المصري من نظيرته الإسرائيلية تسيبي ليفني تناول الأوضاع في قطاع غزة في ظل التطورات الأخيرة.

وقال الحديدي «الوزير أبو الغيط حث الجانب الإسرائيلي على ضرورة توصيل الأغذية والخدمات إلى قطاع غزة من مياه وكهرباء وغيرها، وشدد على أنه لا يمكن السماح بمعاقبة الشعب الفلسطيني بأي حال من الأحوال»، كما طالب الحكومة الإسرائيلية بالتحرك في اتجاه السلطة الوطنية الفلسطينية وبما يحقق التهدئة ويوفر الأجواء لاستئناف عملية السلام، موضحا أن هذا يتطلب وقف عمليات الاستيطان ووقف بناء الجدار العازل ووقف اقتحام المدن ورفع الحواجز.