الجيش يقضي على 7 مسلحين من مجموعة سلفية ويصادر مستودع أسلحة من مبنى في طرابلس

حرب الأصوليين تختتم أسبوعها الخامس بالعودة الى عاصمة شمال لبنان

TT

اختتمت الحرب بين الجيش اللبناني ومسلحي تنظيمات اصولية اسبوعها الخامس امس، بالعودة الى نقطة انطلاقها في طرابلس عاصمة شمال لبنان، حيث اسفرت اشتباكات استمرت قرابة عشر ساعات عن مقتل افراد مجموعة سلفية قوامها ستة رجال وامرأة، اشارت معلومات اولية الى انهم يحملون وثائق سفر سعودية وسورية ودنماركية واسترالية. فيما قتل جندي وعنصر من قوى الامن الداخلي مع افراد عائلته. وقد صودف وجوده في زيارة عائلية في شقة من المجمع السكني الذي حاول الاصوليون اتخاذ سكانه دروعا بشرية في مواجهة الجيش الذي صادر مستودع اسلحة كان الاصوليون يخفونه في مبنى مجاور. وجاءت الاشتباكات في محلة ابي سمراء في طرابلس، في وقت كانت الاشتباكات تتواصل في مخيم نهر البارد الفلسطيني مع من تبقى من تنظيم «فتح الاسلام» ومسلحي بعض التنظيمات الفلسطينية المتعاطفة معه ولا سيما «الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة» و«فتح ـ المجلس الثوري».

واصدرت قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه بيانا حول حادث محلة ابي سمراء جاء فيه: «دهمت قوة من الجيش بعد ظهر امس (السبت) مخزنا للاسلحة في حي ابي سمراء ـ طرابلس. وضبطت بداخله كمية كبيرة من الأسلحة والاعتدة العسكرية، شملت بنادق حربية ورشاشات وقاذفات ب ـ 7 وقنابل يدوية متنوعة، وقذائف اينرغا وذخائر مختلفة، اضافة الى جعب ومناظير وألبسة عسكرية وخيم وأجهزة هاتف لاسلكي وكومبيوتر. وقد تمت مصادرة هذه الاسلحة والأعتدة وأودعت المراجع المختصة».

وأفاد البيان انه «لدى قيام قوة أخرى من الجيش ليل امس (الاول) بمداهمة مبنى يقع ضمن الحي نفسه بعد توافر معلومات عن وجود شقة مشبوهة داخله، تعرضت لاطلاق نار من قبل عناصر مسلحة حاولت اعتراضها ومنعها من تنفيذ مهمتها. وقد حرصت الوحدات العسكرية على إخلاء المدنيين من المبنى قبل اقتحامه حفاظا على أرواحهم، ما ادى الى وقوع عدد من الاصابات في صفوف العسكريين. وبعد إخلاء المبنى المذكور من سكانه، تم اقتحامه فجر اليوم (امس) والقضاء على المسلحين كافة الذين كانوا يتحصنون بداخله، ومعظمهم من غير اللبنانيين الذين اتخذوا من قاطنيه دروعا بشرية لهم. وقد سقط للجيش من جراء هذه الاشتباكات شهيد وعدد من الجرحى بين ضابط وعسكري. كما سقط عدد من الشهداء المدنيين نتيجة غدر هؤلاء المسلحين بهم. وقد صودرت كمية من الاسلحة والأعتدة العسكرية ومعدات خاصة بالتفخيخ الالكتروني.

ان قيادة الجيش اذ تؤكد مرة جديدة إصرارها على قطع دابر الارهاب أنى وجد والى أي جهة انتمى، تنبه المواطنين الى اخطار تسلل الارهابيين الى صفوفهم. وتدعوهم الى وجوب إبلاغ قوى الجيش بأسرع وقت ممكن عن وجود مشبوهين في أحيائهم السكنية او في محيط قراهم وبلداتهم، حفاظا على أمنهم وسلامتهم».

وكتب مراسل «الشرق الاوسط» في شمال لبنان انه بعد خمسة اسابيع على اندلاع المواجهات الدامية بين قوى الامن اللبنانية ومسلحين اصوليين في مدينة طرابلس (طريق المائتين والزاهرية) ثم في مخيم نهر البارد، ظهرت مجموعة سلفية مسلحة في المدينة سعت الى مواجهة الجيش اللبناني الذي استطاع القضاء عليها في اقل من عشر ساعات. وقد تبين ان عناصر المجموعة ينتمون الى جنسيات مختلفة. وفي الوقت نفسه استمر الوضع على سخونته في مخيم نهر البارد حيث يصر الجيش على وضع حد لكل اشكال الارهاب.

وعلم انه على خلفية التحقيقات التي تجرى مع الموقوفين في احداث مدينة طرابلس ومخيم نهر البارد توافرت معلومات للاجهزة الامنية عن وجود مخزن للاسلحة في اطراف محلة ابي سمراء (الجهة الشرقية لمدينة طرابلس) يعود لشخص يدعى باسم السيد (لبناني يحمل الجنسية الاسترالية) فتوجهت قوة قرابة العاشرة والنصف من مساء السبت لدهم المكان، فلاحظت ان هناك بعض المسلحين الذين يريدون اعاقة حركتها، فتحركت قوة باتجاههم، فيما اكملت مجموعة اخرى مصادرة موجودات مخزن الأسلحة. وقد تصدى المتمركزون في مبنى «مجمع الشهال» السكني القريب وتحديدا من الطابقين الثالث والرابع، لعناصر الجيش واطلقوا النار باتجاههم، ما ادى الى مقتل جندي وجرح اربعة آخرين. ولاحقا ارتفع عدد الجرحى الى احد عشر عسكريا اثناء محاولة القوة اخراج المدنيين من منازلهم ضمانا لسلامتهم.

في غضون ذلك، حاول المسلحون الاستيلاء على شقق اضافية لجيران لهم في المبنى. ودخلوا الى شقة شخص من آل عيد حيث صودف وجود صهره المعاون اول في قوى الامن الداخلي خالد خضر وعائلته في زيارة. وقد تصدى خضر للمسلحين لمنعهم من اخذ اصحاب المسكن رهائن، وتبادل اطلاق النار معهم حيث استطاع ان يقتل احدهم. لكنهم تمكنوا من السيطرة عليه وقتله مع ابنتيه (احداهن في الرابعة من عمرها) اضافة الى والد زوجته.

وقد استمرت المواجهات بين وحدات الجيش والمسلحين الذين ينتمون الى حركة سلفية حتى التاسعة والنصف من صباح امس حيث استطاع الجيش القضاء على المجموعة وقوامها ستة رجال وامرأة يعتقد انها زوجة باسم السيد وهي لبنانية. واشارت المعلومات الاولية الى ان المسلحين القتلى يحملون وثائق سفر سعودية وسورية ودنماركية، اضافة الى باسم السيد الذي يحمل الجنسية الاسترالية.

اما في مخيم نهر البارد فقد تواصل القصف المدفعي بعنف طوال ليل السبت ـ الأحد وحتى ما بعد ظهر أمس. وقد ضاعف الجيش ضغطه على المسلحين في المخيم القديم عبر خطة عسكرية تهدف الى وضع هؤلاء بين فكي كماشة كما حصل مع مواقع المسلحين في المخيم الجديد. وقد شاركت الدبابات والمدفعية المباشرة في استهداف مواقع المسلحين وتحديدا مناطق سعسع وصفوري والمغاربة، حيث تولت تدمير تحصينات قرب مراكز «الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة» والجبهة الديمقراطية» وحركة «فتح ـ المجلس الثوري» التي يشارك مسلحون تابعون لها في القتال الى جانب تنظيم «فتح الاسلام» الذي بات عنوانا للمعركة ليس اكثر بعدما خسر الكثير من كوادره القيادية والعادية وآخرها ثلاثة قتلى وبضعة جرحى قرب مكتب لحركة فتح ـ ابو عمار حيث تردد انهم حاولوا الدخول الى المكتب فاصطدموا مع حراسه.

الى ذلك، اعرب الرئيس السابق للحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي عن اسفه لتكرار الاحداث الامنية في طرابلس. وقال: «واننا اذ نؤكد ان الافكار المتطرفة لا تمت الى حقيقة مدينتنا بصلة، ندعو الى تعاون الجميع لمعالجة ظاهرة التطرف من اي شكل كان والتي يغذيها الواقع السياسي السيئ في لبنان».