الوزير شارل رزق لا يرى لبننة للحل وحزب الله يصر على «الشراكة»

TT

إعلان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى فشل مهمته التوفيقية في لبنان، ومغادرته والوفد العربي بيروت ليل الجمعة الماضي، استمر امس موضع سجال ساخن في مختلف الأوساط اللبنانية. وقد تمنى وزير العدل شارل رزق «ان يكون فشل المبادرة العربية في لبنان مؤقتا»، مشيرا الى انه «ما من لبننة للحل في الوقت الراهن». ولم يستبعد تعذر التوافق على رئيس الجمهورية المقبل، متخوفا من ان استمرار الأزمة قد يؤدي الى تقسيم لبنان الى لبنانيين. اما المرجع الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله فحمل الادارة الاميركية مسؤولية تأزم الوضع اللبناني. واعتبر رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين «ان المطلوب اميركيا الا تكون هناك حكومة وحدة وطنية». من جهته، قال رئيس كتلة نواب الحزب محمد رعد: «اما ان تكون هناك شراكة وطنية حقيقية.. واما فإن البلد سائر الى المجهول».

وقال الوزير رزق امس: «ان الحالة التشاؤمية التي نشعر بها اليوم لها اسباب تراكمية عدة»، متمنيا «ان يكون فشل المبادرة العربية في لبنان مؤقتا وان تستأنف المحاولات للوصول الى حل للازمة». واعتبر «ان من اسباب فشل هذه المبادرة انهيار الوحدة الوطنية الذي هو امتداد للانقسامات العربية الاوسع والاعمق». ورأى «ان المحركين الاساسيين لهذه الازمة، هم اطراف اقليميون وقد يكونون دوليين». واضاف: «ما من لبننة للحل في الوقت الراهن لان القوى اللبنانية استقالت من لبنانيتها بعدما انقسم لبنان الذي يجب ان يكون رسالة وموطنا لحوار الحضارات والثقافات».

وتحدث الوزير رزق عن «فشل اللبنانيين مرتين. الاولى، عندما لم نستطع ان نبني قضاء لبنانيا يمكنه محاكمة المتهمين بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه بمساعدة لجنة التحقيق الدولية، بسبب تجميد التشكيلات القضائية ما ادى الى تكبيل القضاء اللبناني ومنعه من تطبيق العدالة لبنانيا. والثانية، عندما لم يتمكن اللبنانيون من ابرام الاتفاقية مع الامم المتحدة لانشاء المحكمة الدولية، فاذا بمجلس الامن يقرها وفق الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة».

وتساءل: «طالما لم نتمكن من اقرار المحكمة ذات الطابع الدولي وفق الاصول الدستورية اللبنانية، فكيف تريدون ان نتوافق لبنانيا لانتخاب رئيس للجمهورية؟». واعرب عن تشاؤمه قائلا: «قد يتعذر علينا التوافق على رئيس واحد. وقد يؤدي ذلك الى استمرار الازمة والى تقسيم لبنان الى لبنانين».

من جهته، اعتبر فضل الله «ان ادارة الرئيس الاميركي (جورج بوش) لا تريد لاي حوار جدي بين الفئات السياسية المختلفة في الساحة العربية ان يأخذ مداه او ان يصل الى نتائج ايجابية حاسمة، لانها لا تزال تتطلع لرؤية اسرائيل آمنة وسط واقع عربي واسلامي قلق، مضطرب ومتفجر. ولذلك، فان هذه الادارة هي المسؤول الاول والاخير عن تعقيد العلاقات الفلسطينية ـ الفلسطينية، كما ان ادارة بوش تتحمل المسؤولية الكبرى عن وصول الوضع اللبناني الى هذه الحال من التأزم السياسي».

اما رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين فقال: «ان المطلوب اميركيا هو الا تكون هناك حكومة وحدة وطنية، لأن قيادة المقاومة والمعارضة الوطنية قد طلبت ووعدت واكدت ان الضرورة هي وجود حكومة وحدة وطنية. والاميركي الذي يعيش مأزقا كبيرا في المنطقة وفي لبنان يحاول ان يعوض هذه المآزق بمجموعة انجازات ليست الا اوهاما وخيالات».

واضاف موجها كلامه الى الاكثرية: «اذا كنتم ترفضون حكومة الوحدة الوطنية فعلى اي شيء تدعون الناس الى الحوار وما معنى اليد الممدودة والقرارات الشجاعة والصراخ من اجل الحوار؟.. لا يمكن لاحد ان يصدق ان هذه الشعارات صادقة في الوقت الذي نرفض ضرورة العيش المشترك في لبنان».

وقال رئيس كتلة نواب حزب الله النائب محمد رعد، في كلمة القاها امس في مدينة النبطية: «ان البلد سائر الى المجهول. وان الانتخابات الفرعية ليست الا تضييعا للوقت وهدرا للمال في هذه الفترة». واضاف: «ان البلد سائر الى المجهول. وهذا يعني اننا ذاهبون الى خيار ارهابي حضرته واختارته الادارة الاميركية لتطبقه في لبنان على حساب دماء ومصالح وانجازات اللبنانيين الذي حققوها خلال الفترة الماضية».

وقال عضو قيادة حركة «امل» النائب ايوب حميد: «لا يزال هناك متسع من الوقت للوصول الى صيغة تسوية. وان من يريد الوصول الى هذه النتيجة بامكانه، ان كان يجرؤ ويملك القدرة، ان يقول الكلمة لمصلحة لبنان واستقراره. نريد حقيقة المشاركة، لكن هذه المشاركة التي لا تمنعنا من قول رأينا. وموقفنا ان نمارس بحرية ومسؤولية ما نرى فيه خيرا للبنان واللبنانيين وما يحفظ المكونات التي قام على اساسها لبنان. ما زال هناك متسع من الوقت. وان من يريد التعاون فاننا نمد الايدي وما زلنا وسنبقى، لان مصلحة لبنان عندنا هي الاولى والاهم».