5 قتلى و3 جرحى من الـ«يونيفيل» في انفجار استهدف دورية إسبانية

«حزب الله» يستنكر الاعتداء ويعتبره عبثا بأمن لبنان

TT

في أخطر حادث امني يستهدف القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) قتل عصر امس خمسة جنود من الكتيبة الاسبانية وجرح ثلاثة من رفاقهم في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور آليتهم على طريق سهل الدردارة (خراج بلدة الخيام) في منطقة مرجعيون على مقربة من الحدود اللبنانية. وإذ أكدت مصادر امنية لبنانية ان العبوة «حديثة الصنع»، ما يعني استبعاد ان يكون الانفجار ناتجا عن لغم من مخلفات الاحتلال الاسرائيلي للمنطقة، وان العمل قد يكون مدبرا تنفيذا للتهديدات ضد القوات الدولية التي كان اطلقها سابقا قياديون من «فتح الإسلام» وتنظيم «القاعدة».

وذكرت المصادر العسكرية اللبنانية ان المدرعة الإسبانية فجرت بواسطة عبوة ناسفة زرعت حديثا يتم التحكم بها عن بعد.

والجدير بالذكر أنها المرة الاولى التي تستهدف فيها قوا «اليونيفيل» بهذه الطريقة بعد ان اقتصرت المواجهات معها على قطع الطرق التي تمر بها دورياتها وفي بعض الحالات على اشتباكات بالأيدي كان يحتويها الجيش اللبناني في المنطقة.

وكان انفجار العبوة قويا الى درجة ان اصداءه سمعت في اماكن بعيدة وصولا الى منطقة النبطية. ولحظة وصول العناصر الأمنية وفرق المسعفين سمع دوي انفجار ثان تبين انه ناتج عن انفجار خزان المازوت في الآلية التي اشتعلت، وهي مصفحة من نوع «فاب» كانت تقوم بأعمال الدورية عندما انفجرت العبوة بها.

يذكر ان تدابير اتخذتها القوات الدولية في اعقاب تلقيها تهديدات عدة باستهدافها. وتجزم المصادر السياسية والامنية في الجنوب بأن الحادث خطير جدا وستكون له انعكاسات وتداعيات على عمل القوات الدولية التي تنتشر في الجنوب انفاذا للقرار 1701 ويقدر عديدها بحوالي 12 ألف عنصر ينتمون الى جنسيات متعددة. واشارت معلومات امنية الى ان الآلية كانت تقل ثمانية جنود اسبان قتل خمسة منهم وجرح ثلاثة. واشارت مصادر طبية الى ان اثنين من القتلى احترقا داخل المصفحة وان انفجار خزان الوقود ادى الى انفجار الذخائر التي كانت داخل الآلية ما عرقل عمل فرق الانقاذ.

وذكرت مصادر امنية ان الخبراء العسكريين لم يستطيعوا تحديد قوة العبوة ونوعيتها. لكنهم اجمعوا على انها من النوع المتطور. وقد ضرب طوق محكم حول مكان الانفجار، اذ نفذت القوات الدولية والجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية انتشارا واسعا وبدأت مسحا للمنطقة خشية وجود متفجرات اخرى وبهدف التوصل الى خيوط عبر ادلة ما قد يتم العثور عليها.

وكان الاحد الماضي شهد حادثا امنيا تمثل باطلاق صواريخ كاتيوشا من جنوب لبنان على مستوطنة كريات شمونة. ولم تتبن اي جهة هذه العملية. وساد اعتقاد بان جهة فلسطينية تقف وراءه.

هذا، واستنكر حزب الله بشدة «الاعتداء الذي استهدف اليوم (امس) قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان». واعتبر، في بيان اصدره، ان ما حصل «عمل مشبوه يضر بأهل الجنوب ولبنان ويساهم في المزيد من العبث بامن واستقرار لبنان وبالاخص جنوبه المقاوم».

وكذلك استنكرت حركة «أمل»، التي يرأسها نبيه بري، الحادث وقالت في بيان اصدرته امس انها تعتبر نفسها مستهدفة بهذا «الانفجار الآثم».