المالكي: لا نهضة في العراق بدون صحافة حرة.. تنبذ ثقافة الكراهية

الصحافيون العراقيون يحتفلون بمرور 138 عاما على إصدار أول مطبوعة

TT

أحيت الصحافة العراقية أمس الذكرى الثامنة والثلاثين بعد المائة لصدور اول مطبوعة في بلد يعتبر الاخطر في العالم حاليا بالنسبة للعاملين في هذه المهنة.

وقال شهاب التميمي نقيب الصحافيين «أطلقنا على هذه المرحلة تسمية (مرحلة التغيير) ونريدها ان تتجسد عبر إنجازات ملموسة، لكن باستثناء ما حصلنا عليه من حرية في التعبير.. فان ظواهر كثيرة موروثة او مستجدة تظل جاثمة على صدورنا». وتابع «اتحدث باسم من تبقى من الصحافيين بعد ان فقدنا 230 زميلا فيما اختار عدد اكبر الابتعاد عن مهنة المخاطر وليس مهنة المتاعب فقط». وحضر الاحتفال وزراء ونواب وعشرات الصحافيين لإحياء ذكرى صدور «الزوراء» في 15 يونيو (حزيران) 1869. وأكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أن التضحيات التي قدمها الصحافيون أخيرا كانت كبيرة، للوصول الى «عراق تعددي آمن مستقر ومزدهر»، مشيرا الى ان «شهداء الصحافة» الذين سقطوا هم «شهداء العراق». وقال في كلمة مكتوبة إن ما يواجهونه حاليا، ما هو إلا محاولة لخنق صوت الحرية.

وتحدث المالكي في كلمته عن النظام السابق، مشيرا الى انه دأب على محاربة حرية التعبير والنقد والرأي الآخر والتعددية السياسية، «وحرّف مهمة الصحافة من الاعلام الى الدعاية ومن إيصال الحقيقة والكلمة الصادقة الى حجبها». وقال «لم يكن الحصول على المعلومات حرا ومتاحا إلا عبر قنوات النظام، ويكفي لتوصيف هذه الحالة البائسة ان الأطباق اللاقطة والهواتف المحمولة ممنوعة والانترنت كانت تحت الرقابة الصارمة للاجهزة القمعية، ولم يتركوا هامشا للحرية إلا ما يتعلق بالإشادة بالنظام وتحويل نكساته وهزائمه الى انتصارات وهمية». وأشار المالكي الى ان هذه الاجراءات ساهمت في دفع الكثير من الصحافيين المبدعين «اما الى الانزواء واحتراف مهن أخرى، او الهجرة الى خارج العراق»، مبينا انه «وبسبب السياسة البوليسية التي انتهجها النظام الدكتاتوري، تقلصت اعداد الصحف والمجلات بشكل لم يسبق له مثيل وبلغت سطوة الرقابة ذروتها». وأضاف «بلغ من استهتار العائلة الحاكمة واستخفافها بشريحة الصحافيين، ان أوكلت المناصب الصحافية المهمة الى اشخاص يعدون من ألد أعداء حرية الصحافة والذين كانوا يمارسون هواية إذلال وتعذيب الصحافيين حتى السائرين منهم في فلك النظام».

وثمن رئيس الوزراء عاليا التضحيات الغالية لشهداء وشهيدات الصحافة؛ قائلا انهم «شهداء العراق وسيبقون في ضمائرنا نستمد منهم الاصرار والعزم على تخليص البلاد من شرور الارهاب وأعداء الحرية». من جهته، قال ممثل نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي «نشد على أيدي الصحافيين الذين يضعون بين أيدي القراء الكلمة الصادقة رغم المخاطر التي يتعرضون لها، وأتمنى لهم السداد؛ فالقلم الذي يحملونه هو امانة كبيرة مهنية ووطنية». وقال فاضل ثامر رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب «الاعلام العراقي في خندق متقدم لكنه يدفع ثمن الحرية التي نتطلع الى تحقيقها».

بدوره، قال النائب مثال الآلوسي «نتباهى بوجود العشرات من الصحف والفضائيات ولا أدري من أين تتلقى تمويلا، من جيوب المواطنين ام من الأموال التي تعبر الحدود؟ وما اكثر ذلك». وأضاف «لا وجود لأمة او شعب بدون صحافة او فن لكن لا يمكن ان تكون هناك امة ومسؤولون في الدولة هم من القتلة.. من الصعوبة قول الحق في زمان يحمل فيه أي كان السلاح».

وقرأ جبار الشمري كلمة الأمانة العامة للاتحاد الدولي للصحافة، موضحا ان 15 يونيو «هو يوم حداد أكثر منه يوم احتفال بسبب الخسائر في الارواح التي تكبدتها الصحافة». وكان كويشيرو ماتسورا المدير العام لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) قال إنه «في مواجهة الارتفاع المأساوي لعدد الصحافيين والعاملين في وسائل الاعلام الذين قتلوا في العراق (...) ندعو السلطات العراقية والدولية الى بذل كل ما بوسعها لوضع حد لهذه الجرائم».

ووجه اتحاد الصحافيين العرب رسالة مفتوحة الى بان كي مون الأمين العام للامم المتحدة ولويزا اربور مفوضة حقوق الانسان في جنيف تطالب المجتمع الدولي ومنظماته وهيئاته بتوفير الحماية اللازمة للصحافيين العراقيين.