أزولاي: الصويرة عنوان للمغرب المنفتح المتقدم من دون عقد

قال إنه يعتبر نفسه حارسا لذاكرة وروح المدينة من الضياع

TT

قال أندريه ازولاي، الرئيس المؤسس لجمعية «الصويرة موغادور» المنظمة لمهرجان «كناوة.. وموسيقى العالم»، إن الصويرة هي عنوان للمغرب المنفتح الذي يتقدم من دون عقد في هويته وقيمه، مع وفاء كبير للذاكرة، ومن دون تخوف من الذهاب نحو الآخر والانفتاح على كل أنواع الموسيقى والثقافات والديانات والأعراق.

واضاف ازولاي في حديث لـ«الشرق الأوسط»، ان «مهرجان الصويرة هو مهرجان ننظمه لكي نتقاسم فيه مع زوار المدينة، مغاربة وأجانب، كل ما نحب. وهو لحظة سعادة، وهذه هي نقطة قوته، مقارنة بمهرجانات عالمية أخرى».

وفي ما يلي نص الحديث:

> عاشت الصويرة في الايام الماضية على إيقاع مهرجان «كناوة.. وموسيقى العالم»، ماذا أعطى للمهرجان للمدينة؟

ـ مهرجان «كناوة.. وموسيقى العالم»، ليس المهرجان الوحيد الذي ينظم بالصويرة، لكنه الأهم من حيث صيته وجمهوره. وهو لا يقوم على الموسيقى، فقط، بل على القيم، أيضاً: قيم التشارك والانفتاح والحداثة. كما أنه يمثل لحظة سعادة لجهة أننا نجد أنفسنا أمام تراثنا وثقافتنا المتجذرة في تاريخ المدينة. مهرجان الصويرة هو مهرجان ننظمه لكي نتقاسم فيه مع زوار المدينة، مغاربة وأجانب، كل ما نحب. وهو لحظة سعادة، وهذه هي نقطة قوته مقارنة بمهرجانات عالمية أخرى.

مع المهرجان، وتتابع دوراته، تطورت المدينة على مستوى بنيات الاستقبال والمشاريع التي تم الانخراط فيها أو يتم التفكير فيها. قبل عام 1991 كان بالمدينة أقل من عشرة فنادق، اما اليوم فهناك أكثر من 200 فندق. أما عدد المطاعم فارتفع من 10 إلى أكثر من 100. لم يكن هناك مطار ولا مخططات لتنمية المدينة، اما الآن فهناك مخطط «آزور»، الذي سيمنح المدينة ملاعب للغولف مع برنامج سكني وعمراني مهم. والى جانب العمل، الذي يتم على مستوى الطريق السيار الرابط بين مراكش وأكادير، هناك تفكير لربط مراكش بالصويرة عبر شيشاوة في زمن أقل. كما أن هناك حرصاً على أن تترافق التنمية السياحية والعمرانية مع تطور على مستوى بنية المدينة ككل.

كل هذا العمل نقوم به مع انتباه أكبر لجعل التطور يتجه نحو ضواحي المدينة حتى يكون متماشياً مع خياراتنا على مستوى برنامج التنمية في إطار المحافظة على موروث المدينة.

> ماذا تمثل الصويرة كمدينة وروح بالنسبة إليكم؟

ـ الصويرة هي عنوان للمغرب المنفتح الذي يتقدم من دون عقد، المغرب المتجذر في هويته وقيمه مع وفاء كبير للذاكرة، ومن دون تخوف من الذهاب نحو الآخر والانفتاح على كل أنواع الموسيقى والثقافات والديانات والأعراق. مدينة الصويرة هي المدينة التي رسمها وتخيلها ملك علوي، قبل أكثر من ثلاثة قرون، هو السلطان سيدي محمد بن عبد الله. وإلى حدود بداية عقد التسعينات من القرن الماضي، كانت الصويرة مجرد مدينة في طريقها نحو الفناء والضياع. كانت مدينة مهمشة، ولكنها، انطلاقاً من التسعينات، وخصوصاً مع دورات «مهرجان كناوة وموسيقى العالم»، استطاعت أن تنفتح على مستقبل واعد. واليوم، أعاد ما نقوم به للمدينة اعتبارها وتألقها. لكن الأساسي يبقى في أن نحافظ لها على موروثها الثقافي وذاكرتها وأن نعمل في اتجاه كل التقاطعات الممكنة بين مختلف الحساسيات والروحانيات والديانات والأعراق. وأظن أن الرهان كان جيداً، ويبدو أننا ربحناه بنسبة كبيرة، مع أنه لا يزال أمامنا هامش للعمل والابتكار مع الثقة في المستقبل أكثر. والحمد لله أن نجاحنا صار واضحاً وملموساً. وحين نقارن بين ماضي الصويرة وحاضرها، يمكننا القول إننا نعيش ثورة فعلية وإيجابية يعبر عنها اقتصاديا واجتماعيا، وعبر مختلف المستويات. لكن الأساسي في كل هذا أننا استطعنا أن نعطي المدينة كل هذه الدينامكية من دون أن نفقدها روحها وقيمها الحضارية وموروثها الثقافي. ونحن في هذا التوجه نعتبر أنفسنا حراس ذاكرة وروح الصويرة من الضياع والاندثار. وهي ذاكرة يمكن التعبير عنها بالبنايات، كما يمكن التعبير عنها بالقيم التي ندافع عنها أيضاً.

> مع التطور الذي تعيشه الصويرة والصيت الذي صار لها… ألا تتخوفون من أن تجتاح المدينة موجة غلاء، كما حدث مع مدن مغربية أخرى، مثل مراكش؟ ـ نحن، مع الأسف، نوجد ضمن هذا المنطق. فالعرض أقل من الطلب. وحين نكون ضمن هذه المعادلة فالأثمان لا بد لها أن ترتفع.

> كيف تتصورون الصويرة بعد عشر سنوات أخرى؟

ـ ستواصل تطورها لكن مع المحافظة على روحها وموروثها. بيد ان هدفنا الأساسي سيبقى دائماً هو أن نجعل التطور في خدمة المدينة.