رايس تصر على تعليق إيراني كامل لتخصيب اليورانيوم

اعتبرت التعليق الجزئي فكرة غير حكيمة

TT

أصرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، أمس، على ضرورة ان تعلق ايران تخصيب اليورانيوم بشكل كامل، مستبعدة فرضية التعليق الجزئي التي أثيرت مرارا في الأوساط الدبلوماسية الأوروبية.

وقال الوزيرة الاميركية لعدد من الصحافيين في الطائرة التي اقلتها الى باريس حيث ستشارك في مؤتمر حول السودان «في احاديثي مع نظرائي، الجميع يفهم ويشدد على اهمية التزام قرار مجلس الامن حول تعليق» التخصيب.

وأضافت حسب وكالة الصحافة الفرنسية «أبلغني نظرائي أنهم لا يرغبون في تقليص شروطهم»، مشددة على ان تعليق التخصيب ينبغي ان يكون كاملا ليحمل دلالة.

وتابعت رايس «لا ادري ماذا يعني التعليق الجزئي، لا ادري ماهية التعليق الجزئي، وهذا الأمر لا يبدو لي فكرة حكيمة».

وتتحدث مصادر دبلوماسية قريبة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن امكان طلب تعليق «جزئي» من إيران، وذلك لإقناع المتطرفين في النظام الايراني ببدء مفاوضات مع القوى الست الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين).

وأعلنت رايس نيتها مناقشة الملف النووي الايراني اليوم مع الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الذي التقى اخيرا في لشبونة كبير المفاوضين الايرانيين علي لاريجاني.

ويشارك سولانا بدوره في المؤتمر حول دارفور، وأعرب عن رغبته في مواصلة الاتصالات مع ايران، الامر الذي وافقت عليه رايس.

وقالت «نحتاج دائما الى قناتين متوازيتين: واحدة للجوء الى مجلس الامن واخرى لإعطاء فرصة للمفاوضات». وأضافت «اعتقد أن خافيير (سولانا) سيساعدنا في تقويم الآمال المتبقية على صعيد الحوار».

وكان خافيير سولانا قد قال في وقت سابق إن محادثاته أول من امس مع كبير المفاوضين الايرانيين بشأن الملف النووي كانت بناءة، معربا عن أمله في عقد جولة اخرى من المحادثات خلال ثلاثة أسابيع. وبعد اربع ساعات من المحادثات مع المبعوث الايراني علي لاريجاني في لشبونة، قال سولانا للصحافيين «كان اجتماعا بناء.. علي ان اقول لكم إنه في غضون ثلاثة أسابيع على الارجح سنحاول ان نرى اذا كان يمكننا الاجتماع مرة اخرى». يذكر ان الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا والصين بدأت مناقشة فرض مجموعة ثالثة من عقوبات الامم المتحدة ضد ايران بسبب مخاوف من انها تحاول تصنيع اسلحة نووية سرا.

وفي زيادة للضغط على طهران، اقترح مشروع قرار بريطاني جديد لعقوبات الامم المتحدة حرمان الخطوط الجوية الايرانية والسفن الايرانية من حقوق الهبوط والعبور واحتمال تجميد أصول اثنين او اكثر من البنوك الإيرانية.

وقال لاريجاني إن ايران تريد تسوية نزاعها النووي مع الغرب من خلال الدبلوماسية، ووصف اجتماعه مع سولانا بأنه كان جيدا. وسئل لاريجاني عما اذا كان اصدار قرار جديد من الامم المتحدة بفرض عقوبات على ايران يمكن ان ينهي محادثاته مع سولانا، فقال اذا كانت بعض الدول المغامرة تريد قطع عملية الدبلوماسية فقد يكون لهذا بعض التأثير. وفرض مجلس الامن التابع للامم المتحدة مجموعتين من العقوبات علىايران بعد عدم تلبية طهران طلب المنظمة الدولية بوقف تخصيب اليورانيوم.وتعمل ايران منذ فبراير (شباط) على توسيع نطاق عمليات الطردالمركزي في مجمع نطنز للتخصيب في محاولة لانتاج وقود على نطاق صناعي.

وتقول ايران إن برنامجها النووي تجاوز نقطة اللاعودة، وتريد اعادة ملفها النووي الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا؛ وهو ما يضع حدا للضغوط بفرض عقوبات، لكن القوى الغربية ترفض ذلك. وبعد اجتماع دام ساعتين في فيينا، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي يوم الجمعة، انه اتفق مع لاريجاني على وضع خطة عمل خلال شهرين بشأن كيفية تبديد المخاوف الحالية بشأن برنامج ايران النووي المثير للجدل.

وفي القضية النووية التي عادة ما يتم مقارنتها بإيران، رحبت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، أمس «بالمؤشرات الايجابية» الصادرة عن بيونغ يانغ بشأن برنامجها النووي، مذكرة بأن الولايات المتحدة «تتوقع فعلا» إغلاق مفاعل يونغبيون النووي قريبا، وهو اكبر مجمع نووي في كوريا الشمالية.

وقالت رايس «اننا نتوقع فعلا وفاءهم بالتزاماتهم». وأضافت «لا أعلم بالتحديد كم من الوقت سيستغرق ذلك، لأن ثمة مسائل تقنية مرتبطة بإغلاق المفاعلات، لكنني أقول ان ثمة مؤشرات ايجابية صدرت عن الكوريين الشماليين حول نيتهم الوفاء بالتزاماتهم».

وقالت «سنرى»، معربة عن ارتياحها «للعمل الجيد» الذي انجزه الموفد الاميركي الى بيونغ يانغ كريستوفر هيل خلال الاسبوع الحالي.

وينتظر وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الثلاثاء الى كوريا الشمالية.

وكان نظام كيم جونغ ايل قد دعاهم لمناقشة اغلاق يونغبيون (شمال) في اول مرحلة من الاتفاق السداسي المبرم في الثالث عشر من فبراير (شباط) في بكين، والذي وعدت بمقتضاه كوريا الشمالية بالتخلي عن أسلحتها النووية.

وينص الاتفاق الذي وقعته الكوريتان والولايات المتحدة والصين واليابان وروسيا، على أن تقوم كوريا الشمالية بعد إغلاق موقع يونغبيون بتفكيك كامل برامجها النووية. وفي المقابل تلقى كوريا الشمالية الدولة الفقيرة مساعدة كبيرة في مجال الطاقة.