طالبان تحتجز 18 خبيرا أفغانيا في إزالة الألغام

أفغانستان: «الناتو» يعترف بالتقصير ومقتل مدنيين في عملية شنها على الحدود الباكستانية

TT

قال مسؤولون ومتمردون امس ان مقاتلي طالبان احتجزوا 18 خبيرا أفغانيا في مجال إزالة الالغام وهددوا بقتلهم اذا تبين أنهم يعملون لصالح القوات التي تقودها الولايات المتحدة في البلاد. واحتجز المقاتلون المجموعة، ومعها اربعة كلاب مدربة على شم الالغام، اول من أمس، في منطقة اندار في اقليم غزنة، وهو جزء من المناطق الخطرة التي تعد من معاقل طالبان بشرق وجنوب البلاد.

وقال الملا صفي الله احد قادة طالبان لرويترز بالهاتف عبر الاقمار الصناعية: «تحقيقنا جار وبعده سنقرر ماذا نفعل». وقال شهاب حكيمي مدير مركز تحديد مواقع الالغام باستخدام الكلاب، ان تسعة من موظفيه وتسعة اخرين من وكالة التخطيط لازالة الالغام خطفوا تحت تهديد السلاح.

وأضاف: «ظلوا على مدى الثمانية عشر عاما الماضية يعملون في افغانستان من أجل افغانستان»، مناشدا طالبان اطلاق سراح الخبراء. ولا تزال أفغانستان واحدة من أكثر دول العالم، التي تنتشر فيها الالغام، نتيجة عقود من الصراع وعشرة أعوام من الاحتلال السوفياتي. ويعكف عدد من المنظمات غير الحكومية على تنفيذ عمليات لازالة الالغام في البلاد، وحظيت أنشطتها بدعم جيد في الداخل وفي الغرب في اعقاب الحملة الدولية التي قادتها الاميرة الراحلة ديانا.

وقال حكيمي لرويترز، ان «قائد طالبان الملا عمر أعطى من قبل أوامر بوضع حماية لمزيلي الالغام وانه يأمل في أن يظل ذلك ساريا. وأضاف: «اذا كان قادة طالبان الكبار يعلمون بذلك الامر، فإني على يقين من امكانية حل المسألة». وقال ان طالبان لم تعلن مطالب مقابل الافراج عنهم. وتابع بقوله «انهم حذروا من أنهم سيقتلونهم اذا اشركنا القوات الاجنبية». وأعدم مقاتلو طالبان عددا من الاجانب اتهموهم بالتجسس أو العمل لصالح القوات الاجنبية، التي تقودها الولايات المتحدة منذ الاطاحة بالحركة في ديسمبر (كانون الاول) من عام 2001. وفي ميونيخ أفاد تقرير لمجلة «فوكوس» الالمانية الاخبارية، في عددها الذي يصدر اليوم، بأن اثنين من مراسليها في أفغانستان شاهدا وسجلا عمليات تعذيب، وكذلك عمليات إعدام وهمية قام بها جنود أميركيون وأفغان في مقاطعة غزني.

وذكر المراسلون الصحافيون التابعون للمجلة، أنهم شاهدوا جنديا أميركيا وزميله القائد الافغاني يربطان أحد المشتبه فيهم بحزام على مركبة عسكرية ويهددانه بعد تقييد يديه بسحبه بالسيارة على الارض المليئة بالحجارة، مما كان سيعني وفاته بعد عدة أمتار.

وأضاف تقرير المجلة أن الجندي الاميركي قام بتشغيل محرك المركبة العسكرية وتركه دائرا لمدة دقيقتين إمعانا في تهديد المشتبه فيه أثناء التحقيق معه بقرية نياسولاه. وعلل السرجنت الاميركي جيمس هيل للمجلة استخدام تلك الوسائل في التحقيق بأنها أثبتت «فاعليتها»، وأضاف أنه يعلم أمر طفل في الثالثة عشرة من عمره، تم تهديده بقتله بالرصاص، فأدى ذلك إلى إدلائه بمعلومات مهمة.

وأشار تقرير المجلة إلى واقعة اخرى لنفس وحدة الجيش الاميركي حيث شاهد المراسلان الصحفيان كيف قام قائد أفغاني أمام زملائه من الجنود الاميركيين بضرب رجل طاعن في السن باللكمات وبقبضة مسدسه حتى غاب الرجل عن الوعي. ومن جهة اخرى اعترفت قوة حلف شمال الاطلسي «الناتو» امس بان عملية جوية وبرية ضد مجموعة من المتمردين على الحدود مع باكستان اسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين، غداة اعلان السلطات الباكستانية مقتل تسعة مدنيين.

وذكرت القوة الدولية للمساعدة على احلال الأمن في افغانستان (ايساف) التابعة للحلف اول من امس، ان حوالي ستين من مقاتلي طالبان قتلوا قبيل الفجر في غارات جوية وبرية في منطقة بارمال في ولاية بكتيكا (جنوب شرق) قرب الحدود الباكستانية. وقال المتحدث في الجيش الباكستاني وحيد ارشاد ان تسعة مدنيين، هم افراد اسرة واحدة، قتلوا في المنطقة القبلية في شمال زيرستان بصاروخ اطلقته قوة الحلف من الاراضي الافغانية وسقط فوق منزل.