مؤتمر المصالحة الوطنية الصومالية في مفترق طرق

وزير الدفاع السابق يتهم الرئيس بمحاولة اغتياله

TT

تلاحقت الانفجارات مدوية في سماء العاصمة الصومالية مقديشو ومناطق أخرى، رغم حظر التجول المفروض على العاصمة وحملات التمشيط المستمر التي تقوم بها القوات الحكومية مما ينذر بخطورة الموقف الأمني، يأتي هذا متزامناً مع الإعلان عن الموعد النهائي لمؤتمر المصالحة الوطنية المزمع عقده في منتصف الشهر القادم والذي تأجل من قبل لأكثر من مرة. إلى ذلك قتل أمس جنديان إثيوبيان وجرح اثنان آخران عندما فجر مجهولون قنبلة مزروعة على طريق كانت تستخدمه قافلة عسكرية إثيوبية وصومالية مشتركة بمنطقة «فجح» شمال مقديشو وفتح الجنود النار عقب وقوع الانفجار مما أدى إلى جرح عدد من المدنيين والقي القبض على 20 آخرين للتحقيق معهم.

وقالت مصادر أمنية إن الانفجار الذي أحدث دويا هائلا تقف خلفه عناصر من تنظيم القاعدة وحركة شباب المجاهدين المناوئة للوجود العسكري الإثيوبي في البلاد.

وفي أحداث عنف متصلة وبحسب وكالة رويترز، قتل صوماليان يعملان في وكالة إغاثة مساء اول أمس في مدينة البريدة (480 كم شمال غربي مقديشو) في أول هجوم على موظفي الإغاثة، كما ألقى مجهولون ثلاث قنابل يدوية في سوق بكارة أهم الأسواق التجارية بالعاصمة وأكثرها ازدحاما، ما أسفر عن سقوط أربعة أشخاص ما بين قتيل وجريح، أحدهم من قوات الشرطة الصومالية.

وأكدت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اكثر من 3500 شخص فروا من مقديشو في يونيو (حزيران) وسط العنف المتصاعد في المدينة، وأشارت إلى عملية نزوح أكبر، حيث فر 10000 شخص من القتال بين القبائل المتنافسة في مدينة كيسمايو وحولها. على صعيد آخر قام الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أمس بزيارة مفاجئة وغامضة إلى السجن المركزي في العاصمة الصومالية مقديشو وسط إجراءات أمنية مشددة، فيما اتهمه وزير دفاعه السابق بالتواطؤ والتخطيط مع رئيس الوزراء على محمد جيدي من اجل اغتياله وتصفيته جسديا.

وقال مسؤولون صوماليون إن برى أصيب إصابة بالغة جراء الحادث الذي أدى إلى فقدان سائقه لقدميه على الفور بينما قتل أحد حراسه وأصيب حارسان آخران، وأشاروا إلى احتمال نقل بري إلى العاصمة الكينية نيروبي لتلقي العلاج.

من جهة أخرى رفضت المحاكم الإسلامية قبول دعوة رسمية وجهها إلى بعض قيادتها الرئيس الصومالي الأسبق علي مهدي محمد رئيس اللجنة المكلفة الترتيب لعقد مؤتمر المصالحة الوطنية لحضور المؤتمر الذي سيبدأ جلساته المطولة منتصف الشهر المقبل في العاصمة الصومالية مقديشو.

وتأكيدا لما أعلنه مهدي فقد أوضح إبراهيم حسن عدو رئيس مكتب العلاقات الخارجية بالمحاكم الموجود حاليا في العاصمة القطرية الدوحة أنه تلقى بالفعل دعوة رسمية لحضور المؤتمر، لكنه اقترح في المقابل على مهدي الاتصال بقيادات المحاكم الموجودين في أسمرة، في إشارة إلى الشيخ شريف شيخ أحمد رئيس المجلس التنفيذي للتنظيم الذي فقد سيطرته على العاصمة الصومالية مقديشو نهاية العام الماضي.

واشترط إبراهيم عدو انسحاب القوات الإثيوبية أولا قبل موافقة المحاكم على المشاركة في أي مؤتمر للمصالحة داخل الصومال، وفي المقابل اشترطت الحكومة الانتقالية لمشاركة قيادات من المحاكم تخليهم عن العنف وإلقاء السلاح وانضمامهم للعملية السياسية على اساس العشيرة.

وهو ما يضع المؤتمر في مهب الريح رغم تفاؤل علي مهدي الذي أعرب في تجمع محلي بالعاصمة الصومالية مقديشو قبل يومين عن أمله في أن ينجح المؤتمر ويحقق الأهداف المرجوة منه، مؤكداً أن المؤتمر سيعقد في موعده ولن يتم تأجيله مجددا بعد حصوله على دعم المجتمع الدولي.