بلير عازم على مباشرة مهامه في الشرق الأوسط «فورا» ويعتبرها تحديا ضخما

سياسته الخارجية تلقي بثقلها على دوره الجديد

TT

أعلن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير امس انه سيباشر على الفور مهامه كموفد للجنة الرباعية الى الشرق الاوسط في ظل شكوك حول امكان نجاحه في هذه المهمة الشائكة ومدى تأثير سياسته السابقة على دوره الجديد. وفي تصريحات لصحيفة محلية، قال رئيس الوزراء البريطاني السابق «سابدأ فورا وسأتوجه الى هناك على الارجح في يوليو».

واضاف في حديث نشرته صحيفة نورذرن ايكو المحلية في دائرته الانتخابية سيدجفيلد (شمال شرق انكلترا) «انه تحد ضخم وسيأخذ مني الكثير من الوقت».

وقال بلير «علي ان امهد الطريق للتوصل الى تسوية عبر التفاوض، ولتحقيق ذلك علينا تهيئة الفلسطينيين لقيام دولة».

وأوضح «لا بد من وجود دولتين دولة اسرائيل تتمتع بالأمن ودولة فلسطينية قابلة للاستمرار لها مؤسساتها وقدراتها وإلا فلن يكون هناك اتفاق. هذا هو الواقع». وتابع «أينما ذهبتم في العالم انها المسألة التي تقلق الجميع ليس فقط بسبب وضع الاسرائيليين والفلسطينيين الصعب، بل ايضا لما يرمز اليه هذا النزاع وما يكشف عن حالة العلاقات بين الغرب والعالم الاسلامي والثقافات والديانات المختلفة. انها نقطة محورية».

وفي ردود الفعل على تعيين بلير، أعربت الحكومة الاردنية عن املها في أن يتمكن من «اعطاء دفعة» للجهود المبذولة لاستئناف مفاوضات السلام.

ونقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) عن المتحدث الرسمي باسم الحكومة ناصر جودة قوله «نأمل في ان يتمكن بلير من اعطاء دفعة للجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات السياسية في اطار عملية السلام».

واكد جودة «ضرورة ان تكون هذه المفاوضات السياسية في اطار جدول زمني محدد وواضح يتجسد خلاله حل الدولتين المتصور في خطة خارطة الطريق التي تشرف اللجنة الرباعية على تنفيذها والتي تشكل مبادرة السلام العربية احدى مرجعياتها وصولا الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة»، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وهنأت كندا بلير على منصبه الجديد وأكدت على دعمها له من اجل إحياء عملية السلام.

وقال وزير الخارجية بيتر ماكاي «نظرا الى خبرته وتمسكه بهذه القضية، نحن مقتنعون بان بلير سيقدم مساهمة مهمة لبناء شروط احياء عملية السلام».

وفي اسرائيل والاراضي الفلسطينية، سارعت حماس الى انتقاد تعيين بلير لهذه المهمة، معتبرة انه حليف لإسرائيل.

وقال غازي حمد المسؤول بحركة حماس في غزة: إن الحركة لا تتوقع أن يكون دور بلير نزيها في أي قضية لها صلة بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي أو أي قضية عربية اخرى.

من جانبها، رحبت اسرائيل بالتعيين وقال مسؤول اسرائيلي لوكالة رويترز «نعتقد أن رئيس الوزراء بلير مطلع للغاية على الوضع ومدرك لأبعاده وأنه سيمثل اضافة ايجابية للغاية لعملية السلام في الشرق الاوسط». ويواجه بلير مهمة شاقة بعد توقف المباحثات الاسرائيلية الفلسطينية منذ سبع سنوات وصعود حماس والهجمات الصاروخية على اسرائيل والانتقام الاسرائيلي القاسي.

كما ان مواقفه السابقة ، أكانت تأييده الحرب على العراق أم حرب اسرائيل ضد لبنان وعلاقته الوثيقة بالرئيس الاميركي جورج بوش، كلها تجعل منه شخصية مثيرة للجدل ولا توحي بالثقة بالنسبة للرأي العام في العالم العربي. وتعول واشنطن على مساعدة بلير لها في مهمة اساسية وهي إعادة اطلاق مباحثات اقامة الدولة الفلسطينية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وسعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس وهي وراء فكرة تعيين بلير لهذه المهمة، خلال السنة المنصرمة الى اعادة الولايات المتحدة لعملية السلام التي توقفت في العام 2000.

وتتباين آراء المحللين والخبراء في مدى حظوظ نجاح بلير في مهمته الجديدة. فيقول رينالد ديل، الاستاذ الجامعي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: «توني بلير لن يمثل الولايات المتحدة فقط بل الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، خصوصا ان الامر سيشكل ثقلا موازيا للولايات المتحدة عبر اظهار تفهم اكبر تجاه الفلسطينيين».

وقالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان توني بلير سيكلف بمساعدة هذه الهيئة بفضل «خبرته السياسية»، لكن «المسؤولية السياسية ستبقى ملقاة على كاهل» الرباعية.

وردا على سؤال اثناء مؤتمر صحافي حول احتمال إثارة تعيين رئيس الوزراء البريطاني السابق استياء في اوروبا او المانيا، قالت ميركل ان «توني بلير رجل يتمتع بخبرة سياسية كبيرة».

واعربت ميركل ايضا عن قناعتها بأن بلير يمكن ان يقدم «مساهمة جيدة ومهمة» اذا ما وضعت خبرته «في خدمة حل النزاع في الشرق الاوسط» بمعنى حل يقوم على دولتين.