قلق إسرائيلي من نجاح الفلسطينيين في إصابة الدبابة الأكثر تحصينا عالميا

جرح 8 جنود بينهم ضابط إصابته بالغة في توغل بنابلس

TT

اعترفت قيادة الجيش الإسرائيلي بأن 8 من جنوده أصيبوا فجر امس بجراح متفاوتة لدى انفجار عبوة ناسفة قرب عناصر وحدة اسرائيلية، خاصة كانت تقتحم البلدة القديمة من مدينة نابلس، وسط الضفة الغربية. وذكرت المصادر العسكرية الإسرائيلية أن أحد الضباط أصيب بجراح بالغة جراء الانفجار.

في غضون ذلك ابدى الجيش الاسرائيلي قلقاًً شديداً من قدرة المقاومين الفلسطينيين من اصابة دبابة «ميركافا ـ 4»، اكثر الدبابات في العالم تحصيناً اثناء عملية اقتحام حي «الشجاعية»، شرق مدينة غزة، اول امس. ونقلت صحيفة «معاريف» في عددها الصادر امس أن اثنين من الجنود اصيبا عندما كانا داخل الدبابة بسبب اطلاق قذائف الار بي جي عليها. واضافت الصحيفة أن الجيش يطبق في السنة الاخيرة بحرص دروسا تعلمها من حرب لبنان الثانية. وذكرت أن الجيش الاسرائيلي وقع على عقد جديد مع شركة رفائيل لإضافة تحصينات على جزء مهم من دباباته بوسائل جديدة تسمى «سترة ريح»، التي من شأنها أن تشخص الصواريخ المقتربة من الدبابة واطلاق سلاح مضاد لها بحيث أن «صواريخ العدو» تنفجر قبل أن تصل الى الدبابة. وكان المئات من عناصر الوحدة الخاصة التابعة للوائي المظليين وناحل، تعززهم اكثر من 100 مصفحة ودبابة وجرافة قد اقتحموا من كافة المحاور، نابلس تحت وابل من اطلاق النار الكثيف، وانتشرت وسط المدينة، وعلى أطراف البلدة القديمة وفي العديد من الأحياء في مناطق مختلفة. وحسب المصادر نفسها، فإن الجنود الإسرائيليين اعتقلوا خلال الحملة فادي أبو شرخ احد نشطاء كتائب شهداء الاقصى ـ الجناح العسكري لحركة فتح، من عمارة العسالي بشارع 15 غرب نابلس. وقالت مصادر فلسطينية ان القوات الإسرائيلية اقتحمت منزل احمد الطبوق، الناشط في شهداء الاقصى الذي قتل في عملية اغتيال اسرائيلية، والكائن في حي الحبلة واعتقلت كل من وُجِدَ بداخله قبل أن تقوم بتفجيره، اضافة الى اقتحام حوش السيريسي وحرز الله وأبو زنط. ونقل عن شهود عيان القول إن قوات إسرائيلية احتلت العديد من البنايات المحيطة ببعض المستشفيات، ومنها بناية «شموط»، المطلة على مستشفى رفيديا، وعدد من البنايات المحيطة بالمستشفى الوطني. واضاف الشهود أن القوات الغازية فجرت محول الكهرباء في شارع عمان شرق المدينة، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي.

وأعلنت القوات الإسرائيلية البلدة القديمة ومحيطها منطقة عسكرية مغلقة، ونشرت آلياتها في محيط المستشفيات ومنعت المواطنين من الوصول اليها للعلاج. وحولت العشرات من المنازل داخل البلدة القديمة ومحيطها الى ثكنات عسكرية ونقاط مراقبة كما تقوم بعملية اقتحام وتفتيش لمنازل المواطنين داخل البلدة القديمة من منزل الى منزل.

وقال الدكتور غسان حمدان، مدير الإغاثة الطبية في نابلس، إن القوات الإسرائيلية منعت سيارات الإسعاف من الوصول الى مكان العملية.

وتقدمت القوات الإسرائيلية باتجاه سجن جنيد الذي تحتجز فيه الاجهزة الامنية الفلسطينية عددا من قادة وعناصر حركة حماس الذين تم اعتقالهم في الآونة الاخيرة. وكان ذوو المعتقلين قد حذروا السلطة الفلسطينية من مغبة قيام الجيش الإسرائيلي باختطافهم في عمليات المداهمة التي يقوم بها للمدن الفلسطينية. واقدم الجيش الإسرائيلي على اختراق موجات البث الإذاعي للعديد من المحطات الإذاعية والتلفزيونية المحلية، حيث اعلن الناطق باسمه عن فرض منع التجول في المدينة، والتحذير من الاقتراب من أماكن القوات الاسرائيلية، بحجة أن الجيش يقوم بعملية عسكرية للوصول إلى بعض المطلوبين داخل البلدة القديمة. وقال تلفزيون نابلس إحدى محطات التلفزة المحلية بالمدينة إن القوات الإسرائيلية بدأت منذ ساعات الصباح الأولى باختراق موجات البث للمحطات العاملة وبث تعليمات خاصة بالعملية العسكرية بالمدينة. وأضاف التلفزيون في بيان صحافي أن القوات الإسرائيلية بثت بياناتها للمواطنين الذين طالبتهم بعدم التجول بالقرب من مكان العملية العسكرية التي تتركز في البلدة القديمة ومحيطها. واستنكر التلفزيون هذا الاجراء الاسرائيلي الذي وصفه بالتعسفي واعتبره اعتداء صارخا على حرية الاعلام والكلمة. وطالب المؤسسات الحقوقية والانسانية بالضغط على الحكومة الاسرائيلية لوقف مثل هذه الاعمال التي تمس بحرية الكلمة والتعبير. من ناحيتها، أعلنت مديرية التربية والتعليم في محافظة نابلس حالة الاستنفار جراء الاجتياح الإسرائيلي بسبب تقديم امتحان الثانوية العامة، حيث طمأن أحمد سلهب، مدير عام الامتحانات في محافظة نابلس، الطلبة غير القادرين على التوجه إلى قاعات الامتحان، طالباً منهم الحفاظ على سلامتهم وعدم تعريض أنفسهم للمخاطرة.