الكونغرس: القوات العراقية عاجزة عن إقرار الأمن رغم إنفاق 19 مليار دولار لتدريبها

تقرير له أشار إلى وجود أدلة على تورط عناصر حديثة التدريب في عنف طائفي

TT

أكد تقرير صادر عن الكونغرس الاميركي انه رغم انفاق الولايات المتحدة اكثر من 19 مليار دولار على تدريب القوات العراقية، فان الجيش والشرطة العراقيين لا يزالان غير قادرين على اقرار الامن في البلاد.

وحسب التقرير، الذي صدر اول من امس، فانه بعد اربع سنوات من الغزو الاميركي للعراق، قامت القوات الاميركية بتدريب قرابة 346 الفا و500 من الجنود والشرطة العراقيين، لكن جاهزية الوحدات ليست في المستوى المطلوب، كما توجد ادلة قوية على مشاركة العناصر الحديثة التدريب في اعمال عنف طائفية.

ويشكل التقرير، الذي اعدته لجنة فرعية في لجنة الاجهزة المسلحة في مجلس النواب الاميركي، آخر تقويم سيئ لنتيجة العمليات الاميركية في العراق، كما يأتي في وقت يشهد تراجعا في تأييد اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين لسياسة الادارة الاميركية في العراق.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن التقرير، ان المهمة الاميركية الباهظة التكاليف والمعقدة لتدريب القوات العراقية كانت نتائجها غير مرضية تماما، حيث تطرح قوات الشرطة بشكل خاص مشكلة. وقال التقرير الذي اعده مسؤولون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، انه مع التمكن من نشر بعض الوحدات في ميدان العمليات، «لم تشهد قوات الامن العراقية تقدما بالسرعة التي كانت تتوقعها قوات التحالف (..) أو انها لا تزال غير جاهزة لتولي المسؤولية كاملة عن الأمن في البلاد».

كما انه ليس من الواضح عدد القوات القادرة على القيام بعمليات ميدانية من اصل 346500 عنصر تم تدريبهم، وفق اللجنة التي نبهت وزارة الدفاع الاميركية الى ان عليها ان «تركز على وضع انظمة لمحاسبة ومتابعة الأفراد وحصر التجهيزات».

وقال مارتن ميهان، رئيس لجنة التحقيق والمراقبة، ان «هذا التقرير المشترك يبين بوضوح ان خطة الرئيس لتخفيض عدد جنودنا في الوقت الذي يتم فيه تدريب القوات العراقية، كانت فاشلة حتى الآن». وحول مشاركة بعض المدربين في اعمال عنف طائفية، تساءل ميهان، حسب وكالة رويترز، في مؤتمر صحافي، «هل نقوم بتدريب العدو». وقال تود اكين العضو الجمهوري البارز في اللجنة عن ولاية ميزوري، ان الولايات المتحدة ليس امامها خيار غير الاستمرار في برنامج التدريب. واضاف «ما لم نتخل بصفة اساسية عن المشروع برمته، فان قوات الامن العراقية ضرورية بسبب البيئة الموجودة داخل العراق».

وعندما سئل ميهان عن رأيه رد بقوله «لدى شكوك»، مضيفا ان من اهم الجوانب المثيرة للقلق في اعداد هذا التقرير، هو كيف ان وزارة الدفاع «حاولت باصرار تأخير أو عرقلة تحقيقنا». وقال انه أثناء طباعة التقرير هذا الاسبوع بعث البنتاغون باجابات على 26 سؤالا وجهتها اللجنة قبل ثلاثة اشهر.

ويعتبر تجهيز وبناء القوات العراقية مهمة حيوية، ستسهم في تحديد ان كانت القوات الاميركية ستتمكن من مغادرة العراق ومتى، بدون ان تترك فراغا خطيرا. واعرب النائب الجمهوري فيل غنغري عن قلقه من انخراط بعض عناصر الأمن الحديثي التدريب على ايدي الجنود الاميركيين في اعمال عنف طائفية، او انضمامهم الى القوات التي تقاتل القوات الاميركية. وقال «من الواضح انها مهمة صعبة جدا ونحن نريد ان نتأكد من اننا لا نقوم بتدريب العدو، هذا الخطر قائم على الدوام».

واشار التقرير كذلك الى الضعف الكبير في البنية التحتية العسكرية والسياسية العراقية. وقال ان «وزارتي الدفاع والداخلية العراقيتين غير قادرتين على محاسبة او تقديم الدعم او مراقبة قواتهما في ميدان العمليات». وبالإضافة الى ذلك، كما يقول التقرير، «لا تملك الوزارتان القدرة على الالتزام بميزانيتيهما».

واغتنم السناتور الديمقراطي جون كيري صدور التقرير لشن هجوم جديد على الرئيس جورج بوش، الذي هزمه في انتخابات 2004. وقال كيري انه «بعد اربع سنوات و19 مليار دولار، نرى نتيجة مثيرة للشفقة في خطة تجهيز القوات العراقية، التي كثر الحديث عنها وتضخيمها، مقارنة بما استثمرناه».