برودي يؤكد للسنيورة التزام إيطاليا بـ«يونيفيل» ورغبتها في علاقات طبيعية بين لبنان وسورية

TT

أكد رومانو برودي، رئيس الوزراء الايطالي، لدى لقائه أمس رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في روما أن ايطاليا ستنظر «بعطف» الى طلب تمديد مهمة قوات «يونيفيل» التابعة للامم المتحدة في جنوب لبنان، واستمرار مشاركة القوات الايطالية فيها، وتمنى برودي الوصول الى اتفاق داخلي لبناني.

والتقى السنيورة رئيس الوزراء الايطالي بعد مقابلته نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ماسيمو داليما الذي عبر عن ارتياح الحكومة الايطالية للمبادرات التي اتخذها لبنان لتعزيز الاستقرار السياسي الداخلي وتمنى التوصل الى حل ترضاه كافة الاطراف اللبنانية.

وتقول الاوساط المطلعة في وزارة الخارجية الايطالية إن داليما، المهتم شخصيا بقضايا المنطقة العربية والملف الايراني، أبلغ السنيورة أن اتفاقية الشراكة بين لبنان والاتحاد الاوروبي التي دخلت حيز التنفيذ تسمح من الان فصاعدا بدعم لبنان ليتخطى المرحلة الدقيقة الانتقالية الحالية والظروف الاقتصادية الملتبسة. وقال داليما في تصريح رسمي «وفي نفس الوقت وعلى ضوء قرار الامم المتحدة رقم 1680 من الضروري أن تقوم علاقات طبيعية بين لبنان وسورية بأسرع وقت مما سيسهل تطبيع العلاقات بين العالم العربي واسرائيل». وخصص جزء من مباحثات السنيورة مع داليما لتحليل تفصيلي للاحداث الفلسطينية – الاسرائيلية ولما يجري في العراق وللملف النووي الايراني. وقال مصدر موثوق لـ«الشرق الأوسط» ان داليما، مهندس السياسة الخارجية المتوازنة، يرغب في تبريد الاجواء المتوترة في الشرق الاوسط ولم يستبعد التلميح إلى زيارة محتملة للسنيورة الى سورية «حين تنضج الظروف المواتية». وأضاف المصدر ان ايطاليا تريد العمل دوما في اطار الامم المتحدة وتحاول تشجيع الاتجاه الاخير للولايات المتحدة على التعامل المتعدد الاطراف والحوار بدل الاتجاه الاحادي الذي اتبعته الولايات المتحدة في السابق، ويبدو أن هذا هو الطريق الانسب في تعاملها مع ايران حاليا. ومن جملة النشاط الدبلوماسي الهادئ الذي تتبعه ايطاليا هو زيارة رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق امبرتو ديني الى دمشق منذ اسبوع في اعقاب زيارة داليما نفسه الى العاصمة السورية. وترغب ايطاليا التي تربطها علاقات ثنائية وتجارية متينة مع كل من سورية ولبنان في القيام بدور أساسي لايجاد حلول معقولة للازمات وتنشيط وظيفتها كدولة مانحة للدول العربية ودول البلقان في حوض البحر الابيض المتوسط، وهي سياسة تلقى دعما متزايدا من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة خاصة بعد زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش الى العاصمة الايطالية قبل أسابيع.