مقتل 3 سعوديين وعراقي وسوري في مواجهة بين الجيش اللبناني ومسلحين في شمال لبنان

ساعة «حسم الخيارات» تقترب والجيش متمسك بشرط تسليم قتلة جنوده

TT

أكدت قيادات فلسطينية في لبنان لـ«الشرق الأوسط» امس اقتراب ساعة «حسم الخيارات» في ما يتعلق بوضع مخيم نهر البارد الذي يتحصن فيه تنظيم «فتح الاسلام»، فيما خاض الجيش امس مواجهة جديدة مع مسلحي هذا التنظيم خارج المخيم كان مسرحها منطقة القلمون جنوب مدينة طرابلس وانتهت بمقتل 5 عناصر من التنظيم، هم ثلاثة سعوديين وعراقي وسوري، وذلك بعد يومين على مواجهة اخرى داخل مدينة طرابلس سقط فيها 4 مسلحين هم 3 سعوديين وروسي.

وتتركز الاتصالات حاليا على حسم قضية تسليم عناصر «فتح الاسلام» الذين اغتالوا جنود الجيش اللبناني عشية اندلاع المواجهات قبل 40 يوماً، وهو الشرط الرئيسي للجيش اللبناني، كما اكد مصدر عسكري مسؤول في وزارة الدفاع لـ«الشرق الأوسط» بقوله «ان الجيش لن يتنازل عن هذا المطلب ولو بعد 60 سنة»، معتبراً ان ما يحصل الآن «تماد عبثي ومحاولة لاطالة الامور بلا طائل».

واكد المصدر انهاء مرحلة «العمليات الشاملة»، مشيراً الى «عدم وجود مقاومة متماسكة»، لكنه لفت الى «ان المسلحين يستخدمون المدنيين دروعاً بشرية ويمارسون القنص من داخل المخيم ما يضطر الجيش الى الرد بالوسائل المناسبة ومحاولة تحييد المدنيين المتبقين في المخيم ما امكن».

هذا، وتجددت مساعي «رابطة علماء فلسطين» في محاولة للخروج بحلول للازمة. وأمل ممثل السلطة الفلسطينية في لبنان عباس زكي بالوصول الى «مقترحات عملية». وقال لـ«الشرق الاوسط» عقب لقائه رئيس الجمهورية اميل لحود ان لجنة خماسية من كل الفصائل الفلسطينية تتابع الوضع عن كثب. وأعرب عن تفاؤل «مبعثه ان الجيش حقق انتصاراً كبيراً»، لكنه تحدث، في المقابل، عن وجود «جرح كبير في زواريب المخيمات». وقال: «الامور قيد التشاور. ونحن على تواصل دائم مع الجيش، ومستعدون لمناقشة اي افكار توصلنا الى الحل».

من جهته، تحدث ممثل حركة «الجهاد الاسلامي» في لبنان ابو عماد الرفاعي عن 48 ساعة فاصلة بين التفاؤل والتشاؤم، معتبراً ان العقدة الاساسية تبقى في آلية انهاء الظاهرة. وقال لـ«الشرق الاوسط»: «الامور وصلت الى مرحلة فاصلة بين الخيارين العسكري والسياسي». مبدياً خشيته من ان تبقى الامور مفتوحة على خيار الحسم العسكري من دون الالتفات الى المساعي والجهود لايجاد مخرج سياسي». وكان الجيش اللبناني نفذ امس هجوماً ناجحاً على مجموعة من المسلحين تردد انهم شاركوا في عمليات الاغتيال التي استهدفت عناصر من الجيش والتي اطلقت المواجهات قبل 40 يوماً عبر مكمن نصب على طريق فرعية في شمال لبنان. وقد فروا حينها بواسطة سيارات رباعية الدفع الى الاحراج المجاورة الممتدة من البلمند الى بلدة دده في قضاء الكورة وهي احراج كثيفة وفيها مناطق صخرية ومغاور. وتردد حينها ان عدد هؤلاء المسلحين هو احد عشر. وظل مكان وجودهم مجهولاً، في حين كانت ترد معلومات عن ان اشخاصاً شاهدوا بعضاً منهم في هذا الموقع او ذاك. واستمرت التحريات والرصد الى ان حدد الجيش موقع هذه المجموعة فعمد منذ بعد ظهر الاربعاء الى عزل المنطقة التي تبعد نحو خمسة كيلومترات جنوب شرق طرابلس. وقرابة الثالثة من فجر أمس اطبق الجيش عليهم في احدى المغاور. واشتبك معهم بالاسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية الى ان تمكن قرابة التاسعة صباحا من القضاء على المجموعة المؤلفة خمسة عناصر هم ثلاثة سعوديين وسوري وعراقي. وقد اصيب خمسة عناصر من الجيش بجروح طفيفة. وتولت طوافات عسكرية من طراز «غازيل» المسلحة مراقبة المنطقة منعاً لهروب المسلحين او تقديم المساعدة لهم من اي خلية نائمة. ونقلت سيارات تابعة للصليب الاحمر اللبناني جثث المسلحين الى براد المستشفى الحكومي في القبة (طرابلس) وسط تهليل الاهالي والزغاريد والهتافات للجيش اللبناني. في وقت توقع مراقبون ان يكون من تبقى من المجموعة من اللبنانيين الذين تواروا عن الانظار وعادوا الى مزاولة نشاطهم العادي منعا لاثارة الشبهات. وفي وقت لاحق اوقف الجيش اثنين من رعاة الغنم تردد انهما كانا يقدمان مساعدات لوجستية للمسلحين.

وقالت قيادة الجيش في بيان لها أن قوى الجيش تمكنت «من القضاء على عصابة ارهابية في حي ابي سمرا ـ طرابلس تضم ثلاثة سعوديين وروسيا واحدا، وفجر اليوم (امس) تمكنت ايضا في وادي دده ـ القلمون من القضاء على عصابة مماثلة مؤلفة من خمسة عناصر ينتمون الى الجنسيات السعودية والسورية والعراقية، بعدما رفضوا الاذعان لنداء الاستسلام وبادروا الى اطلاق النار على عناصر الجيش». الى ذلك ابلغ رئيس الجمهورية اميل لحود ممثل السلطة الفلسطينية في لبنان عباس زكي خلال استقباله له امس مع وفد من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ان تسليم مسلحي «فتح الاسلام» الذين اعتدوا على الجيش اللبناني وغدروا برجاله «هو المدخل الوحيد لاي حل ينهي الوضع الشاذ الراهن في مخيم نهر البارد».