خادم الحرمين والملك عبد الله الثاني يدشنان مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز السكنية

تأجيل لقاء العاهل السعودي والرئيس الفلسطيني لضيق الوقت

TT

دشن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية أمس، مدينة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز السكنية، التي أعلن عن إنشائها تقديراً من الملك عبد الله الثاني بن الحسين، للمواقف النبيلة والدعم المتواصل الذي يقدمه خادم الحرمين الشريفين للأردن لتمكينه من مواجهة التحديات. وفي بداية الحفل المعد لهذه المناسبة في قصر بسمان الملكي بعمان، ألقى عريف الحفل كلمة، قال فيها «هذا يوم من أسعد أيام الأردن ملكاً وحكومة وشعباً.. الأردنيون الواقفون على أرض الرباط منذ جند الفتح، ما انقطعوا يوماً من الحرمين قبلة الله وبيته العتيق ومسجد النبي الهادي إلى سراط مستقيم، يدركون معاني البركة التي حلت في ديارهم بقدوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، فارس من فرسان الأمة العربية والإسلامية وسند ومدافع قوي عن كرامتها وعزتها وثباتها ومستقبل أجيالها».

وأضاف قائلاً «وأنتم يا خادم الحرمين الشريفين، لكم في القلوب الطيبة والضمائر الحية في هذه الربوع ما قد لمستموه بنقاء سريرتكم وحذق رؤيتكم بالبصر والبصيرة، ويعلم الله أنه ما من مرة رآكم فيها الأردنيون بجانب الملك عبد الله الثاني بن الحسين ورأوه بجانبكم إلا استبشروا خيراً وطمأنينة على حاضر ومستقبل شعبينا الشقيقين وأمتنا العربية».

واستطرد يقول «ليس منا من لا يعرف ـ حد اليقين ـ أنكم في صدارة الذين آزروا الأردن وساندوه في كل الظروف والأحوال وأن دعمكم لصمود هذا البلد في وجه كل التحديات يستوجب الشكر والتقدير والامتنان، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله، وإن كنا نعرف بأن هجرتكم لوجه الله تعالى الذي لا يضيع عنده الأجر والثواب».

وقال «تقديراً من الملك عبد الله الثاني بن الحسين للمواقف النبيلة والدعم المتواصل الذي يقدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للأردن لتمكينه من مواجهة التحديات، يسرني أن أعلن عن صدور التوجيهات الملكية السامية بتخصيص مساحة تبلغ 21 كيلومتراً مربعاً من حدود محافظة الزرقاء، لإقامة مدينة سكنية حضارية تضم وحدات ومباني سكنية بمساحة تتراوح ما بين 100 الى 160 مترا مربعا، ويصل عددها الى 70 الف وحدة يستفيد منها 370 الف مواطن، بالاضافة الى مرافق خدمات عامة ومناطق تجارية وبنوك ومكاتب خدماتية للقطاع الخاص ومسجد كبير يتسع لنحو خمسة آلاف مصل ومرافق ثقافية ورياضية وترفيهية ومركز للاحتفالات وحدائق ومتنزهات. كما يهدف المشروع الى توفير فرص العمل داخل المدينة الجديدة وتحسين البيئة الاستثمارية وابراز الميزات التفاضلية التي تتمتع بها والعمل على استقطاب المشاريع الاستثمارية والأنشطة الاقتصادية التي تتناسب وهذه الميزات.

وأوضح أنه سيطلق على هذه المدينة اسم «مدينة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود السكنية»، لتكون أكبر مشروع إسكاني تنموي يشهده الأردن، وليجسد امتنان وتقدير الملك عبد الله الثاني وحكومة وشعب المملكة الأردنية الهاشمية لخادم الحرمين الشريفين، ولتكون بشرى خير تجسد معاني البناء الراسخ والسكن والسكينة في العلاقات بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين.

ومن شأن المدينة السكنية الجديدة في محافظة الزرقاء تحقيق اعلى قيمة اقتصادية من حجم الاراضي الصحراوية الشاسعة وغير المستغلة لتعود منافعها على الاقتصاد الاردني، وعلى ظروف ومعيشة المواطنين في المحافظة، بالاضافة الى تعزيز فرص نجاح المشاريع الكبرى كخط القطار الخفيف بين الزرقاء وعمان وطريق عمان التنموي.

وستكون المدينة مخدومة بالطرق الخارجية التي تربطها مع باقي المحافظات الاردنية، وبالتالي لن يترتب على اقامة المدينة تكاليف اضافية في توفير مثل هذه البنى التحتية.

وتقدر تكلفة الأرض التي تبرعت بها الحكومة الأردنية لإقامة مشروع المدينة السكنية بنحو 600 مليون دولار، فيما تقدر تكلفة البنية التحتية للمدينة من مياه وصرف صحي وكهرباء وطرق واتصالات بنحو 650 مليون دولار. ويقدر ثمن الشقة السكنية في المدينة بنحو 30 الف دينار.

وسيتم التعاقد مع البنوك المحلية، وخاصة الاسلامية منها لتحديد آلية منح قروض التمويل التأجيري للمواطنين الراغبين في الحصول على قروض تمويلية لغايات السكن في المدينة وبأسعار فائدة مدعومة من قبل الحكومة تسدد على مدى 20 عاما.

وستتولى ادارة وتنفيذ مشروع المدينة السكنية مؤسسة استثمار الموارد الوطنية وتنميتها (موارد) بالتعاون مع شركات القطاع الخاص والشركات السعودية العقارية. جدير بالذكر أن محافظة الزرقاء من اكثر المحافظات الأردنية اكتظاظا بالسكان اذ تبلغ الكثافة السكانية فيها نحو 173.3 نسمة لكل كيلومتر مربع واحد، مقارنة بالمعدل العام للاردن الذي يبلغ نحو 61.6 نسمة. ويقطن في المحافظة نحو مليون نسمة وبنسبة نمو بلغت 6.6 في المائة. بعد ذلك شاهد الزعيمان العربيان، فيلماً يعرض مشروع المدينة السكنية. ثم تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والملك عبد الله الثاني بن الحسين، بسقاية شجرة زيتون إيذاناً بانطلاق مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود السكني، وسيتم نقل شجرة الزيتون إلى موقع المدينة السكنية.

حضر حفل تدشين المشروع الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين وعدد من المسؤولين في الأردن.

من جهة أخرى، أكدت مصادر في العاصمة الأردنية ان اللقاء الذي كان من المقرر أن يتم بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الفلسطيني محمود عباس ابومازن في عمان أمس الخميس، قد تم تأجيله إلى وقت لاحق.

وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، انه من المقرر ان يتم عقد اللقاء فى الرياض منتصف يوليو (تموز) المقبل، من دون ان يذكر سبب تأجيل أو الغاء لقاء عمان.

وكان أبو مازن وصل الى عمان الليلة الماضية قادما من رام الله للقاء العاهل السعودي أمس، للبحث حول تداعيات الاقتتال بين فتح وحماس قبل أسبوعين في قطاع غزة، واحتمالات استئناف الوساطة السعودية لأنهاء الأزمة. كما كان من المقرر بحث، حسب عطا الله خيرى السفير الفلسطيني لدى الأردن، «آخر المستجدات المتعلقة بالوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد الأحداث التي وقعت أخيراً في غزة، بين حركتي فتح وحماس وانتهت بفرض الأخيرة سيطرتها على القطاع».

من جانبه قال ياسر عبد ربه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ان إرجاء اللقاء إلى منتصف يوليو (تموز) المقبل في الرياض جاء لـ«ضيق الوقت».

واضاف عبد ربه للصحافيين إن الاشقاء السعوديين طلبوا «ترتيب لقاء آخر في الرياض خلال الأسبوعين المقبلين، حتى يتوافر وقت أطول للمحادثات».

ومن المقرر ان يغادر أبو مازن الى جنيف ثم الى باريس، للمشاركة في أعمال الاشتراكية الدولية ويلقي خطابا خلال اجتماع مجلس الاشتراكية الدولية، ومن هناك سيقوم بزيارة فرنسا للقاء رئيسها الجديد نيكولا ساركوزي استمرارا لتعزيز العلاقات الثنائية التي تتميز بدعم سياسي ومالي فرنسي للشعب الفلسطيني.

وأفادت مصادر دبلوماسية بأن عباس يطلب إسنادا سعوديا وتوفير مظلة جديدة لحوار مشروط مع حركة المقاومة الإسلامية حماس التي بسطت نفوذها في قطاع غزّة قبل أسبوعين.

ويتماهى الموقف الفلسطيني مع الأردني فيما يتعلق بأولوية إعادة الأمور في قطاع غزة إلى نصابها قبل الشروع في أي حوار مع الحركة الإسلامية. وكان الجانبان السعودي والأردني اتفقا خلال محادثاتهما في عمان أمس على مساندة الشرعية الفلسطينية، ممثلة بالسلطة الفلسطينية برئاسة عباس، زعيم حركة فتح، كبرى فصائل منظمة التحرير، وحذرا في بيان مشترك من خطورة الانقسامات الفلسطينية. وكان وزير الثقافة الاردني عادل الطويسي ونظيره السعودي اياد مدني، قد اكدا على تعزيز العلاقات الثقافية وتشجيع التبادل الثقافي بين البلدين ودعم التوجهات المشتركة للدفاع عن الهوية العربية.

ودعا الجانبان خلال اجتماع عقد أمس إلى اقامة انشطة واسابيع ثقافية في كلا البلدين لاطلاع الشعبين الشقيقين على الموروثات الثقافية، بحيث يتم مستقبلا وضع برنامج ثقافي مشترك يحدد مجالات التعاون في مختلف الحقول الثقافية. واطلع الطويسي الوزير السعودي، والوفد المرافق على خطة وزارة الثقافة للمرحلة المقبلة، والتي توجت بخطة التنمية الثقافية التي اشتملت على نحو 30 مشروعا ثقافيا.

وأكد الطويسي ان باكورة التبادل الثقافي بين البلدين ستبدأ قريبا باستضافة الاردن لعشرة شعراء سعوديين منهم خمس شاعرات لإحياء أمسيات شعرية في عدد من المناطق الاردنية، مشيدا بالخطوات التي تنتهجها وزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية باشراك المرأة في النشاطات الثقافية.

واكد وزير الثقافة بالمملكة العربية السعودية على الاستفادة من التجربة الاردنية في مجالات التنمية الثقافية والابداع الثقافي والمبادرات التي تعظم الانجازات الفكرية والأدبية.

واشار إلى أن المملكة العربية السعودية تعمل على الانفتاح على الثقافات الأخرى حيث تشهد حاليا ازدهارا في مجالات الفنون التشكيلية والمسرح والسينما وهناك تقدم في المشهد الثقافي السعودي من خلال التعددية الفكرية والانفتاح على الآخر ونشر قيم التسامح مما يعطي ثراء في المشهد الثقافي.

واكد على الرؤية المشتركة بين البلدين من خلال التنسيق في المؤتمرات العالمية على مستوى العالم العربي والعالم الاسلامي خاصة لمواجهة الحملات التي تتعرض لها الامة العربية الاسلامية ومحاولات الصاق تهم الارهاب بها وطمس ثقافاتها.

ووجه وزير الثقافة السعودي دعوة لنظيره الاردني لزيارة السعودية واقامة اسابيع ثقافية مشتركة بين البلدين.

كما استقبل الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية ناصر جودة في مكتبه بدار رئاسة الوزراء وزير الثقافة والإعلام السعودي إياد مدني، واصطحبه في جولة في المركز الأردني للإعلام، حيث استمعا إلى شرح من مدير عام المركز الدكتور بشر الخصاونة عن مهام المركز ودوره في شرح وتوضيح سياسات الحكومة تجاه مختلف القضايا وخططه المستقبلية. يذكر أن خادم الحرمين الشريفين وصل إلى جدة بعد عصر أمس، قادماً من عمان بعد زيارات رسمية لعدد من الدول الشقيقة والصديقة، شملت المغرب، واسبانيا، وفرنسا، وبولندا، ومصر، والأردن، تلبية لدعوات رسمية تلقاها من ملوك وزعماء وقادة تلك الدول.

وكان في استقبال الملك عبد الله بن عبد العزيز، لدى وصوله مطار الملك عبد العزيز الدولي، الأمير مشعل بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، والأمير عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد آل سعود أمير الحدود الشمالية، والأمير بدر بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني، والأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز آل سعود، والأمير بندر بن خالد بن عبد العزيز، والأمير عبد الله بن خالد بن عبد العزيز، والأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، والأمير ممدوح بن عبد العزيز، والأمير عبد الاله بن عبد العزيز، وحشد من الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وجمع من المواطنين. وقد وصل برفقة خادم الحرمين الشريفين أعضاء الوفد الرسمي المرافق. وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز، قد غادر الأردن أمس، بعد زيارة رسمية للمملكة الأردنية الهاشمية استمرت يومين تلبية للدعوة الرسمية التي تلقاها من العاهل الأردني. وكان في وداعه لدى مغادرته مطار ماركا العسكري بعمان، الملك عبد الله الثاني بن الحسين. وقد أجريت لخادم الحرمين الشريفين مراسم وداع رسمي، فعند وصوله والعاهل الأردني للمطار صافح الملك السعودي مودعيه أعضاء السفارة السعودية لدى الأردن والوزراء وعدد من المسؤولين في الحكومة الأردنية.

بعد ذلك، توجه خادم الحرمين الشريفين وملك الأردن إلى المنصة الرئيسية، حيث عزف السلامان الملكيان للبلدين، ثم استعرضا حرس الشرف.

إثر ذلك ودع الملك عبد الله الثاني بن الحسين أعضاء الوفد الرسمي المرافق لخادم الحرمين الشريفين، كما صافح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، مودعيه الأمير فيصل بن الحسين والأمير علي بن الحسين والأمير حمزة بن الحسين والأمير هاشم بن الحسين والأمير غازي بن محمد والأمير راشد بن الحسن والأمير علي بن نايف، والأمير رعد بن زيد، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور معروف البخيت، ورئيس مجلس الأعيان زيد الرفاعي، ورئيس مجلس النواب المهندس عبد الهادي المجالي، وسفير الأردن لدى المملكة قفطان المجالي، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن عبد الرحمن العوهلي.

وعند سلم الطائرة، عانق الملك عبد الله الثاني بن الحسين، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، مودعاً ومتمنياً له سفراً سعيداً. وقد غادر بمعية الملك عبد الله أعضاء الوفد الرسمي المرافق.