ألمانيان يكتشفان مادة متفجرة تفوق 100 مرة «تي إن تي»

تم العثور عليها صدفة خلال بحثهما عن عقار طبي ضد تضيق شرايين القلب

TT

قال الباحث الألماني دنيس تروجل إن سقوط انبوب، يحتوي على 20 غم من المادة المتفجرة الجديدة التي اكتشفها، أدى إلى انفجار كاد يودي بحياته. ويفترض أن تكون المادة الكريستالية الجديدة، التي اكتشفها تروجل بالتعاون مع البروفيسور راينهولد تاكه، اقوى 100 مرة من مادة «تي ان تي».

وذكر البروفيسور تاكه والباحث تروجل انهما اكتشفا مسحوق الكريستالات المتفجر صدفة في معرض بحثهما عن عقار طبي جديد ضد تضيق شرايين القلب. وجاء الكشف عن المادة المتفجرة حينما استبدل تاكه وزميله تروجل، ذرة واحدة في مادة «نتروبينتا» التي تستخدم للأغراض الطبية، وتعتبر من المواد المتفجرة الخفيفة. وكان الباحثان بصدد استبدال ذرة أخرى من مادة السيليسيوم بذرة من «نتروبينتا» حينما تحوّل المزيج فجأة من عقار طبي إلى كريستالات صغيرة شديدة الانفجار. ويعمل الباحثان في قسم الكيمياء اللاعضوية في جامعة فورتسبورغ الألمانية (جنوب). ولا يتعدى حجم الكريستالة الواحدة من المادة المتفجرة عشرة مليمترات، إلا أنها ذات طاقة انفجارية عالية. وأكد تاكه أن كل كريستالة بمفردها قادرة على الانفجار وإيقاع الأذى حال مسِّها بملقط أو شفرة طبية. وتشكل الكريستالات مع بعضها بعضا مسحوقا ناعما يشبه مسحوق السكر، ويمكن لعبوة 20 غم منه داخل مظروف أو طرد بريدي أن تطيح بمكتب صغير مع صاحبه. ويجري تجريب المادة الكريستالية حاليا في جامعة ميونيخ من قبل البروفيسور توماس كلوبفكه وزميله الدكتور بوركهارد كروم وسط إجراءات وقائية بالغة. ولا يمس أحدهما الكريستال، أو يحركه، إلا عندما يكون مرتديا خوذة ونظارات وقائية وبدلات تحمي جسديهما.

وأصيب تروجل بجروح، وكان يعاني من صدمة، ومن ثقل السمع جراء الانفجار، حينما عاد إلى البيت يوم انفجرت انبوبة المادة الجديدة أمامه في المختبر. ويقول إنه تلقى مكالمة هاتفية من المختبر تقول إنهم حاولوا التخلص من المادة عن طريق القائها في مستودعات النفايات الخاصة، فأدى ذلك إلى انفجار كبير وحريق. ولم يُعرف إلا بعد هذه المكالمة أنه قد اكتشف مادة شديدة الانفجار بالصدفة. وتم نقل المادة، في شكل مادة خام غير متفجرة، إلى ميونيخ لإجراء التجارب اللازمة عليها. وقارن تروجل بين الكريستال المتفجر الجديد وبقية المتفجرات بالقول إن مادة «تي ان تي» تبدو بطة مشلولة مقارنة بالمادة الجديدة.

ولم يكن نقل المادة بهذه السرعة إلى مختبرات جامعة ميونيخ عشوائيا لأن هذه المختبرات تخصص جزءا من نشاطها لصالح الجيشين الألماني والاميركي. ويبحث البروفيسور كلوبفكه منذ سنوات، لصالح العسكر، عن مادة شديدة الانفجار بديلة عن «تي ان تي». وتحدث عن صعوبة بالغة في تطويع المادة لاستخدامها في الأغراض العسكرية بسبب سرعة انفجارها. في ذات الوقت، عبر البروفيسور تاكه عن خيبة أمله من استخدام المادة في معالجة حالات القلب بسبب حساسيتها الانفجارية.

واكتشف تروجل وتاكه المادة المتفجرة في معرض بحثهما عن عقار لمساعدة مرضى القلب، ويخشيان أن يؤدي اكتشافهما إلى «مآس» كالتي عاشها الفريد نوبل نتيجة اكتشافه الديناميت. ولا يبقى أمامهما أي أمل غير فشل زميليهما في ميونيخ في «ترويض» المادة الكريستالية المتفجرة وحشرها داخل أغلفة القنابل.