الجزائر ترفض شروطاً أميركية للإفراج عن موقوفيها في غوانتانامو

TT

عبرت الجزائر عن رفضها لشروط حددها السفير الاميركي لدى الجزائر مقابل تسليم السلطات الجزائرية مواطنيها الموقوفين في معتقل غوانتانامو. وكان السفير الأميركي روبرت فورد قد قال للصحافة الجزائرية أخيراً ان هناك شرطين لتسلم الجزائر مواطنيها المؤهلين للافراج عنهم من غوانتانامو، اولهما ضمان تلقيهم معاملة حسنة وثانيهما ضمان عدم عودتهم للعمل المسلح. وقال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي لـ«الشرق الأوسط» أمس على هامش تخرج دفعة جديدة من طلبة المدرسة الوطنية للادارة: «ليست هناك شروط ولا أي شيء آخر يمكن أن يطرح على الجزائر. هذا أمر غير وارد تماما». ولدى سؤاله عن الشرطين اللذين حددهما السفير الأميركي، رد مدلسي: «هذا ما يقولونه هم. اسألوهم ماذا يعني ذلك؟». إلى ذلك، أفادت صحيفة جزائرية أمس بأن جزائريين سيمثلان، السبت المقبل، أمام المحكمة بتهمة التجسس لصالح إسرائيل وإسبانيا. وقالت «الشروق اليومي» إن الجاسوسين يقيمان بولاية تيزي وزو (100 كلم شرق العاصمة)، وإن أحدهما «مواطن عادي له مستوى دراسي عالٍ ويتقن عدة لغات أجنبية، والثاني صحافي تلقى تدريبات في إسرائيل حول طريق الاستعلام والاستخبار وجمع المعلومات وإعداد التقارير الأمنية والاقتصادية».

وأشارت إلى أن الأخير عاد للجزائر مرورا بدول لديها خطوط عبور مع إسرائيل. وأضافت بأن المتهمين اعتقلا متلبسين بالتهمة، حيث عثرت مصالح الأمن بحوزتهما وثائق وتقارير تتناول مسائل دقيقة عن أسرار الدولة الجزائرية، حسب الصحيفة. وقالت إنه جرى تصنيف القضية على أنها جناية، ووجهت للشخصين تهمة «جمع تقارير من شأنها الاضرار بمصالح الدفاع والاقتصاد الوطني». وأضافت أنهما اعترفا بما نسب إليهما عند استجوابهما من قبل قاضي التحقيق.

في سياق آخر، أصدرت محكمة الجنايات بالبويرة (100 كلم شرق العاصمة) حكماً غيابياً بالسجن المؤبد بحق زعيم «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي» عبد المالك دروكدال. وحكمت المحكمة غيابياً ايضا على خمسة آخرين ينتمون لنفس التنظيم بالسجن لمدة 20 سنة. ووجهت للأشخاص الستة تهمة «إنشاء جماعة إرهابية تعمل على خلق جو من انعدام الأمن في أوساط المواطنين». وتركز نشاطهم بشرق العاصمة أي بالمنطقة الثانية في هيكل التنظيم المسلح الذي كان يسمى «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» قبل تغيير التسمية مطلع العام الجاري.

وسبق أن صدرت أحكام غيابية ضد دروكدال، أحدها بالاعدام في قضايا تتعلق بنشاطه الإرهابي في مناطق أخرى من الجزائر. ويتزعم دروكدال التنظيم منذ خريف 2004، بعد خلافته نبيل صحراوي الذي قتله الجيش في صائفة نفس السنة ببجاية (300 كلم شرق العاصمة).